أعلن الجيش المصري أمس، أن عمليته العسكرية في سيناء، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر الإرهابية، بينما بدأت الشرطة في اتخاذ بعض الخطوات الأولية لفض اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني «رابعة العدوية» و«النهضة».

Ad

دخلت القوات المسلحة المصرية، مرحلة جديدة في عملياتها الأمنية، المخصصة لمواجهة الإرهاب في سيناء، أمس، حيث كشف مصدر عسكري أن حصيلة الحملة الأمنية التي شنَّتها قوات الجيش المصري على مدار اليومين في سيناء، أسفرت عن مقتل وإصابة 25 إرهابياً، بقرية "التومة"، القريبة من مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، فيما أكد شهود عيان لـ"الجريدة" أن ستة من الجهاديين تم دفنهم عقب مقتلهم في هجوم الجيش، وأن المصابين تعدى عددهم الأربعة.

وفيما أعلن رئيس الحكومة المصرية، حازم الببلاوي، دعمه الكامل للقوات المسلحة في حربها "ضد الإرهاب"، مشيداً بجهود أبناء سيناء الشرفاء، قال المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي، في بيان رسمي أمس، إنه "تم خلال العمليات التعامل مع مجموعة إرهابية، من بينهم عناصر ممن تلوثت أيديهم بدماء شهداء مصر الأبرار في النقطة الحدودية برفح، في 5 أغسطس من العام الماضي، والبعض الآخر ممن شارك فى عملية اختطاف الجنود السبعة، 15 مايو الماضي"، مشيراً إلى أن تلك "المجموعة الإرهابية كانت تخطط لتنفيذ عملية إجرامية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة والأهالي".

وبينما سارعت جماعات تكفيرية بالرد على الجيش، عبر الهجوم فجر أمس على عدة تمركزات أمنية في شمال سيناء، وحاجز "الخروبة" الأمني دون أن تسفر الهجمات عن اي إصابات، قالت مصادر أمنية، إن العمليات حققت نجاحاً فائقاً، وأنه يجري تقييم النتائج في ظل التحقق من صور الرصد الجوي، ووفقاً لمصادر أمنية رفيعة، فإن الضربات الجوية ستستمر للبؤر المشتبه فيها لتحييدها، خاصة تلك التي يوجد فيها مخازن أسلحة ومتفجرات ومضادات للطائرات، لتنطلق بعد ذلك عمليات برية واسعة النطاق للتمشيط والقبض على المتهمين.

 

خنادق الإخوان

 

وبينما تتواصل العملية الأمنية في سيناء، بدا واضحاً أن وزارة الداخلية المصرية تضع اللمسات النهائية على خطتها الأمنية "حدوة الحصان" لفض اعتصامي "رابعة العدوية" شرقي القاهرة، و"النهضة" جنوبي الجيزة، بدأت معالم الهلع تنتشر بين المعتصمين في انتظارهم لبدء الشرطة تضييق الخناق عليهم، خاصة مع قول مصدر أمني مصري مسؤول لـ"الجريدة" إن قطع الكهرباء والمياه عن محيطات اعتصام أنصار "الإخوان"، هو أحد الوسائل التدريجية لفض الاعتصام.

من جهتها، كشفت حركة "إخوان بلا عنف"، المنشقة عن جماعة "الإخوان"، أن قيادات الجماعة المعتصمة في مسجد "رابعة" وضعت خطة احترازية لمواجهة أي محاولات من قبل قوات الأمن لفض الاعتصام، وقالت الحركة؛ في بيان لها، إن الخطة تتضمن وضع حواجر خرسانية بسمك مُعين لضمان منع تقدم المدرعات اذا حاولت اقتحام الميدان، مع حفر خنادق لضمان عدم تقدم أي قوات شرطية.

وباتت احتمالات فض اعتصامات أنصار "الإخوان" بالقوة مؤكدة، بعدما أعلنت قيادات الجماعة رفضها دعوة شيخ الأزهر أحمد الطيب، للمشاركة في لقاء موسع لمناقشة كل المبادرات المطروحة، وحمل مستشار شيخ الأزهر محمد مهنا؛ جماعة "الإخوان" مسؤولية فشل مبادرات الحل السياسي بسبب تعنت قيادات الجماعة، قائلاً: "رفض جماعة الإخوان المشاركة في تلبية هذه الدعوة يحملها المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ".

وبينما تمسك المتحدث باسم "الإخوان" أحمد عارف، بعودة الشرعية ممثلة في المعزول مرسي، قبل الحديث عن أي مبادرات، قال القيادي الإخواني عصام العريان في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "شيخ الأزهر ليس له الانحياز لطرف سياسي، ودوره الوطني أهم، وتوظيف اﻷزهر كغطاء للجرائم خطير، ويدمر تاريخه كله".

 

تعديل الدستور

 

في غضون ذلك، تنتهي اللجنة القانونية لتعديل دستور 2012، الذي أعدته القوى الإسلامية، من أعمالها الخميس المقبل، وفقاً لمصادر مطلعة داخل اللجنة، بعد إضافة مقترحات قدمتها قوى سياسية ومدنية مختلفة، على أن تعلن التعديلات النهائية الأحد المقبل، انتظاراً للقرار الجمهوري بتشكيل وتنظيم عمل لجنة الـ50.

وتتجه أغلب المقترحات، التي تلقتها لجنة الدستور إلى المطالبة بضرورة إلغاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان)، والاكتفاء بغرفة برلمانية واحدة متمثلة في مجلس النواب، ومنع إنشاء الأحزاب على أسس دينية حفاظاً على السلم الاجتماعي والمواطنة وصيانة الدين من تلوث السياسة.

في المقابل، لم يحسم حزب "النور" السلفي موقفه النهائي من المشاركة في لجنة الـ50 المنتظرة، وقال عضو الهيئة العليا لـ"النور" شعبان عبدالعليم لـ"الجريدة": "إن القرار النهائي سيتخذ عقب اجتماع الهيئة العليا للحزب نهاية الأسبوع الجاري"، لافتاً إلى أن هناك ثوابت رئيسية لن يتنازل "النور" عنها، في مقدمتها عدم المساس بالتعديلات بمواد الشريعة الإسلامية وهوية الدولة.

من جهتها، صرحت المسؤولة الإعلامية لحملة "تمرد" مي وهبة أن حملة "اكتب دستورك"، هي المرحلة الثانية من أهداف "تمرد"، في مشاركة الشعب المصري لإقرار مصيره، وأضافت وهبة: "تمرد" ستفعل الحملة الجديدة عبر النزول إلى المحافظات لتلقي مقترحات الشعب المصري مباشرة وعرضها على اللجنة.