أبتدئ باقتباس وصف عام 2012 من أبيات أحمد شوقي:

Ad

"خدعوها بقولهم حسناء

والغواني يغرُّهن الثناء".

• أبتدئ عام 2012 محلياً بالسعى نحو البنى البرلمانية والتشريعية، أي بانتخابات مجلس الأمة؛ فقد شهدت الساحة السياسية استقطاباً سلبياً لا مثيل له، انتقل من التكتلات المتضادة إلى الحملات الانتخابية وتغلغل في المناطق والدوائر الانتخابية، وأشعلته خطابات استفزازية أدت إلى ردود فعل عنيفة كحوادث حرق مخيم نائب واقتحام قناة تلفزيونية وإساءة يتبعها اعتذار، الأمر الذي أدى إلى عزوف البعض عن الانتخاب بسبب الاستياء من سلوك المرشحين... وحملت النتائج كتلة برلمانية هدفها أسلمة القوانين، وأخرى استهدفت الاستحواذ على العمل السياسي النيابي والوزاري، بعد ذلك أُبطل المجلس بحكم المحكمة الدستورية.

• وسط عام 2012: انطلاق قمة بغداد إقليمياً، واجتماع جامعة الدول العربية لاستجماع القوى حول الملف السوري وإدارته ومحاولة استنساخ التجربة اليمنية وتطبيقها في بلاد الشام... وكلما اختلفت الآراء ساهم ملف المساعدات الإنسانية في تهدئة الأمور. أما عالمياً فقد شهد منتصف هذا العام انطلاق السباق الأميركي الجمهوري والديمقراطي لاختيار الفريق الرئاسي المتنافس.

• صيف هذا العام الساخن شهد فوز الرئيس المصري محمد مرسي، الذي حلف اليمين الدستورية كأول رئيس مدني منتخب، فاتجهت البوصلة السياسية المصرية إلى "الإخوان المسلمين". وفي ليبيا، انتخب المؤتمر الليبي العام في أول انتخابات حرة ولتطبيق نظرية التوازن اتجهت البوصلة السياسية في ليبيا إلى الاعتدال. أما تونس فقد مرت بالذكرى الثانية لاندلاع الاحتجاجات وإشعال البوعزيزي النار في نفسه في مدينة "سيدي بوزيد"، وانطلاق الربيع العربي والإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين... واليوم تعاني تونس الإهمال الاقتصادي وضعف الإدارة المحلية وغياب الأمن الداخلي، فالبطالة مستمرة وإطلاق الشرطة النار على المتظاهرين مستمر. أما أوروبياً فقد أثقلت المساعدات المالية للدول المتضررة مالياً كاهل الاتحاد الأوروبي وواجهت الدول حالة من الخوف والذعر، وهي تراقب خطة مساعدات اليورو وشهدت العاصمة البريطانية احتفالاً ضخماً للألعاب الأولمبية ساهمت فيه دول الخليج بفريق رياضي من النساء والرجال معاً.

• سبتمبر من هذا العام شهد أحداثاً كثيرة أبرزها انتشار فيلم عبر الوسائل التكنولوجية مسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، أدى إلى الخروج الجماعي في عواصم إسلامية اعتراضاً واستياءً، وشهد مقتل أربعة أميركيين في ليبيا بينهم السفير كريس ستيفن في هجوم استهدف السفارة الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر. وشهد أيضاً فوز أوباما بولاية ثانية بهيمنة "ديمقراطية" على مجلس الشيوخ و"جمهورية" على مجلس النواب.

• أكتوبر... اختارت الكويت أن تُفعِّل أهداف السياسة الخارجية الكويتية والمتمثلة في التكامل الاقتصادي والتنموي عبر استضافتها ومساهتمها في نسج العلاقات الخليجية والآسيوية عبر شبكة من الدول التي تلتقي سنوياً في حوار تنموي أمني واقتصادي.

• أما خاتمة هذا العام، فقد جاء حظ الانتخاب لمن لم يحالفهم الحظ في السابق، ففازت ثلاث نساء في مجلس الأمة الكويتي بعد تعديل قانون الانتخاب إلى الصوت الواحد، ودولياً فازت دولة فلسطين بمقعد المراقب بعدما صوت أغلب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.

• أما العام الحالي بإذن الله، فستتولى الكويت الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي، وستحتضن مؤتمر المساعدات الإنسانية لسورية، وستستمر في تعزيز مكانتها الإقليمية مستخدمة قوتها كدولة صغيرة جغرافياً وكبيرة في الدبلوماسية والقيمة البشرية... فهل تنهض السياسة المحلية لتواكب السياسة الخارجية؟ّ!

كل عام وأنتم بخير.