خلافات الفنانات... حقيقة لا تذهب أدراج الرياح

نشر في 24-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-05-2013 | 00:01
هيفا وإليسا، نوال ونايا، يسرا ونبيلة عبيد، فيفي ودينا... تعددت أسباب الصراعات بينهن والنتيجة واحدة، تجريح في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وعداوة لا تمحوها السنون ولا أي اعتبارات إنسانية، بل تزداد الهوة بينهن اتساعاً ولا أمل في ردمها.
بعدما فازت هيفا بلقب الفنانة الأكثر تواصلا مع الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غردت إليسا على {تويتر} بأنها الأجدر في الحصول على الجائزة، فما كان من هيفا إلا أن ردّت عليها: {ثمة فنانات يفكرن بأن الأولوية لهن دائماً، ويرتدين نظارات سوداء، وتغفل بصيرتهن عن رؤية المحيطين بهن ولا يرين ألا أنفسهن}.  لم تكن إليسا وهيفا يوماً صديقتين مقربتين، بل مرت علاقتهما بمد وجزر، لكن في الآونة الأخيرة أدركت كل واحدة منهما قيمتها وشعبيتها عند جمهورها، ومرت علاقتهما بهدنة طويلة إلى أن  أشعلت هذه الجائزة الخلاف بينهما من جديد.

سلاح العمر

 

صراع كبير مستحكم هذه الفترة بين النجمة نوال الزغبي والفنانة الصاعدة نايا، وما أجج هذا الصراع إيلي ديب زوج نوال الزغبي السابق ومدير أعمال نايا الذي جعل منها فنانة.

من الواضح أن إيلي ديب يريد أن يقول لنوال الزغبي إنه قادر على جعل  نايا خليفة لها، فردّت الزغبي  بنعت نايا بأنها مجرد مغنية إغراء، فعلّقت نايا أنها لا  تردّ على نوال لأنها في سن والدتها،  وكأنها أرادت، من استعمالها عبارة {سن والدتها}، أن تستفز الزغبي التي تعتبر نفسها أنها في  عز شبابها.

لم تكن مسألة العمر سلاح نايا وحدها الذي واجهت به نوال الزغبي، فأصالة استعملت السلاح نفسه في صراعها مع ميادة الحناوي، وعندما كانت ميادة الحناوي ترفض مقارنة أصالة بها كانت الأخيرة تردّ بأن ذلك طبيعي، لأن ميادة في سن والدتها، وكررت أكثر من مرة أنها في طفولتها كانت تذهب برفقة والدها  لحضور حفلات ميادة الحناوي.

بعد ذلك دخل الصراع بين المطربتين في هدنة طويلة حتى اندلاع الثورة السورية، فاتهمت ميادة أصالة بأنها قليلة الوفاء وانكرت فضل آل الأسد عليها الذين عالجوها من شلل الاطفال، وعادت أصالة إلى النغمة نفسها بأنها لا تجيب على فنانة بسن والدتها.

خلافات قديمة

بعد عقد مصالحة بينهما اعتقد كثيرون  بأن صفحة الصراع الشرس بين المطربتين الخليجيتين شمس  وأحلام  طويت، خصوصاً أن الصلح تم في شهر رمضان والتقطت صور تذكارية  تجمع الفنانتين. إلا أن الخلاف ما لبث أن استعر من جديد وعادت الحرب الإعلامية بينهما، إذ استخدمت أحلام عبارات عنصرية ضد شمس، وطلبت منها وضع صورة من جواز سفرها على {تويتر}، ليعرف الخليجيون جنسيتها الحقيقية، وأنها ليست كويتية كما تدّعي، بينما اكتفت شمس بعدم الردّ عليها.

أثارت الحرب الإعلامية ردود فعل واسعة  على {تويتر}، إذ هاجم معجبو  أحلام شمس، بينما رد جمهور الأخيرة بضرورة  اللجوء إلى القضاء، لأن الأولى تحرّض على الاعتداء على فنانتهم المفضلة.

خلافات أحلام وشمس ليست وليدة اليوم، بل مضى عليها عقد من الزمن، وتحولت من الصحف والمجلات  الفنية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتدخّل فيها أشخاص من بينهم إعلاميون، في محاولة من كل منهم لنيل رضى فنانته المفضلة، لكن ما لبثت أن تحوّلت الخلافات  إلى {ردح} و{تهديد} غيّرت نظرة كثيرين تجاه أهل الفن.

انتقد مغردون الأساليب التي تستخدمها كل من الفنانتين، لا سيما أن لديهما  مسيرة فنية طويلة، مشددين على أن خلافاتهما لا تخدم الفن بل  تسيء إليهما،  خصوصاً أنهما ليستا صغيرتينِ في السن.  

عندما تُسأل فيفي عبده من أشهر راقصات مصر تقول: {أنا ولوسي}، متنكرة بذلك لدينا  ورافضة رفضاً قاطعا منحها لقب راقصة، لكن عندما  تلتقي فيفي عبده بدينا في المهرجانات أو الحفلات العامة تصافحها وتتبادل الصور التذكارية معها.

لا تردّ دينا على فيفي وتكتفي بالقول إن لكل شخص وجهة نظره الخاصة، إلا أنها تذكّر بالكتاب الذي أصدرته إحدى دور النشر الفرنسية في عنوان {آخر راقصات مصر} الذي يتناول السيرة الذاتية لدينا، هذا الكتاب بالذات يثير حفيظة فيفي عبده التي ترفضه جملة وتفصيلا.

خلافات نبيلة عبيد متعددة الاتجاهات مع زميلتها اللدودة  يسرا ومع نادية الجندي، نبيلة تلقب نفسها بأنها نجمة مصر الأولى فيما نادية تلقب نفسها بنجمة الجماهير، وقد استمر الخلاف سنوات طويلة وصل إلى حد القطيعة بينهما، ومع ظهور جيل جديد من النجمات أمثال منى زكي وحنان ترك  شعرت النجمتان أن بساط البطولات بدأ يُسحب من تحتهما، فتصالحتا من باب الشعور بالحال الواحد.

 أما الخلاف بين يسرا ونبيلة عبيد فأسبابه شخصية محضة تعود إلى منافستهما على الفوز بقلب رجل أعمال مرموق، ولم ينجح أحد في إتمام  المصالحة بينهما.

في المقابل  لا تبادر الفنانة ليلى اسكندر إلى شن حرب على أي فنان أو فنانة {لكن في حال تعرضت للهجوم لا أسكت لا سيما إذا كان افتراء}، لافتة إلى أن البعض يعتبر عدم الردّ أحد وجوه الضعف. أما الفنان ناصيف زيتون فيرى أن الدخول في مثل تلك الصراعات هو مضعية للوقت، ويفضل عدم إقحام نفسه في مهاترات، لا طائل منها.

يضيف أن  على الفنان التفرغ لعمله وتطوير نفسه لا  خوض صراعات لا طائل منها، لأن الفنان الحقيقي يهتمّ بفنه ويتفرغ لتقديم كل ما يسعد الجمهور من فن جيد وراق.

back to top