تتوزع نصوص المجموعة البالغة 26 نصاً على 94 صفحة من القطع المتوسط، إخراج فني للشاعر والمصمم خالد سليمان الناصري. وفي مقدمة الكتاب مقالة للشاعر السويدي أندرش أولسون كتبها  في 14 مايو (أيار) 2003، بمناسبة تسلم إيفا جائزة إيكيلوف الشعرية.

Ad

مما جاء في مقدمة أولسون: {طرحت إيفا رونيفيلت في آخر مجموعاتها الشعرية {في الحيوان} السؤال التالي: أين تتجسد الروح، ولكن دون جسد؟ نجد ذلك في قصيدة {جميلة حدّ الوجع} مهداةٍ إلى الشاعر والسينمائي الإيطالي بيير باولو بازوليني}.

ويضيف أن سؤال «أين تتجسد الروح، ولكنْ دون جسد؟» من النوع الذي لا يطرحه سوى الشعراء، وأولئك الشعراء الذين يطرحونه هم -غالباً- الأكثر شغفاً وتوقاً. سؤال ندر أن يمسّ المرءَ نظيره، يشبه تماماً السعي القديم إلى توحيد المحسوس والملموس، الروح والجسد، الحسية والحركة الحرة.

ويقدم أولسون الشاعرة لقارئها بما يلي: {ظهرت إيفا رونيفيلت أولَ مرة عام 1975 برواية {في العمق} تلتها {مناطق الكهولة والطفولة} عام 1978، وهي مجموعة شعرية عميقة تلامس إحساس الإنسان بقوة، أنصتت فيها إيفا رونيفيلت إلى حسية غنية، حسية تسجل أدق تحولات الضوء}.

ويتابع  أن {سر فرادة شعر إيفا رونيفيلت هو صهر الحسية والزمن ببعضهما. فالإدراك الحسي لا يعرف زمناً حتمياً، ولحظة الإدراك الحسي الحاضرة شطرنج يرحل بنا عبر الزمن، {عبر لحظةٍ لا منتهية}، وهو عنوان مجموعة شعرية لها صدرت عام 1986. إنه هذا الذي يسافر بنا بين الأمس واليوم، دفعة واحدة، عبر مناطق الطفولة والكهولة. إنه يحدث طوال الوقت}.

يُذكر أن أسلوب إيفا تطور أكثر في مجموعتها الأخيرة، إذ ابتعدت عن التسجيل المتلاطم للانطباعات الحسية نحو شعرٍ أكثر حدة واختزالا، فاكتسبت الكلمة ذاتها، وأصداؤها، بلاغة جسدية واستقلالا. ويمكن للقارئ ملاحظة ذلك في مجموعتها {آب} (1982) وزيادته في مجموعتيها الكبيرتين الأخيرتين {الظلمة الطرية} (1997)، و}في الحيوان} (200).

يندرج الكتاب ضمن سلسلة الشعر السويدي المترجم التي تصدر بتعاون مشترك بين دار {نون} للنشر في رأس الخيمة ودار {المتوسط} لتنمية القراءة والتبادل الثقافي في إيطاليا.

تتضمّن السلسلة 12 كتاباً مترجماً عن السويدية، صدر منها: {الحمرة وأشياء أخرى} للشاعرة إنغريد أرفيدسون، ثلاث مجموعات شعرية مترجمة إلى العربية للشاعر السويدي {برونو ك. أويرّ} هي: {بينما السّم يسري} و«الكلمةُ الضالة} و}ضباب من كلّ شيء} ضمها كتاب واحد، بالإضافة إلى ترجمات عن لغات مختلفة، استُهلّت بترجمة {هجرات} للشاعرة المكسيكية غلوريا كرفتز.