هل يمكن لمريض الكبد صيام شهر رمضان؟

Ad

أمراض الكبد كثيرة ومتنوعة ولا يمكن تصنيفها باعتبارها حالة واحدة، لكن في الحالات المستقرة والبسيطة وعدم وجود مضاعفات يمكن للمريض الصيام مثل غيره. أما في الحالات المتقدمة مثل التليف التام وفشل وظائف الكبد، خصوصاً مع وجود مضاعفات، الأفضل هو الإفطار لعدم قدرة المريض، استجابة للآية القرآنية «فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين».

إلى أي مدى يمكن أن تتأثر حالة مريض الكبد بصيامه؟

في بعض الحالات التي يصر فيها مريض الكبد الذي يعاني مضاعفات شديدة على الصيام قد تتأثر حالته، وذلك لما في الصيام من جهد وعطش. ولكن في الحالتين المستقرة والبسيطة، فإن الصيام قد يساعد على استقرار الوضع، إذ يمنح الصيام الكبد الراحة من العمل لساعات طويلة هي فترة الصيام، ومن ثم ينصح دائماً الأطباء هؤلاء المرضى بالصيام.

هل من أطعمة محددة تنصح بها على موائد إفطارهم؟

مريض الكبد المستقر والذي لا يُعاني خللاً في وظائف الكبد يمكنه الأكل بطريقة عادية، مع التقليل من الأملاح، وبالطبع مثل غيره من المرضى يجب أن تكون الوجبة صغيرة ومتوازنة في فائدتها الغذائية، كي يحصل جسمه على تغذيته من دون أن تكون لذلك آثار سلبية على صحته.

ما هي الكميات المسموح لمريض الكبد بتناولها من حلوى رمضان؟

الحلويات مصرح بها ولكن بكميات قليلة، وذلك لتجنب إجهاد الكبد في التعامل مع مستوى السكر العالي في الدم. عموماً، لا بد من الاعتدال في الحلويات وغيرها من مأكولات كي لا يعاني المريض من أي أضعاف.

بالنسبة إلى الأصحاء، ما أبرز الأخطاء الشائعة التي قد تضر بأكبادهم في رمضان؟

الكبد هو العضو المسؤول عن التعامل مع جميع الأغذية والأدوية، ويجهد معظم الناس أكبادهم باستهلاك كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة عند الإفطار، وشرب الكثير من السوائل بطريقة مفاجئة، ما يؤدي إلى اختلال عمليه الهضم والامتصاص.

هل من أضرار على الكبد في حال الإفراط في تناول الحلويات؟

بالتأكيد. يؤدي الإكثار من تناول الحلويات إلى زيادة الوزن واحتباس السوائل في الجسم، وإلى شعور الصائم بالخمول بعد الإفطار، نظراً إلى عملية الإجهاد التي يتعرض لها الكبد خلال فترة الصيام.

يفضل البعض عدم تناول وجبة السحور، فهل من أضرار في ذلك؟

هذا الأمر من الأخطاء الشائعة لدى الصائمين، فالبعض يتكاسل عن تناولها لاعتقاده بأنها بلا فائدة، وهو أمر خاطئ. يؤدي عدم تناول السحور  إلى انخفاض نسبة السكر في الدم خلال فترة النهار، الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على جسم الإنسان الذي تساعده هذه الوجبة على تحمل العطش وارتفاع درجة الحرارة.

كيف يمكن التغلب على مشاكل الهضم التي تواجه الكثيرين خلال أيام الصيام؟

يرجع معظم مشاكل الهضم إلى كمية ونوعية الوجبات التي نتناولها. وللأسف كما نعلم جميعاً، تتناول غالبية الناس في رمضان كمية هائلة من الطعام ومن الأنواع كافة على وجبة الإفطار دفعة واحدة وبسرعة شديدة، ما يؤدي إلى عدم مضغ الأكل جيداً، وبالتالي اختلال عملية الهضم وتمدد المعدة وضعف الهضم وزيادة إفراز حامض المعدة، والتهاب المعدة.

يفضل معظم الصائمين النوم بعد الإفطار، هل من أضرار في ذلك؟

بالتأكيد، فذلك يؤدي إلى كسل المعدة والأمعاء وعلينا جميعاً الالتزام بالسنن في الأكل والشرب، خصوصاً في شهر رمضان الكريم، ليكون الثلث للطعام والآخر للشراب والأخير للتنفس، وهي من السنن المهمة و التي تحد من انتشار أمراض الجهاز الهضمي.

ما هي أضرار الإكثار من تناول اللحوم في الإفطار؟

اللحوم عموماً مكون مهم جداً للتغذية، والمشكلة الكبيرة في كمية تناولها، فنحن نستهلك كميات كبيرة جداً، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة. بالنسبة إلى مريض الكبد الذي يعاني فشلاً في وظائف الكبد، خصوصاً الحالات المتقدمة أو التي لديها تاريخ مرضي لغيبوبة الكبد، عليها الإقلال وليس الامتناع عن تناول اللحوم، خصوصاً أن الإفراط فيها قد يصيب المريض بغيبوبة كبدية، وهي إحدى أهم النصائح التي يقدمها طبيب الجهاز الهضمي لمرضاه من هذا النوع.

ما أبرز نصائحك عموماً للمرضى والأصحاء في رمضان؟

عدم الإكثار من طعام معين على حساب آخر، مضغ الأكل جيداً، التروي في تناول الوجبات، عدم الإسراف في الوجبة الواحدة، تناول الطعام خلال الإفطار والسحور على دفعات عدة متوازنة، على أن تكون آخر وجبة قبل النوم بساعتين على الأقل.