توجيه أموال الزكاة للقضاء على أطفال الشوارع
ثمة تساؤلات تتبادر بين الحين والآخر، حول مدى استحقاق أطفال الشوارع للزكاة، باعتبارهم فقراء، وهل هناك جهات رسمية متخصصة لجمع أموال الزكاة حتى تستطيع الإنفاق عليهم وإقامة المشروعات التي تعيد تأهيلهم؟ وهل أموال الزكاة كافية في أغلب بلداننا الإسلامية التي تنتشر فيها ظاهرة أطفال الشوارع لحل هذه المشكلة؟يقول أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية السابق د.نجيب عوضين إن الآراء اختلفت في حق هؤلاء الأطفال في أموال الزكاة، فهناك رأي يقول إن أطفال الشوارع مسؤولية الدولة التي يجب أن ترعاهم وتقيم لهم المؤسسات والمشروعات الاقتصادية لإعادة تأهيلهم، لأن ترك هؤلاء الأطفال للحلول الفردية والجمعيات الأهلية لن يحل المشكلة.
أما الرأي الآخر فيقول إن أطفال الشوارع لهم حق في أموال الزكاة، باعتبارهم من أبناء السبيل وأبناء السبيل من مصارف الزكاة، كما جاء في الآية الكريمة: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60)، وبالتالي فأطفال الشوارع يستحقون الزكاة كما أمرتنا الآية الكريمة.ويؤكد د.عوضين أن علاج مشكلة أطفال الشوارع من خلال أموال الزكاة يعتبر حلاً جيداً، ولكن نظرياً على الورق فقط، لأنه ببساطة أموال الزكاة غير موجودة، فلا يوجد شكل منهجي من قبل الجهات الرسمية لجمع أموال الزكاة ثم إعادة توزيعها على مصارفها الثانية.ويضيف: جمع الزكاة بشكل منهجي ومقرر كان في عهد الصحابة أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)، أما الآن فإن أغلب الدول الإسلامية أغفلت كيفية صرف هذه الأموال في مصارفها الصحيحة.