مرسي يواجه غضبة إيرانية... وصُلح «العدالة» ينطلق
• طهران تهدد بكشف تسجيلات لـ«القسام» والإخوان • عمال المحلة يتظاهرون مع المعارضة بالتحرير
في مسعى لاحتواء غضب قضاة مصر من محاولات السلطة التنفيذية وحزب "الحرية والعدالة" الحاكم من الانقضاض على اختصاصاتهم، تشهد القاهرة اليوم انطلاق الجلسة الإجرائية لمؤتمر العدالة، برعاية الرئيس محمد مرسي، الذي يواجه غضبة إيرانية حادة بسبب موقفه من سورية.ويلقي الرئيس مرسي كلمة الافتتاح في المؤتمر، الذي يشارك فيه عدد من شيوخ القضاة، ينتظر أن تعكس تراجعه عن هجومه السابق على القضاة، بالتشديد على احترامه لهم، وتمسكه باستقلال السلطة القضائية.
وقال رئيس مجلس القضاء المستشار محمد متولي: "إن جلسات مؤتمر العدالة ستعقد في مقر محكمة النقض"، مؤكدًا أن جلسة اليوم التي ستعقد في قصر الاتحادية الرئاسي هي جلسة مبدئية وإجرائية فقط للتحضير للمؤتمر في موعد لا يتجاوز الشهر"، في حين أكدت مصادر رئاسية لـ"الجريدة" أنه لم توجَّه دعوة إلى نادي القضاة، الذي سيفتح كل الملفات القضائية الشائكة في اجتماع اليوم مع مجلس القضاء.على صعيد آخر، علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة، أن زيارة الوفد الرئاسي المصري لطهران، قبل أيام، الذي ضم مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية عصام الحداد، ورئيس الديوان رفاعة الطهطاوي، جاءت لتستبق غضبة الجانب الإيراني، الرافض لموقف القاهرة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث لوحت طهران -وفق المصادر- بنشر تسجيل صوتي، يكشف مساعدة "كتائب القسَّام" - التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" - لجماعة "الإخوان المسلمين"، إبَّان أحداث ثورة يناير2011 وفبراير 2012.وأضافت المصادر أن الإيرانيين وجَّهوا إنذاراً لجماعة "الإخوان" ونظامها، بكشف التسجيلات، إذا لم تتراجع عن موقفها، الذي تراه انجراراً وراء الموقف القطري، الرافض للنظام السوري. وكانت هيئة الدفاع في قضية "الهروب الجماعي لسجناء سجن وادي النطرون"، خلال الثورة، طالبت أمس، باستدعاء أمين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، المستشار حاتم بجاتو، على خلفية قبوله أوراق المرشح الرئاسي، وقتها، محمد مرسي، على الرغم من أنه يعتبر، في رأي القانون، سجيناً هارباً، ورداً على سؤال لـ"الجريدة" نفى بجاتو استدعاءه.يُذكر أن المحكمة استمعت في وقت سابق إلى شهادة مأمور السجن، الذي أكد أن عشرات السيارات كانت تحمل مسلحين بأسلحة آلية ومدافع جرينوف ومعدات، يتحدثون لهجة "بدوية"، اقتحمت السجن، فجر 30 يناير 2011، وأطلقت النيران على كتيبة التأمين، وأطلقت المساجين الذين كان من بينهم الرئيس وعدد من الإخوان.في غضون ذلك، وبينما واصل أمناء وأفراد شرطة مديرية أمن الشرقية، إضرابهم عن العمل أمس، لليوم الثاني على التوالي، تنطلق غداً فعاليات غاضبة تنظمها قوى معارضة مدنية"، في مناسبة عيد العمال.وقال القيادي العمالي عبدالله منصور، إن النقابات العمالية المستقلة والقوى الثورية في مدينة المحلة الكبرى، سيطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية ووضع حد أدنى للأجور.إلى ذلك، بدا مصير التعديل الوزاري، معلقاً بعد تأكيد مصادر حكومية لـ»الجريدة» أمس أنه لن يعلن قبل الأسبوع المقبل، خصوصا أن ملف تغيير عدد من الوزراء بات في يد مؤسسة الرئاسة، التي تشرف بشكل كامل على التعديل المرتقب منذ أسابيع، وأن رئيس الحكومة هشام قنديل لا يعلم شيئا عن ملف المرشحين، الذي تحول إلى شأن داخلي لجماعة «الإخوان المسلمين».