تعاملتِ مع الدراما المصرية والسورية، أين وجدت نفسك أكثر؟

Ad

المخرج المحترف لا تهمه هوية الدراما بقدر ما يهمه النص القوي الذي يستفزه ويخرج منه أفضل ما عنده. الأهم بالنسبة إلي هو النص، أياً كانت هويته، مصرية، سورية أو خليجية. لكن ربما يمنح السوق المصري للمخرج انتشاراً أوسع، لذلك سعدت بنجاح {شرف فتح الباب} و{ابن الارندلي} مع الفنان الكبير يحيى الفخراني. في المقابل، لا يمكن أن أتجاهل النجاح الذي حققه مسلسلا {الولادة من الخاصرة} و{تخت شرقي}، والصدى الواسع لهما في سورية وغيرها من الدول العربية.

إلى من تدينين بنجاحك؟

إلى الدراما السورية، فهي بيتي الأول ولها الفضل الأكبر علي، لأنها هي التي صنعتني.

لماذا ارتبط اسمك بالنجمين قصي خولي ومكسيم خليل كأنك تصرّين على الاستعانة بهما في كل عمل تتولين إخراجه؟

مكسيم وقصي نجمان بكل معنى الكلمة، ولم أفرضهما في أي من أعمالي، لأن الدور هو الذي ينادي الممثل، ثم معروف عني حرصي على الاستعانة بوجوه جديدة في أي مسلسل أقدمه ولا أحب أن يرتبط اسمي بأسماء نجوم معينين، مع أن مكسيم خليل وقصي خولي هما من أصدقائي المقربين.

 

كيف تقيّمين تعاملك مع النجوم؟

معظم النجوم الذين تعاملت معهم متصالحون مع ذواتهم ويتميزون بالطيبة والتواضع، والأهم أنهم يثقون بي. أذكر سلاف فواخرجي، على سبيل المثال، فقد استمتعت بالعمل معها وهي في قمة الإبداع والالتزام والتواضع والأخلاق.

وماذا عن مزاجيتهم؟

تبرز عندما يكونون في حالة نفسية غير مريحة.

 

هل يمكن أن نراك يوماً أمام الكاميرا وليس خلفها؟

التمثيل متعة لدي، وأي دور محرك للأحداث هو مهم برأيي، لا سيما إذا كان ينبض بكمّ من المشاعر.

ماذا عن الأدوار الكوميديّة؟

أنا من عشاق الأدوار الكوميدية، وإذا أردت الوقوف أمام الكاميرا فأتمنى أن يكون الدور من النوع الذي يدخل البهجة إلى النفوس.

ما ردك على ما يقال إنك مخرجة الأعمال الجريئة؟

عندما أقدم على عمل معين لا يهمني إذا كان جريئاً أم غير جريء، ما أبحث عنه هو قضايا تعني الإنسان البسيط وتحاكي قضايا اجتماعية واقتصادية يواجهها المجتمع العربي، لكن المشكلة أن الناس لا يريدون الاعتراف بأن ما نمر به هو أقسى مما نراه على الشاشة.

 

وعن اتهامك بالغرور؟

لدي ثقة تامة بنفسي، وثمة فرق بين الغرور والثقة بالنفس. على المخرج امتلاك ثقة قوية بالنفس لأنه يقود فريقاً كبيراً، ويجب أن يكون حازماً ومالكاً لأدواته لأنه يتحمّل نجاح العمل أو فشله.  

وعن أنك مخرجة {الجنس اللطيف} نظراً إلى تعاملك مع كم من الممثلات في مسلسل {بنات العيلة}؟

التعامل مع الجنس اللطيف ممتع ومتعب في آن، لأن الفنانة حساسة أكثر من الفنان، بالإضافة إلى كون الممثلة تحتاج إلى تحضيرات قبل الظهور على الشاشة. لا بد هنا من أن أذكر  أن {بنات العيلة} يعتمد على المشاعر والأحاسيس والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، لذا تطلّب جهداً مستمرّاً.

ممثلات كثيرات متزوجات، فكيف يوفقن بين عائلاتهن ومهنتهن؟

لا يمكن تجاهل أن المرأة عموماً تحتاج إلى بعض الوقت لإجراء عملية الفصل بين بيتها ومهنتها، وهو أمر ينطبق على الممثلات أيضاً.

لماذا لم تتجهي إلى الإخراج السينمائي؟

كل مخرج يتمنى أن تكون السينما تتويجاً لمشواره الفني. أنا في انتظار النص المناسب والوقت المناسب  لخوض مجال السينما.

 

ما رأيك بالأحداث في سورية؟

أبكي على سورية ليل نهار. يدفع الشعب السوري أثماناً باهظة من دمه وحياته وما من أفق لحلّ أو نهاية للأزمة. سورية بلدي وأنا أعشقها فهي وطني وأبي وأمي وكل شيء في حياتي.

ما كان  تأثير والدك المخرج هشام شربتجي في حياتك؟

هو مثلي الأعلى في الحياة العادية وبالتأكيد في مسيرتي الفنية.

 

هل تستشيرنه في أعمالك؟

يرى أعمالي مثلما يراها الجمهور.

ما رأيه بك كمخرجة؟

 يعتبرني مخرجة موهوبة، وهذا الأهم، لأنها شهادة مخرج قدير قبل أن يكون والدي.

 

وماذا عن زوجك؟

زوجي صديقي الحميم.

هل تستشيرينه في أعمالك؟

لا أستشير أحداً في أعمالي، لأنني من النوع الذي يختار بعناية ويقرأ النص بشكل معمق ومدروس.

هل تخشين على مستقبل الدراما السورية في ظل الأحداث الجارية؟

الدراما السورية متجذرة في وجدان المشاهد العربي، وقد قدمت أعمالا تاريخية وعصرية شكلت علامة فارقة في الدراما التلفزيونية العربية.

 

إلى أي مدى مهد {الولادة من الخاصرة} لما يحصل حالياً من أحداث؟

يجب أن يكون العمل الفني رؤيوياً ويقدم جزءاً من الواقع إذا لم يكن الواقع بمجمله. في {الولادة من الخاصرة} ركزنا على فكرة  كيف يتصرف صاحب السلطة المعقد، وسلطنا الضوء على الناس المسحوقين وهذا أمر حقيقي ومعاش.

هل مصر هي قبلة المخرجين السوريين كما هي الحال بالنسبة إلى الفنانين؟

المخرج الجيد يوافق على إدارة عمل سواء كان مصرياً أو سورياً أو خليجياً. لا ننسى أن مخرجين سوريين كثراً كانت لهم بصمة في الدراما المصرية، والإنتاجات الكبرى للمسلسلات التاريخية الممولة خليجياً كانت بإدارة مخرجين سوريين.

بعيداً عن العمل، كيف تمضين أوقات فراغك؟

أتابع  افلاماً في منزلي وأحضّر أطباقاً يحبها زوجي، أرتاد الحدائق العامة، أمارس الرياضة، أتابع قراءة النصوص، أجتمع مع أصدقائي، وأسافر باستمرار إلى مصر لرؤية والدتي.