استمرت السيارات العراقية في اختراق الحدود الكويتية ومضايقة عرب الكويت الذين يباشرون رعي جمالهم وأدباشهم في البر قرب الحدود العراقية، ووقعت العديد من الحوادث الصغيرة قبل منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي أدت إلى مقتل عدد من الكويتيين وحدوث أضرار بالغة في ممتلكاتهم الحيوانية. وكان الشيخ أحمد الجابر -رحمه الله- يسعى إلى حل هذه المشكلة بالتنسيق مع البريطانيين الذين ترتبط الكويت معهم باتفاقية حماية، من بنودها أن المسائل الخارجية هي من مسؤولية الجانب البريطاني. وكما ذكرنا في الحلقات الماضية فقد قتلت دورية عراقية ناصر بن فهاد القحطاني، واقتادت مرشد البريهي إلى البصرة، وباع أفراد الشرطة 6 بعارين من ممتلكات ناصر ومرشد. وفي حادثة ثانية نشرنا تفاصيلها، أطلقت الشرطة العراقية ست طلقات على مجموعة من الكويتيين في جزيرة "وربة" دون أن تحدث أية إصابات، وفتشتهم بدون وجه حق على جزيرة كويتية. أما الحادثة الثالثة التي نشرنا تفاصيلها فتتعلق بعبدالله السميري، الذي كتب شكوى بخصوص أفراد الشرطة العراقية الذين يخترقون الحدود الكويتية بالسيارات العسكرية ويقومون بمضايقة عرب الكويت المقيمين في الصحراء. واليوم ننشر تفاصيل قصة أخرى من هذه القصص التي وقعت في تلك الفترة، وهي قصة تضمنتها وثيقة كتبها الشيخ أحمد الجابر -رحمه الله- وتاريخها 27 مايو 1934م، تفيد بأن أحد المواطنين الكويتيين قدم إفادة مرفقة مع الرسالة، مشيراً إلى أن السيارات العسكرية العراقية مازالت مستمرة في تعدياتها على الحدود الكويتية، وهو أمر ترفضه الكويت، وأبدى خوفه من أن تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه إذا استمر الأمر بهذا الشكل. وإليكم نص الرسالة كما ورد:
"حضرة حميد الشيم عالي الجاه الأفخم المحب العزيز كرنل اج اربي دكسن الوكيل السياسي للدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت دام محروساً،،،بعد السلام والسؤال عن خاطركم دمتم بخير وسرور،،،نقدم لسعادتكم بطيه إفادة مطلق بن عبدالله من عرب الكويت، ونرجو تلاحظون مسألة هالسيارات العراقية التي لا زال تتجول في حدود الكويت بال مراعاة ولا مبالاة. فنحن حقيقة نخشى من أسباب مطاردتهم وتخبطهم بالعرب أن يخلقون مشكلة ما نودها. فالرجاء أن تبذلون عنايتكم لرفع هذه المسألة إلى من يهمه الأمر لمنع هؤلاء عن التجاوز في داخل الحدود. هذا والباري يحفظكم.في 13 صفر 1353هـ موافق 27 م 1934.مخلصكم أحمد الجابرحاكم الكويت"أما نص إفادة مطلق بن عبدالله فهي كما يلي:"إفادة مطلق بن عبدالله الدلماني من عرب الكويت 13 صفر 1353أنا مع أهلي نازلين حومة شمالي اللياح، ورحت اروي من الخَبرة في يوم الثلاثاء في 8 صفر 1353، وإذا في إقبال سيارتين جاو ووقفوا عندي، واحدة فيها أطواب والثانية فيها عسكر مسلح، وحال ما وصلوا سئلوني (سألوني) جوابهم ما شفت احد من المهربة، قلت لهم ما شفت احد. وقبل مجيئهم لي في يومين رايحين عند عيد بن صالح سارح في ادبشه (غنمه) في ظهر اللياح قبلي اديرع الخلة، وسئلوه أيضا عن المهربة، ولما قال لهم ما اعلم، حدروا عليه وضربوه، واخذ يصيح ولا فزع له احد، وواجهته أنا يا مطلق وقص لي قصته، وقال انت رايح إلى الديرة اخبر في الخبر عني. هذه إفادة المذكور".في الحلقة القادمة سنتحدث إن شاء الله عن قصة النوخذة غانم بن محمد، وقصة النوخذة حسين بن محمد، وهما حادثتان منفصلتان وقعت إحداهما بتاريخ 3 محرم 1353هـ والثانية بتاريخ 5 محرم 1353هـ، وفي كلتا الحادثتين وقع إطلاق نار من قبل الشرطة العراقية.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : مطلق الدلماني يفيد الشيخ أحمد الجابر بقصته وقصة عيد بن صالح عام 1934م
18-01-2013