العلاجات الموضعية لمحاربة التهاب المفاصل
يجد كثر فائدة كبيرة عند استعمال الأدوية المضادة للالتهابات التي توضع على الجلد كالمرهم والهلام والرذاذ واللصقات، لمعالجة الألم المتوسط أو الخفيف القريب من طبقة الجلد الخارجية.
هل تعاني هشاشة العظام المتوسطة أو الخفيفة، أو ألمًا في الكتفين أو المرفقين؟ يتعين عليك في حال كان مصدر الألم قريبًا من سطح البشرة أن تتطلع على العلاجات الموضعية.
هل تعاني هشاشة العظام المتوسطة أو الخفيفة، أو ألمًا في الكتفين أو المرفقين؟ يتعين عليك في حال كان مصدر الألم قريبًا من سطح البشرة أن تتطلع على العلاجات الموضعية.
العلاجات الموضعية مسكنات للألم توضع على الجلد عوضًا عن تناول الحبوب أو السوائل. تتنوع الوصفات وقد تكون عبارة عن مراهم أو رذاذات أو لصقات. تتغلغل المكونات الفاعلة، أي الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات، في الجلد للوصول إلى الألم. في المقابل، تُغرق مسكنات الألم الفموية الجسم كاملًا بالدواء.يحدد مصدر الألم في شكلٍ كبير الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من مسكنات الألم الموضعية. د. روزالين نغويين مدربة في مجال الطب الجسدي وإعادة التأهيل في كلية الطب في هارفارد، تقول في هذا المجال: «قد تكون هذه الأدوية مفيدة لعلاج المفاصل السطحية كالركبة والكاحل والقدم والمرفق واليد حيث تتغلغل إلى الداخل لتصل إلى المفصل».
ما هي أهداف هذه الأدوية؟يتوافر أكثر من 20 نوعًا من الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات، بما فيها إيبوبروفين (أدفيل، موترين) ونابروكسين (أليف) التي يمكن شراؤها من دون وصفة طبية. تبدو الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات أكثر فاعلية لعلاج هشاشة العظام لدى عددٍ كبير من الأشخاص من أنواع أخرى من الأدوية على غرار الأسيتامينوفين (تيلينول)، ذلك لأنها تستهدف الالتهاب الذي يسبب الألم والورم والصلابة.يمتص الجهاز المعدي المعوي الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات عند تناولها عن طريق الفم، على هيئة حبوب أو سائل. بعد ذلك تنتقل هذه الأدوية إلى مجرى الدمّ تجاه مصدر الألم. إلا أن الدم يحمل هذه الأدوية إلى أماكن لا حاجة لها بها، من هنا نلاحظ أن الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات قد تسبب ألمًا في المعدة أو نزيفًا أو قرحة.عند استعمال الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الموضعية، يتركز الدواء في منطقة قريبة من مصدر الألم، علمًا أن كميات صغيرة منها قد تدخل في مجرى الدم. لذلك، قد يُمنع عن استعمال الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الموضعية بعض الأشخاص الذين يتعرضون جدًا للتأثيرات الجانبية كأولئك الذين سبق وعانوا قرحة أو نزيفًا معديًا معويًا. تقول د. نغويين: «أتردد أحيانًا إزاء استعمال الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات رغم أن الخطر قد يكون أقل بكثير من ذلك الذي تطرحه الأدوية الفموية».هل يمكنك استعمال المسكنات الموضعية؟تشير د. نغويين إلى أن غالبية الناس الذين يستفسرون عن الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الموضعية يفتشون عن طرق لتجنّب تناول المزيد من الحبوب والمزيد من الآثار الجانبية، وتقول: «يرغبون في معظم الأحوال بتجنّب التفاعل بين الأدوية. أصادف عددًا كبيرًا من الناس ممن لا يرغبون فعلًا بتناول الحبوب أو بالتخلص من المشاكل التي تصحب ابتلاعها».تساعد القدرة على استهداف الألم في شكلٍ دقيق على التخفيف من الآثار الجانبية التي قد تنتج من الأدوية الفموية. تقول د. نغويين: «ما الحاجة إلى دواء يعبر مختلف أعضاء الجسم في حال كانت المشكلة متموضعة في مكانٍ معين، أي كأن يشعر المرء بألمٍ ناتج من مفصل واحدٍ؟». ولا بدّ من الإشارة إلى أن مسكنات الألم الموضعية لن تكون الخيار الأمثل إذا طاول الألم منطقةً أخرى كالمنطقة السفلى من الظهر أو أكثر من منطقةٍ من الجسم».إلى أي مدى تبدو العلاجات الموضعية فاعلة؟وجد تقرير علمي حديث من مجموعة كوشران، الهيئة الدولية لخبراء الصحة، أن بعض الوصفات التي تنصح باستخدام الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الموضعية يساعد على التخفيف من الألم تمامًا كالأدوية الفموية من دون أن يسبب المشاكل المعدية المعوية نفسها.غطى تقرير كوشران 34 دراسة ضمت 7688 راشدًا عانوا آلامًا عضلية هيكلية مزمنة لأكثر من ثلاثة أشهر. وقد تناول هؤلاء الراشدون أنواعًا مختلفة من الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الموضعية لمعالجة آلامهم، فتبيّن أن ديكلوفيناك (فولتران) الموضعي يقدّم نتائج فاعلة تمامًا كتلك التي تقدمها الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الفموية التي تُراد منها معالجة التهاب المفاصل على مستوى الركبة أو اليد.• الأدوية الملهبة: تحتوي هذه المنتجات (كالأيسي هوت وبينغاي) على مكونات مثل المنتول ومستخرج شجرة الكينا وزيت الكافور التي تحيط بالألم موقتًا وتمنح إحساسًا بالبرودة أو الحرارة. يحتوي بعض أنواع الأدوية الملهبة أيضًا على ساليسيلات، وهو نوع من المواد الكيماوية المشابهة للأسبرين ويتمتع بتأثير متوسط مضاد للالتهاب.• دواء كابسيسين: يحتوي هذا المنتج (كزوستريكس) على الكابسيسين الذي يمنح الفلفل الحار نكهته الحارة. يزيد هذا النوع من الأدوية عند فركه بالجلد محاور استشعار الألم. يسبب الكابسيسين ألمًا محرقًا عندما يلامس العينين أو الفم، لذلك يُنصح باستعماله بحذر ويُمنع الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه الفلفل الحار عن استعماله. ما هي حدود استعمال العلاجات الموضعية؟يساعد استعمال الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات مرتين أو ثلاث مرات يوميًا وفقًا لوصفة الطبيب على التحكم بالألم المتوسط والمعتدل. قد لا تكون العلاجات الموضعية خيارًا مناسبًا لتناول جرعات الأدوية الكبيرة التي تؤخذ عن طريق الفم التي تُراد منها معالجة حالات هشاشة العظام الخطيرة، إلا أن هذا الخيار قد يبدو مساعدًا حتى في هذه الحالات. د. جوان بورغ ستاين مختصة في مجال الآلام والمديرة الطبية لمركز سبولدينغ – ويليسلي لإعادة التأهيل في ماساشوسيتس التابع لجامعة هارفارد، تقول في هذا السياق: «أنصح بالاعتماد على العلاج الموضعي حتى إن كان الألم في المفاصل السطحية قويًا على أمل بأن يساعد في التخفيف منه». (لكن يُنصح دائمًا بعدم جمع الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات الفموية والموضعية التي يمكن شراؤها من دون وصفة طبية من دون إعلام طبيبك بذلك).في الحقيقة، قد يمنع توافرالأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات وتكلفتها بعض الناس من استعمالها. في الولايات المتحدة مثلاً، يُعتبر هلام ديكلوفيناك الدواء غير الستيوردي والمضاد للالتهابات الأكثر توافرًا في الصيدليات، في حين أن شراء بعض الأدوية الأخرى كإيبوبروفين، كيتوبروفين (أوروديس)، إندوميتاسين (إيندوسين) وبيروسيكام (فيلدين) قد يتطلب طلبًا خاصًا من صيدلية كبيرة مما يرفع أسعارها. فضلاً عن أن تغطية التأمين لهذا النوع من الأدوية يختلف وفقًا لتركيبة الدواء الموضعي الذي يصفه الطبيب.ما هي التأثيرات الجانبية المحتملة؟تُعتبر التأثيرات الجانبية الناتجة من العلاجات الموضعية متوسطة وغير شائعة. وتشمل في العادة الاحمرار والحكة وغيرها من أنواع تهيّج البشرة. تقول د. بورغ ستاين إن سبب شعور بعض مرضاه بتهيج البشرة يعود في الغالب إلى المواد المستعملة في صنع المرهم أو الهلام. في هذه الحالات، قد يحضّر الصيدلاني وصفةً موضعية من بعض المكونات التي تسبب تهيّجًا أقل للبشرة. وينصح الأطباء في العادة المرضى بغسل اليدين بعد استعمال العلاجات الموضعية لتجنّب أي احتكاك بالعينين أو الأنف أو الفم أو الأغشية المخاطية الأخرى.تكون الأدوية الموضعية مفيدة في حال:• كانت المعدة حساسة إزاء الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات.• موضع الألم قريبًا من السطح.• الألم صادر عن منطقة معينة كمفصلٍ منفرد.تكون الأدوية الموضعية أقل نفعًا في حال:• كنت تعاني قرحة نشيطة.• سبق وعانيت نزيفًا معديًا معويًا.• كنت تعاني ألمًا شديدًا.