• الاتحاد الأوروبي يرفع حظر السلاح عن المعارضة... ووفد فرنسي يجري مشاورات في طهران

Ad

• موسكو تتمسك بتسليم الأسد نظام «إس 300» لـ «ردع المتهورين»... وإسرائيل تهدد بتدميره

مع استمرار المعارك في منطقة القصير في حمص الحدودية مع لبنان بمشاركة مقاتلين من حزب الله، هدد «الجيش الحر» بضرب الحزب اللبناني أينما وجد إذا لم يخرج من الأراضي السورية. جاء ذلك في حين تضاربت ردود الفعل إزاء رفع الاتحاد الأوروبي حظر السلاح عن المعارضة بين حلفاء نظام الأسد ومناوئيه، فيما لمحت إسرائيل الى نيتها قصف منظومة «اس 300» الروسية اذا نفذت موسكو وعدها بتسليمها الى النظام السوري.

أمهل رئيس هيئة الأركان العامة في "الجيش السوري الحر " اللواء سليم إدريس الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مدة 24 ساعة لإخراج عناصر حزب الله من الأراضي السورية.

وحذر في حديث تلفزيوني أمس من مغبة استمرار عمليات حزب الله في الأراضي السورية، مضيفاً أن "الجيش الحر سيلاحق ميليشيات الحزب حيثما حلت"، حسب تعبيره، ونفى ما صرّح به مصدر من حزب الله عن سيطرة قوات النظام وعناصر الحزب على 80% من مدينة القصير في ريف حمص. وتحدث ادريس عن وجود مقاتلين من العراق وإيران في سورية بدعم روسي، معتبرا أن "سورية تتعرض لغزو إيراني".

وفي سياق آخر، ثمّن إدريس القرار الأوروبي القاضي برفع حظر التسليح عن المعارضة السورية، كما أشاد بزيارة السيناتور الأميركي جون ماكين الى الأراضي الخاضعة لسيطرة "الجيش الحر" ورغبته بدعم المعارضة في وجه نظام الأسد. وكان ماكين زار سراً أمس الأول سورية والتقى قادة في "الجيش الحر".

حظر السلاح

وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي مساء أمس الأول في بروكسل رفع الحظر المفروض على الأسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا، البلدين الوحيدين في الاتحاد الاوروبي اللذين يطالبان منذ اشهر عدة بامكان تسليح المعارضين السوريين المعتدلين.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إثر الاجتماع منتصف ليل الاثنين ـــ الثلاثاء: "هذا المساء، قرر الاتحاد الاوروبي وضع حد للحظر على الاسلحة للمعارضة السورية وابقاء العقوبات الاخرى بحق النظام السوري"، مضيفاً "إنه القرار السليم لأنه يوجه رسالة بالغة القوة من اوروبا الى نظام الاسد".

ولن يتم ارسال اية قطعة سلاح قبل الاول من اغسطس المقبل التاريخ الذي حدده الوزراء لـ "إعادة درس" موقفهم. ويجب ان تؤدي هذه المهلة الى وضع حصيلة أولية عن مؤتمر "جنيف 2" المقرر عقده في يونيو المقبل بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا. وايدت دول عدة بينها النمسا وجمهورية تشيكيا رفضها الشديد لرفع الحظر.

واعرب مقاتلو المعارضة السورية أمس عن املهم في ان يكون قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن إرسال السلاح الى سورية "فعلياً وليس مجرد أقوال"، بحسب ما علق الناطق الرسمي باسم "القيادة العسكرية المشتركة للجيش السوري الحر" العقيد قاسم سعد الدين.

اما المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض لؤي صافي فقد اعتبر، على هامش اجتماع الائتلاف المتواصل في اسطنبول إن القرار  الاوروبي "ايجابي ولكنه غير كاف وجاء متأخراً جداً".

طهران وموسكو وتل أبيب

في الضفة المقابلة، وصفت إيران قرار الاتحاد الأوروبي برفع حظر توريد السلاح الى المعارضة السورية بأنه "قرار خطير". ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن "أوروبا من خلال اعتماد السياسات الخاطئة تساعد على اقتراب الإرهابيين من أراضيها".

اما موسكو، فقد اعتبرت ان قرار الاتحاد الاوروبي "يضر مباشرة" بفرص عقد مؤتمر "جنيف 2".  وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس إن بلاده لن تلغي خططاً لتزويد دمشق بنظام "اس 300 " للدفاع الجوي رغم معارضة واشنطن والاتحاد الاوروربي وإسرائيل لأن ذلك سيساعد على ردع "المتهورين" الذين يعتزمون التدخل في الصراع السوري.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس من أن اسرائيل "تعرف ما ستفعله" اذا سلمت روسيا أنظمة الدفاع الجوي الى سورية، مضيفاً أن "شحن الأسلحة لم يتم حتى الآن وآمل الا يتم". وقالت اذاعة الجيش الأسرائيلي ان يعالون يلمح بذلك الى غارات جوية جديدة يمكن ان تشنها إسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق.

باريس وطهران

الى ذلك، ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء أمس أن وفداً دبلوماسياً فرنسياً برئاسة مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو، بحث مع عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الإيرانية، في طهران، التطورات بالمنطقة بما فيها الأزمة السورية.

وأشارت "فارس" إلى أن الوفد الفرنسي التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأميركية، علي أصغر خاجي، قبل أن يجتمع بمساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وذكرت أن عبداللهيان شدد، لدى استقباله الوفد، على ضرورة عدم التدخل الخارجي في سورية، مؤكداً أن "إيران تدعم الحل السياسي المبني على الأساليب والحلول الديمقراطية وإجراء انتخابات في سورية، لكي يتخذ الشعب السوري قراره بنفسه حول مستقبل البلاد".

 (دمشق، أنقرة، بروكسل، طهران، القدس، موسكو ـــ

أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)