من لم يمت بالسيف!

نشر في 07-09-2013
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي مخطئ من يربط بين المبادئ والأخلاق، والشهامة والنخوة، وبين أي قرار مرتقب لضربة جوية (تم فقط ذكر ضربة جوية لم يذكر إجراءات عسكرية أخرى) يقوم بها حلف الأطلسي أو الولايات المتحدة.

الرئيس أوباما أو "أبوعمامة"، كما سماه القذافي، يعلنها صراحة أن الضربة ستكون فقط كعقاب وعلى مواقع محددة، وقيل أيضاً إن إسقاط الأسد ليس مطروحاً!

أي انهم سيضربون فقط بطريقة "الفرقعة"، كما في اللهجة المصرية، فالمقصود ليس الأسد، وهم أعلنوها صراحة أنه لن يتم العمل على إسقاط النظام خلال هذه الضربة، إذن سيستهدفون "جبهة النصرة"، وهي المطلوب رقم واحد في هذه الضربة، أما الأسد فينطبق على أوباما ما قاله الفرزدق: "أبشر بطول سلامة"!

الواضح أننا سنكون أمام عنوان يختلف عن المضمون... كيف؟!

سيكون عنوان الضربة "عقاب الأسد" وضرب مواقعه العسكرية، إنما الصحيح أنه سيتم مقابل ضرب عشرة مواقع لـ"جبهة النصرة" موقع واحد للأسد... كمثال طبعاً.

و"جبهة النصرة" لمن لا يعرف هي إحدى عناصر "القاعدة" التي مات قائدها ولم تمت، لذلك فالولايات المتحدة ليس مهماً عندها أن يموت سوري أو عشرة أو حتى الآلاف. فالمهم هو "جبهة النصرة" فهي تمثل "القاعدة"... و"القاعدة" عدو لدود لأميركا... والأميركيون هم من يقولون ذلك!

الأسد سيكون من أشد الناس فرحاً بالضربة، فهي لن تصيبه بسوء ولم يأمر بها، فقد تكفل طرف آخر بقتال "جبهة النصرة" أي انها "دعم ببلاش وأمام العالم... ولا عليك من كذا غارة سينمائية تقوم بضرب قوات النظام"، فقد ثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الأخلاقيات لا وجود لها في قاموس السياسة.

في مقال الأسبوع الماضي كنت متفائلاً "بالجهود العربية لتحييد أصدقاء الأسد... لكن يبدو أني كنت متفائلاً أكثر من اللازم... للأسف الشديد".

وبناء على كل ما تقدم من معطيات، يبدو أن الوضع ازداد تعقيداً، وهناك مثل يقول "اللي ما يعمله قلبه ما يعلمونه الناس"... وهذا المثل برسم "الجيش الحر"، فلا يعتمد على قليلي الحيلة لإسقاط النظام، بل فليعتمد على الله ثم على إمكاناته، فلم يعد غير هذا الحل، فالأطراف الدولية كلٌ منشغل في مصالحه وتأمينها، وكل الدعم لا يؤدي المطلوب ولا تأثير واضحاً له.

أما أوباما فيبدوا أنه لم يسمع بيت الشعر العربي "تعددت الأسباب والموت واحد... من لم يمت بالسيف يموت بغيره".

ففخامة الرئيس أوباما ليس مهماً عنده الآلاف من القتلى في هذه الحرب وليس مهماً عنده إلا "الكيماوي"، أي: "يا بشار الأسد اقتل على راحتك... لكن لا تقتل بالكيماوي"!

ويا أسفى على حال الأمة

back to top