الحجي: دول الخليج لن تتضرر من اكتشافات النفط الصخري في أميركا
أكد أن ثورة الاتصالات خفضت الطلب على النفط والطاقة
أكد الخبير الاقتصادي د. أنس الحجي أن استمرار انخفاض الطلب على النفط في الدول المتقدمة رغم بوادر الانتعاش والنمو الاقتصادي بعد سنوات الكساد التي طالت المنطقة خلال الأزمة العالمية، يعود لأسباب مختلفة من أهمها رواج تقنية الاتصال وتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعية التي سهلت التواصل بين شرائح المجتمع، والتي خففت بدورها أعباء وتكاليف السفر بشكل كبير، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى انخفاض عدد الأميال التي يقودها الأميركيون بسياراتهم بين الولايات الأميركية.وأشار الحجي إلى أنه في حال نجاح بعض التطورات الجديدة في الأسواق الأميركية كتجربة الاعتماد على الغاز المسال بدلاً من الديزل، والتي أعلنت عنها شركة قطارات «بي إن إس أف» الأميركية، ستكون نقلة نوعية للقطاع وتكون كفيلة بتخفيض الطلب على الديزل العالي التكلفة بنسبة 6 في المئة وتعميم الاعتماد على الغاز المسال في سكك القطارات بالولايات المتحدة.
وأكد الحجي أن بعض التطورات في الأسواق الأميركية ستشمل منصات حفر آبار النفط والغاز والتي تقوم كبرى شركات النفط العالمية بمشاريع لتحويل اعتماد تلك الحفارات على الغاز المسال بدلاً من الديزل، كرد فعل على انخفاض أسعار الغاز مقارنة بارتفاع سعر النفط. وأوضح أن الدول الخليجية في مأمن من تداعيات وتأثير اكتشاف النفط الصخري في الولايات المتحدة لأن النفط الخام في الخليج ثقيل ومتوسط أما النفط الصخري فيمتاز بأنه خفيف عالي الجودة وخال من الكبريت، حيث إنه لا وجه للمنافسة بين النوعين لاختلاف النوعية والأسواق المستقطبة لكليهما. واستدرك قائلاً إن ذلك يمكن أن يؤثر في النفط النيجيري والجزائري، لأنه من النوع الخفيف. وأضاف أن أكبر تهديد للنفط الخليجي هو النفط الكندي لأنه من النوع الثقيل وقريب من طبيعة ونوعية نفط الخليج. وذكر أنه في حال بدأت كندا بمد خط أنابيب «كي ستون أكس إل» فإنه سينقل 830 ألف برميل يومياً من نفط ألبرتا إلى المصافي الأميركية، ومن ثم سيكون المنافس الأكيد لواردات الولايات المتحدة النفطية من السعودية، الكويت، العراق وفنزويلا.وأكد الحجي أن ثورة الطاقة من النفط والغاز في الولايات المتحدة ستكون كفيلة بتغيير خريطة الطريق لتجارة النفط العالمية عن طريق الاكتفاء بالناتج المحلي وتقليص الطلب على الواردات، ونرى ذلك جلياً في النفط الخفيف من نيجيريا والجزائر والذي يجدر به تسويق نفطة في أسواق أخرى.وتوقع الحجي أن تكون المنافسة حادة في الأسواق الآسيوية في حال سمح القانون الأميركي تصدير النفط الخفيف خارجيا، مؤكدا أنه في حال سماح أميركا تصدير الخام الخفيف لكندا والمكسيك فإنهما سيستغنيان عن واردات النفط من البلدان الأخرى وبالتالي ستكون المنافسة كبيرة في خفض الأسعار.