القاهرة تتوصل لأول خيوط محاولة اغتيال وزير الداخلية
• قتيل في اشتباكات بدمياط • الجماعة تفشل في الحشد مجدداً • الرئاسة تواصل لقاءات التشاور
توصلت جهات التحقيق المصرية أمس، إلى أول خيوط كشف ملابسات محاولة اغتيال وزير الداخلية، في هجمة أعادت هاجس العمليات الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي إلى الأذهان، في وقت فشلت جماعة «الإخوان المسلمين»، التي تترقب قراراً قضائياً بحلها، في الحشد للأسبوع الثالث على التوالي.
لاتزال تداعيات المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تخيم على المشهد المصري، مع بدء جهات التحقيق أمس رحلة الكشف عن ملابسات الحادث الأخطر منذ أزمة التسعينيات في القرن الماضي. وتوصلت جهات التحقيق، من خلال تحديد رقمي "شاسيه" و"موتور" السيارة المستخدمة في التفجير الذي شهدته ضاحية مدينة نصر شرقي القاهرة أمس الأول، إلى تحديد رقم السيارة ولوحاتها المعدنية ووحدة المرور التابعة لها، ليكتشفوا بعدها أن السيارة مسروقة. وأوقفت جهات التحقيق مالكها الأصلي، وجارٍ التحقيق معه حول صلته بمحاولة الاغتيال والكشف عن انتمائه السياسي. وأمرت نيابة أمن الدولة أمس بعرض الأشلاء البشرية التي عثر عليها محققو النيابة في موقع التفجير، على المعمل الجنائي ومصلحة الطب الشرعي، لإجراء تحليل الحمض النووي، لبيان ما إذا كانت تتطابق مع المصابين الذين فقدوا أطرافهم في الانفجار، أم أنها تعود إلى انتحاري فجر نفسه في موقع الحادث. وطلبت النيابة تحريات جهاز "الأمن الوطني" فيما يخص ملابسات الحادث، وندب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لتحديد سبب الانفجار على وجه الدقة، فيما أجرى محققو نيابة أمن الدولة معاينة كاملة لموقع التفجير، تضمنت معاينة ومناظرة السيارات المحترقة والعقارات التي تأثرت بسبب التفجير، وتبين لمحققي النيابة تعرض 3 سيارات ضمن موكب وزير الداخلية، لإطلاق نيران من خارجها بصورة مكثفة، بالإضافة إلى تأثر تلك السيارات بالتفجير، كما تبين أيضا أن السيارة الخاصة بالوزير تعرضت هي الأخرى لإطلاق نار، وبها آثار نتيجة للموجة الانفجارية. تظاهرات محدودة في غضون ذلك، أعلنت قوات الأمن أمس حالة الاستنفار استعداداً للتظاهرات التي دعت إليها جماعة "الإخوان" تحت شعار "الشعب يحمي ثورته"، وسط مخاوف من تنفيذ عناصر إرهابية لمخططات استهداف لمواقع ومنشآت حيوية. ولم تشهد العاصمة، إلا تحركات محدودة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في المسيرات، حيث نظم المئات من أنصار "الإخوان"، تظاهرات محدودة جابت شوارع عدة أحياء في القاهرة والجيزة، بينما شهدت مسيرات الإسكندرية اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول والأهالي، وقالت مصادر أمنية وطبية إن مؤيداً لمرسي قتل كما أصيب خمسة أشخاص في اشتباكات بمحافظة دمياط. وكرست محدودية التظاهرات فشل "الإخوان" في الحشد للأسبوع الثالث على التوالي، في ظل ضربة أمنية أسقطت قياداتها كان آخرهم القيادي بحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية للجماعة محسن راضي أمس الأول. إلى ذلك، واصلت الرئاسة تجاهلها لمحاولات إرباك المشهد السياسي، بالمضي قدماً في "خارطة الطريق"، من خلال لقاءات المستشار الإعلامي أحمد المسلماني مع قيادات "التيار الشعبي" وفي مقدمتهم حمدين صباحي، اليوم، في إطار مشاورات مع مختلف القوى السياسية، والتي كان آخرها اللقاء أمس بقيادات حزب "المصريين الأحرار". وقال المتحدث الرسمي باسم التيار الشعبي، حسام مؤنس لـ"الجريدة"، إن التيار عقد اجتماعا لبحث جدول أعمال اللقاء، وأهم القضايا والملفات التي سيتم مناقشتها مع المستشار الإعلامي للرئيس، حول "خارطة الطريق" المعلنة من قبل الجيش في 3 يوليو الماضي. الحل وبينما تواترت أنباء عن إصدار قرار حكومي خلال الأيام القليلة المقبلة بحل جمعية "الإخوان المسلمين"، نفى مصدر مسؤول بوزارة التضامن الاجتماعي لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" صحة ما تردد حول صدور قرار بحل جمعية "الإخوان المسلمين" أمس، مؤكداً أن الوزارة تيقنت من ضرورة حل الجمعية لمخالفتها قانون الجمعيات الأهلية، وأن قرار الحل سيصدر خلال أيام. وقال مصدر حكومي لـ"الجريدة" إن الاتحاد العام للجمعيات الأهلية أعطى مهلة نهائية لجماعة "الإخوان المسلمين"، والتي انتهت أمس الأول، للرد على الاتهامات الموجهة إليها، إلا أنها لم ترد، وهو ما اعتبره البعض بمثابة قرار بالحل.