هل سيتحرك أحد؟!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
*** في المسلسل الكوميدي "ساينفيلد" يجد "جورج" نفسه في ورطة كبيرة، فقد وعد خطيبته بالزواج، ثم راح يماطل بالأمر حتى انتهت أعذاره وتم تحديد موعد الزفاف، ليذهب مع خطيبته إلى المطبعة التي تبيع دعوات الزفاف ويختارا الأظرف المناسبة لها، فجاءه الفرج من حيث لا يحتسب وأنقذه بخله الشديد من المأزق بطريقة مأساوية، فقد أصر على اختيار أرخص أنواع الأظرف لديهم، وقبلت خطيبته الأمر على مضض، لتكتشف بعد ذلك أنها لا تلتصق بسهولة، فراحت تستخدم لسانها في لصقها، ليمتزج لعابها بصمغ الأظرف الرديء فتتسمم وتموت على الفور، فما كان من جورج- بعد دقائق من تصنع الحزن بالمستشفى- إلا أن احتفل بالمناسبة مع أصدقائه، على أن يدفع كل واحد حسابه بنفسه... بالطبع!وعلى ما يبدو فإن نهاية كثير منا ستكون كنهاية خطيبة جورج، فبعض شركات الخضار والفاكهة مقتنعة أن بطوننا "تأكل الزلط" ومناعتنا لا تخترقها أعنف السموم، لذلك أصدروا تعليماتهم لعمالهم بأن يضعوا الشرائط اللاصقة المخصصة للجدران قيد الصبغ أو زجاج السيارات الحديث التركيب على الخيار والطماطم والخس والجزر، قناعة منهم أن سمومها ستضيف نكهة لذيذة على أي سلطة نقوم بصنعها!لماذا يقومون بذلك؟ الله أعلم، لكن الأرجح هو تخوفهم من سرقة بعض عمال الجمعيات لحبة من هنا وحبة من صناديقهم، لذلك وجدوا الحل في هذه الشرائط غير مبالين بالمواد السامة التي تحتويها والتي لن ينفع معها غسيل بالماء أو الصابون، وهو بالمناسبة أمر لا تقوم به معظم المطاعم في الكويت، فصحتي وصحتك آخر ما يهمهم أو يخطر على بالهم!وقد كتبت من قبل عن هذا الأمر راجيا أن يتحرك أحد من وزارة الصحة أو البلدية أو التجارة، أيا كان المسؤول عن هذا الأمر، فلم أر أي تجاوب منهم، بل إن التغليف الجميل والرائع هذا قد تحول إلى التفاح والخوخ والعنب وكل فاكهة تؤكل بقشورها أو دونها!يحدث هذا في بلد بلغت معدلات السرطان فيه نسبا عالية دون أن يعرف أحد سببا لذلك، ومن يدري، لعل هذه الشرائط اللاصقة أحد أهم أسبابه، فهل هناك من سيتحرك ليحمي بطوننا وبطون أطفالنا من هذه السموم التي ربما تكون أكثر خطرا من اللحوم الفاسدة؟! آمل ذلك... ولا أتوقعه!