ما الذي دفعك إلى خوض تجربة الإخراج؟

Ad

هذه الخطوة مؤجلة منذ 2009، وقررت ألا أسير قدماً فيها إلا بعدما أصقل موهبتي بالدراسة، وعندما سنحت لي الفرصة للسفر إلى لوس أنجليس لدراسة الإخراج لم أتردد وعدت مع بداية ثورة يناير 2011، ونظراً إلى تعثر حال السينما آنذاك تابعت عملي كمنتج إلى أن أعددت العدّة فعلياً لخوض هذه التجربة.

بدأت مشوارك في الإخراج بفيلم {قلب الأسد}، لماذا؟

بصراحة، كنت أفضل أن أبدأ بفيلم {من ظهر راجل}، لكن ظروف السوق وأحوال البلد حالت دون ذلك. لا يعني ذلك رفضي لـ {قلب الأسد} فهو فيلم جيد وأعجبتني قصته التي تتمحور حول شاب يُختطف في طفولته ويكمل حياته في منطقة {نزلة السمان}، ورغم الظروف المحيطة به فإنه طيب و{جدع} ويحب أهل منطقته، ويرفض المتاجرة بالسلاح والممنوعات مع أنه اضطر إلى السرقة مرة، فيعيش مغامرة تضعه في اختبارات أمام شرفه وضميره والحياة الزائفة التي قد ينعم بها في حال تاجر بالسلاح.

كيف تقيّم ردود الفعل حول الفيلم؟

حظي {قلب الأسد} بنجاح جماهيري غير مسبوق؛ ففي أول أيام عرضه بلغت إيراداته ثلاثة ملايين و250 ألف جنيه، في سابقة هي الأولى في تاريخ السينما المصرية، بعدما حقق فيلم {إكس لارج} لأحمد حلمي في أول يوم عرضه ثلاثة ملايين و100 ألف جنيه.

من خلال متابعتي لحركة المشاهدة في المراكز التجارية في القاهرة والمحافظات، ومشاركتي الجمهور في حفلات مختلفة في دور عرض وسط البلد، رأيت الإقبال الكثيف على الفيلم، ولاحظت أن ثمة أشخاصاً حضروا {قلب الأسد} أكثر من مرة. هذا التفاعل أكبر دليل على نجاحه.

ما الذي ساهم في نجاحه برأيك؟

يتحكّم عاملان رئيسان بنجاح أي فيلم أو إخفاقه بعد توفيق ربنا؛ الأول الاعتماد على نجم ذي جماهيرية كبيرة، وتحقق ذلك في محمد رمضان الذي منح العمل دفعة شعبية، والثاني تنفيذ القصة بشكل جيّد، وإذا تكاملت العناصر بالتأكيد سينجح الفيلم ويلقى قبولا جماهيرياً من الطبقات المختلفة، وهذا ما حصل  مع {قلب الأسد} الذي حقق نجاحاً في المناطق الشعبية والراقية على حد السواء. ثمّ الأفلام التي نافسته لم تكن قوية ولم تحقق إيرادات تضعها في مكانته التي تفرّد بها.

إلى أي مدى أثرت الأحداث عليه؟

إلى حد كبير، فقد حقق الفيلم في سادس يوم عرض 14 مليون جنيه، وفي اليوم السابع نُفذ حظر التجوّل فظُلم ولم يأخذ فرصته كاملة لينال حظه من النجاح. لا ندري من أين يأتي الخير، وبالطبع مصلحة مصر فوق كل اعتبار.

وهل يستمرّ عرض الفيلم في عيد الأضحى؟

قرر الجمهور الأفلام التي يستمرّ عرضها من خلال الإيرادات، وقد تبين بوضوح أن {قلب الأسد} أجدر الأعمال بالعرض في الموسم المقبل، لا أقول ذلك لأنني مخرجه بل نجاحه يدفعه إلى الاستمرار.

لماذا اخترت محمد رمضان لبطولته؟

منذ كتابة القصة ورمضان هو البطل لأنه نجم يتمتع بشعبية، وشخصية فارس الجن ملائمة له، فهو في المرحلة العمرية نفسها، وملامحه الشكلية قريبة من رمضان الذي يستخدم طريقة في الأداء تقترب من شباب المناطق الشعبية، كذلك في تقديم الأغاني الموظفة درامياً في الفيلم.

هل إسنادك البطولة النسائية لحورية فرغلي استثمار لنجاحها مع رمضان في {عبده موتة}؟

لا يتعلق  الأمر بالاستثمار، فقد أجريت تجربة للفنانات وكانت حورية الأنسب لتجسيد شخصية نانا، زوجة عضو مجلس الشعب (حسن حسني).

وما الغرض من الخط الكوميدي الذي تخلل الأحداث؟

{قلب الأسد} فيلم تجاري اجتماعي ينتمي إلى أفلام الدراما – الأكشن، وهذه النوعية تتطلب إفيهات، ليست لدي مشكلة فيها ما دامت غير مقحمة في الحوار. الأهم من الإفيه هو توقيت إطلاقه، لذا خلال مرحلة التحضير اتفقت مع محمد رمضان وماهر عصام وسيد رجب الذين تتطلب أدوارهم إطلاق إفيهات، على توقيت إطلاق كل واحد منهم الإفيه بحيث تخرج كل كلمة بنظام، كل هذا من شأنه إضحاك الجمهور وإخراجه من الحالة النفسية السيئة التي يعيشها بسبب الأحداث.

ما الصعوبات التي واجهتك في أولى تجاربك الإخراجية؟

لا علاقة للصعوبات بأولى التجارب لأنها تتعلق بالظروف الأمنية التي كنّا نصوّر فيها، وبمشاهد الحركة التي حاولت تقديمها كما لو كانت واقعاً بالاستعانة بفريق متخصص، حضر من إفريقيا لتنفيذها، كذلك المشاهد التي تتضمن أشخاصاً كثيرين يقوم كل واحد منهم بأمر معين، وبالتالي يجب ملاحظتهم ليخرج المشهد على ما يرام، وهي أكثر صعوبة من المشاهد الدرامية الحوارية بين الأبطال.

كيف قابلت الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم فور عرض الإعلان عنه؟

لا أساس لها من الصحة لأنه لا يجوز الحكم على عمل سينمائي مدته ساعتين من خلال برومو مدته دقيقة ونصف الدقيقة.

وبعد عرض الفيلم؟

لا تتعدى كونها آراء غير مكتملة لأن صاحبها اكتفى بمشاهدة البرومو، وكوّن رأيا بناء على فيلمي محمد رمضان السابقين {ألماني}، و{عبده موته} باعتبار أنهما تضمنا مشاهد حركة ومعارك، وهذه الآراء لا تعنيني ولا أهتم بمتابعتها وأعتبر أصحابها ليسوا نقاداً لأنهم لا يمارسون مهنتهم بحق. أما النقاد الذين  شاهدوا الفيلم لتكوين رأي عنه وانتقاد كل جزء فيه فأتقبل نقدهم حتى لو كان سيئاً، وإن كان ثمة إجماع على نجاح الفيلم كونه تجارياً جماهيرياً متميزاً.

وهل ستنصرف عن الإنتاج بعد اتجاهك إلى الإخراج؟

الإنتاج عملي الأساسي، أما الإخراج فهوايتي المفضلة أصقلتها بالدراسة لأمارسها إلى جانبه.

وما جديدك؟

لا جديد لدي سوى التحضير لدعاية قوية لـ{قلب الأسد} بالبرومو نفسه، إنما من خلال وسائل دعائية مختلفة ليعوّض الفرصة التي سلبتها منه الظروف، وينافس أفلام عيد الأضحى.