تركز الفنانة سهيلة النجدي على قضايا نسائية مستلهمة محتوى أعمالها من هموم حياتية وأوضاع تعانيها المرأة، معتبرة أن الخروج من شرنقة التكرار في الفنون التشكيلية يتحقق من خلال التثقيف الفني وتنوع المخزون المعرفي وبذلك تكون المعالجة الفنية مختلفة وتحمل خصوصية للفنان.

Ad

افتتحت الفنانة سهيلة النجدي معرضها الرابع ضمن مشوارها التشكيلي في «فا» غاليري، بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين، ضم المعرض 28 لوحة تحمل رؤى متفائلة وألوانا زاهية بالرغم من قتامة الموضوع، كما جاءت أحجام أعماله متباينة، أكبرها ثلاثة أمتار.

قضايا المرأة

وفي حديث لـ«الجريدة» أكدت الفنانة سهيلة النجدي أنها قدمت معالجات فنية مختلفة عبر مواد الأكرليك والكولاج والأحبار، مشيرة إلى أن أعمالها تتمحور حول قضايا المرأة، مجسدة حالات إنسانية منوعة تعيش تفاصيلها بنات حواء.

وقالت ضمن هذا السياق: «يتضمن المعرض لوحات مستوحاة من الإسكتش سواء المعتمدة على اللون أو الخط بما يتواءم مع الفكرة، كما استخدمت الكولاج بشكل مغاير إذ حرصت على أن يكون متشابكاً مع العمل، وليس لمجرد الاستفادة من اللون».

أحجام منوعة

بشأن تنوع أحجام أعمالها في معرضها الرابع، تلفت النجدي إلى أن الذائقة الفنية تختلف من شخص لآخر لذلك قررت تقديم هذا التنوع رغبة في إرضاء المتلقي لاسيما أنها لمست خلال تجاربها السابقة شغف البعض في اقتناء اللوحات الكبيرة وفئة أخرى تجذبها الأعمال الصغيرة.

ألوان زاهية

في حديث عن تقسيم اللوحة في أعمالها، توضح أنها تسعى إلى إيجاد توازن بين مساحة الشجن والفرح مجسدة أفكارا معتمة تئن من وطأتها شرائح كثيرة ضمن إطار لوحتها، بينما ترفض الاستسلام إلى سحنة الحزن مضمنة عملها مساحة من التفاؤل مدعمة بالألوان الزاهية، أحاول تحقيق التوازن بين الكفتين لأني أؤمن أن التفاؤل سيبدد الألم مهما اتسعت مساحته.

وعن مشاركاتها الخارجية، تستذكر النجدي مشاركتها الأخيرة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أرمينيا التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور هناك، مبينة أن إحدى الفنانات الأرمينيات التي زارت المعرض أشادت بتطور الفن التشكيلي في الكويت، مبدية إعجابها بمستوى الأعمال المعروضة، وتضيف:» هذا الموقف منحني دفعة معنوية وأعطاني شعورا بالفرح».

خطاب متطور

وحول تقييمها للمشهد التشكيلي راهناً، تعتبر أن الجو الفني يمنح الفنان الكثير من الحرية للتعبير عن مشاعره ورؤاه عبر خطاب تشكيلي متطور، مشيدة بوعي المتلقي للفن التشكيلي وتقديره لدوره في بناء المجتمع، لافتة إلى ضرورة مواكبة التطور الفني داعية إلى صقل الموهبة بالدراسة الأكاديمية التي تمنح الفنان قدرة على التعبير عن مشاعره بشكل محترف ومتقن لاسيما أن الدراسة تمنح الفنان ثقافة واسعة وخبرة كبيرة تنميان إمكاناته.

وتضيف: «كما يفضل تنوع القراءات في التشكيل والاطلاع على تجارب الآخرين من خلال الانخراط عبر ورش فنية ودورات تشكيلية مميزة تساهم في اكتساب مهارات جديدة في التكنيك وتنفيذ الأفكار، وإذا ما تم ذلك سيقدم الفنان رؤاه الخاصة بمعالجات فنية مبتكرة ومتطورة بعيداً عن النقل من الآخرين».

يذكر أن الفنانة سهيلة النجدي حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة القاهرة، وشاركت في عدد من المعارض داخل الكويت وخارجها، وحصلت على جوائز، منها جائزة عيسى صقر الذهبية وجائزة الدانة.