«فيسبوك» تكافح للبقاء بين الصغار... في ظل اشتداد المنافسة
بعد عام على تحولها إلى شركة عامة
كشفت «فيسبوك» أن بعض المستخدمين، خصوصاً الشباب الصغار، مدركون ومنخرطون بصورة نشيطة في منتجات وخدمات أخرى مشابهة لما لدى الشركة أو بديلة عنها.
كشفت «فيسبوك» أن بعض المستخدمين، خصوصاً الشباب الصغار، مدركون ومنخرطون بصورة نشيطة في منتجات وخدمات أخرى مشابهة لما لدى الشركة أو بديلة عنها.
بينما تستعد شركة فيسبوك اليوم للاحتفال بمرور عام على تحولها إلى شركة عامة، تواجه ضغطا من المساهمين للتصدي لمخاوف، فحواها أن الشباب والصغار يفقدون الاهتمام بالخدمة.ورغم أن آراءهم مبنية في الغالب على حكايات من هنا وهناك، فإن كثيرا من المساهمين يعتقدون أن الشباب، الذين هم دون الخامسة والعشرين، يعانون ما سمّوه "إجهاد فيسبوك"، ويتركونها للذهاب إلى خدمات، مثل "تويتر" و"واتس آب".
ويقول مارك ماهاني، وهو محلل للإنترنت في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "أكثر المحادثات التي تدور بيني وبين المساهمين حول الشباب وانسلاخهم عن فيسبوك. إنهم يعتقدون أن هذا يحدث الآن، على أساس أن المراهقين يقولون لهم إن فيسبوك لم يعد رائعا، وإن الخدمات الأخرى مثل "سناب - تشات"، وهو تطبيق للرسائل التي تتلف نفسها ذاتيا، تنتشر في الساحة الآن".فقدان الاهتماموالأشخاص في سن المراهقة وفي أوائل العشرينيات مهمون لمستقبل "فيبسوك"، تماما مثلما كانوا المحرك وراء تبنيها قبل عقد من الزمن، كما أن وصول الأقارب الأكبر سنا لهؤلاء الشباب على "فيسبوك" هو أحد الأسباب التي يذكرها المراهقون لفقدان الاهتمام بالمنصة، والانتقال إلى مواقع تسمح باستخدام الأسماء المستعارة، مثل مواقع Tumblr وتويتر، أو تطبيقات الرسائل، مثل "لاين" و"فايبر" و"سناب – تشات"، والمناسبة أكثر من غيرها للمحادثات بين مجموعات من الأصدقاء.ولا توجد أي خدمة من هذه الخدمات قادرة على إنتاج النسيج الكامل لميزات "فيسبوك"، لكن هذا الأمر يصبح أقل أهمية في الوقت الذي يتحول فيه الناس من كمبيوتر سطح المكتب إلى الأجهزة الجوّالة، حيث الأمر المعهود هناك هو التنقل بين تطبيقات متخصّصة عديدة، بدلاً من استخدام موقع واحد لنطاق من الوظائف.وكشفت "فيسبوك" النقاب في تقريرها السنوي في فبراير أن بعض المستخدمين، "خصوصاً الشباب الصغار، مدركون ومنخرطون بصورة نشطة في منتجات وخدمات أخرى مشابهة لما لدى فيسبوك أو بديلاً عنها". والمنتج "البديل" الوحيد الذي ذُكِر بالاسم كان "انستغرام"، وهو خدمة لمشاركة الصور استحوذت عليها "فيسبوك" في السنة الماضية مقابل مليار دولار.ولم تكشف "فيسبوك" بيانات حول كيفية استخدام الخدمة من قِبل فئات عمرية مختلفة، لكنها تشير إلى نمو مثير للإعجاب لإجمالي قاعدة المستخدمين، اعتبارا من مارس استفاد 1.1 مليار شخص من الخدمة مرة واحدة على الأقل شهريا، أي بزيادة أكثر من الخمس عن السنة السابقة.ومن هذا الرقم الإجمالي، هناك 665 مليون شخص، أو نحو 10 في المئة من سكان كوكب الأرض، استخدموا الموقع في يوم معين.أسطورة حضرية وحين سأل محللون ديفيد إيبرسمان، كبير الإداريين الماليين في "فيسبوك"، هذا الشهر، وصف الاعتقاد بأن الشباب الصغار كانوا ينسلخون عن الخدمة بأنه "أسطورة حضرية"، قائلا: "يظل المستخدمون الصغار من بين أكثر وأنشط المستخدمين لدينا في فيسبوك".وفي حين أن الاستبيانات أظهرت أن المستخدمين الصغار كانوا بصورة متزايدة يستخدمون خدمات أخرى في الوقت نفسه، قال إيبرسمان إن "من الخطأ أن ننظر إلى هذا على أنه لعبة يربح فيها طرف على حساب خسارة الطرف الآخر".وهناك علامات على أن "فيسبوك" ربما تكون في سبيلها إلى الوصول إلى نقطة الإشباع، أو حتى أن تفقد قسماً من الأميركيين الصغار الذين يدفعون هيمنتها بقوة.ونحو 40 في المئة من مستخدمي "فيسبوك" في الولايات المتحدة في الفئة من 18 إلى 29 سنة قالوا إنهم يتوقعون قضاء وقت أقل على الخدمة في 2013، وفقا لتقرير من مركز أبحاث بيو، وتتوقع نسبة 1 في المئة فقط قضاء مزيد من الوقت.وهناك موطن قلق عالق بأذهان المساهمين، وهو أن اندفاع "فيسبوك" من أجل "كسب المال" عن طريق مستخدميها الذين يشكلون مدخلاً لجلب الإعلانات، يمكن أن يجعل الخدمة أكثر ارتباكا وفوضى وأقل جاذبية، لكن "فيسبوك" تقلل أهمية هذه المخاوف وتقول إنها وجدت أن المستخدم المتوسط مشغول ومنخرط في خدمتها، تماما مثل المشتركين ضمن جماعة خاصة لا يظهر فيها أي إعلانات.أدوات جديدةوفي الربع الأول من العام الحالي حققت الشركة إيرادات حجمها 1.46 مليار دولار، أي بزيادة 38 في المئة عن الفترة نفسها من السنة الماضية، في الوقت الذي أطلقت فيه أدوات جديدة للمعلنين من أجل استهداف المستخدمين، استنادا إلى عوامل، مثل الموقع والعمر والاهتمامات.لكن أكبر تحد أمام "فيسوك"، كما يقول بندكت إيفانز، من شركة الاستشارات "إندرز أنالسس"، هو السرعة التي يتحول بها مستخدمو الإنترنت، خصوصاً الصغار منهم، إلى الأجهزة الجوالة، مضيفا: "بالنسبة للجوّال من غير الواضح حتى الآن فوز فيسبوك. ومن غير الواضح أنهم توصلوا إلى الخبرة الاجتماعية الصحيحة على الجوال".وعلى المستوى العالمي، هناك أكثر من عشرة تطبيقات اجتماعية على الجوال لديها أكثر من 100 مليون مستخدم، ولبعضها في بعض البلدان أهمية تماثل أهمية فيسبوك، وذكر إيفانز: "بصورة إجمالية هناك بضعة مليارات من تنزيل البرامج على الإنترنت لهذه الخدمات البديلة للرسائل. وجميع الذين ركَّبوا هذه التطبيقات أشخاص لديهم في الأصل حساب في فيسبوك".مثلا، ماكسويل لوثي، وهو شخص مقيم في لندن واشترك في "فيسبوك" عام 2006، أثناء دراسته بجامعة بريستول، يظل مع الشبكة لأن أصدقاءه يستخدمونها، لكن الخدمات الأخرى تستهلك وقته، مضيفا: "حين أصل إلى موقف الحافلة، أفتح موقع فيسبوك في البداية. لكن إذا لم يكن هناك إشعار أو اثنان، فإني أتحول بسرعة إلى تويتر، التي هي مناسبة أكثر للتصفح الذي لا حدَّ له للمحتوى".وهو يقوم بصورة متزايدة بإرسال الرسائل عبر "واتس آب"، متابعا: "السبب الذي يجعلني لا أترك فيسبوك نهائياً هو أنه لايزال لدي بقية من الأصدقاء من أيام الدراسة الثانوية والجامعة والعمل، الذين أحتاج إلى التحقق من أنهم يريدون الاتصال بي، المستخدمون الذين هم أصغر سنا مني ليست لديهم تكاليف التحول المذكورة".(فايننشال تايمز)