«طقووووه!»
منظومة مجلس التعاون وفي ظل الوفرة المالية الكبرى وقوتها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية كانت ولا تزال تملك القدرة على تبنى مبادرة ناجحة لإخراج سورية من هذه الكارثة، وأن تكون البديل الأفضل والأهم من الروس والصينيين، لكنها اختارت شعار «طقوووه» وهذا ما لم تعر الولايات المتحدة له أي وزن ولا قيمة!
خسر المطبلون لإشعال حرب جديدة في المنطقة عبر بوابة سورية جولة أخرى، ولو لأجل غير مسمى، ولكن الغريب في الأمر حالة الغضب الهستيرية التي جننت هؤلاء رغم الاختراق الدبلوماسي للمبادرة الروسية والذي من شأنه حقن المزيد من الدماء البريئة للشعب السوري الذي تحول إلى حطب النار الموقدة منذ ثلاث سنوات تقريباً.وإذا كانت هناك جريمة ضد الإنسانية في سورية فلا يتحمل النظام وحده وزرها بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية، فقصف المدن من جانب الجيش النظامي يقابله عمليات النحر الجماعي وأكل القلوب ونبش القبور.
وإذا كان النظام السوري قد اختار العنف والقتل والقصف بالصواريخ ضد معارضيه بعد ثلاثين سنة من الحكم، فالمعارضة المسلحة اختارت القتل والنحر وتفخيخ السيارات في الأسواق وهدم المساجد والكنائس للوصول إلى السلطة، فكيف ستكون الحال إذا تولت الحكم وتحكمت برقاب الناس؟فهل هذا المشهد الكئيب والصورة القاتمة وإفرازات أي حرب مهما كانت مبرراتها، ونتائجها الكارثية على الدولة السورية وشعبها المسكين تستحق هذه الحماسة الغريبة للتوسل إلى الولايات المتحدة لضرب سورية، خاصة من دول الخليج؟ أليس من الغرابة أن تكون حكومات الخليج في هذا الخندق ولا يوجد في العالم من يشاركها هذا الاندفاع المتطرف سوى إسرائيل والرئيس الفرنسي الذي يقف شعبه ضده بأغلبية ساحقة، والرئيس الأميركي الذي خذله حلفاؤه وبرلمانه وشعبه بعدما ورط نفسه في لعبة يتمنى أن ينتشله منها الروس؟حكومات الخليج في أغلبها وقفت ضد الثورات الشعبية في أحداث الربيع العربي، ودافعت عن الحكام الدكتاتوريين حتى الرمق الأخير، ودول وقفت بقوة ضد حرب إسقاط نظام صدام حسين واعتبرت العراق محتلاً من قبل الأميركيين! وهذه الحكومات على الرغم من مآسي الشعب السوري خلال السنوات الثلاث الماضية لم تحتضن حتى عائلة سورية واحدة على أرضها، فما سر هذه الفزعة المجنونة الآن لضرب سورية؟ودول الخليج تقدم عشرات المليارات من الدولارات لكبح جناح التيارات الدينية في الدول العربية من الأردن إلى المغرب، وفي ذات الوقت تموّل المعارضة المسلحة بالمال والعتاد والدعم السياسي رغم علمها الكامل بأن تيار القاعدة هو المهيمن على برامجها العسكرية على الأراضي السورية.منظومة مجلس التعاون وفي ظل الوفرة المالية الكبرى وقوتها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية كانت ولا تزال تملك القدرة على تبنى مبادرة ناجحة لإخراج سورية من هذه الكارثة، وأن تكون البديل الأفضل والأهم من الروس والصينيين، لكنها اختارت شعار «طقوووه» وهذا ما لم تعر الولايات المتحدة له أي وزن ولا قيمة!