إيران وحزب الله يستخدمان عمليات الخطف لانتزاع اعتراف عربي ودولي بمرجعيتهما في إدارة الوضع اللبناني
ترى قيادات بارزة في قوى 14 آذار أن الوضع الأمني في لبنان لاسيما لناحية الخطر الذي يستهدف رعايا بعض الدول الأجنبية وبخاصة تركيا ودول الخليج العربي وأوروبا وعناصر بعض الكتائب العسكرية العاملة في إطار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان يشبه ما سبق للبنان أن عاشه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي عندما نشطت عمليات خطف الأجانب في لبنان على قاعدة الضغط على الغرب والعرب من أجل انتزاع اعتراف منهما بالمرجعية الأمنية والعسكرية والسياسية السورية في لبنان. وتعتبر هذه القيادات أن حزب الله يعتمد اليوم الخطة نفسها التي سبق لسورية ان استخدمتها في الماضي بحيث كانت مجموعات مسلحة تأتمر بأمر المخابرات السورية تنفذ عمليات الخطف ليتم إطلاق المخطوفين في وقت لاحق في الأراضي السورية برعاية الأجهزة الأمنية السورية.
وفي رأي هذه القيادات المستند الى مزيج من المعلومات والتحليل فإن حزب الله هو الذي يحرك اليوم مجموعات موالية له من أجل تنفيذ عمليات الخطف بعد تأمين ما يحتاجون اليه من متطلبات استخبارية ولوجستية بهدف إجبار بعض الدول على الرضوخ لشروط الحزب والتراجع عن الخطوات والتدابير التي سبق ان اتخذتها في حق الحزب وبعض قياداته وعناصره. وتتوقف القيادات المذكورة عند المعلومات الصحافية التي تم تداولها في غضون الساعات الماضية عن طلب تقدمت به تركيا الى إيران لمساعدتها في إطلاق الطيارين المخطوفين في لبنان لتشير الى محاولة الجانب الإيراني الاستفادة من ورقة الوضع الأمني في لبنان لانتزاع اعتراف دولي تركي لاسيما بمرجعية طهران في كل من سورية ولبنان في ظل تراجع الدور التركي على الساحة السورية نتيجة للتطورات التي تستهدف منظومة الإخوان المسلمين في أكثر من دولة في المنطقة. وتخشى قيادات 14 آذار من أن تتطور الأمور في غضون الايام والاسابيع القليلة المقبلة في شكل متسارع على نحو يعيد لبنان الى وضع لا يحسد عليه لناحية التصنيف الدولي لأوضاعه، وتتركز المخاوف على: 1- تصنيف الجهات الدولية المعنية بسلامة الطيران مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت على أنه مطار غير آمن. 2- اتخاذ شركات الطيران الدولية قرارات في ضوء التصنيف المذكور بالامتناع عن تسيير رحلات من مطار بيروت واليه. 3- سحب المزيد من الرعايا العرب والأجانب من لبنان وصدور تحذيرات أشد صرامة الى رعايا الدول العربية والأجنبية تحظرهم من السفر الى لبنان. 4- حذو أكثر من دولة مشاركة في قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان حذو تركيا في سحب قواتها البرية بما يعرض لبنان لمزيد من الانكشاف الأمني دوليا، وهو ما يسمح لحزب الله وإيران بمزيد من الاستفراد بإدارة الأوضاع في لبنان على الصعد العسكرية والأمنية والسياسية كافة. وتخلص قيادات في قوى 14 آذار الى إبداء تشاؤمها من التطورات المرتقبة على المدى المنظور، مما يفتح الأبواب في لبنان على مزيد من الخضات الأمنية التي تستهدف الاستقرار الداخلي بالتزامن مع استهدافات خارجية تتفلت معها الأمور من قدرة المعنيين على تطويقها واحتوائها ومنع انتشار ذيولها بين اللبنانيين أنفسهم.