مصر: جولة جديدة من الوساطة مع حلحلة في موقف «الإخوان»

نشر في 21-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2013 | 00:01
No Image Caption
• نائب مرسي المستقيل على رأس فريق الوساطة  • إصابة 3 جنود في هجوم بسيناء

بدت أمس في أفق السياسة المصرية انفراجة بعد الحديث عن وساطة يقودها المستشار محمود مكي، نائب الرئيس المعزول محمد مرسي بين النظام المؤقت وجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة، من أجل البحث عن مخرج من الأزمة السياسية المشتعلة منذ إطاحة الجيش بمرسي في 3 يوليو الماضي، في ظل مؤشرات إيجابية من جانب «التحالف الوطني» الداعم لمرسي.

بدأت بوادر جولة جديدة من الوساطة تتشكل أمس بين نظام الحكم القائم وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وتأتي الوساطة التي يقودها المستشار محمود مكي، نائب الرئيس المعزول محمد مرسي، وسط أجواء سياسية مشتعلة، وتعنت من الطرفين أدى إلى تعثر العديد من الوساطات الدولية والخارجية التي كان آخرها فشل مبادرة المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد.

وبينما أبدت قيادات جماعة «الإخوان» استعدادها لتقديم تنازلات، قالت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالجماعة، إن المستشار محمود مكي يرأس حالياً فريق الوساطة لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، منذ إطاحة الجيش بمرسي في 3 يوليو الماضي.

وقالت مصادر مطلعة لـ»الأناضول» إن مكي، الذي استقال من منصبه في ديسمبر 2012، «سيشكل فريق الوساطة بين الطرفين خلال الأيام القليلة المقبلة، بينما سيشكل كل طرف من طرفي الأزمة فريقاً من المفاوضين، على أن يقود جهود الوساطة فريق برئاسة مكي»، وأن الأخير سيبدأ وساطته خلال الأيام القليلة المقبلة، في أعقاب فشل وساطة المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد.

ورفض المتحدث الإعلامي باسم «الإخوان» أحمد عارف في رسالة بعث بها من محبسه في سجن طرة جهود الوساطة، بينما كشف القيادي بـ»التحالف الوطني لدعم الشرعية»، مجدي سالم لـ»الجريدة» أن مجموعة من الوسطاء تقدموا باتفاق تهدئة جديد، مؤكداً أن الوسطاء يعملون بتكليف من «الجيش» وليس بشكل شخصي كمبادرة «أبوالمجد»، مشدداً على أن «التحالف» اتخذ قرار الاعتراف بالوسطاء الرسميين فقط.

في الأثناء، قالت مصادر مطلعة لـ»الجريدة» إن «التحالف» وافق على فكرة الوسطاء لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، على أن يتدخل هؤلاء الوسطاء بين الطرفين لإيجاد صيغة مشتركة تحل الأزمة وتُنهي حالة الانقسام التي يشهدها الشارع، خصوصا بعدما أبدى «التحالف» استعداده لتقديم تنازلات عن مواقفه المتشددة.

الإشارات الإيجابية الصادرة عن جماعة «الإخوان» بقبولها التفاوض مع النظام، لا يعني تخليها عن سلاح الحشد في الشارع، بعدما دعت عبر «التحالف الوطني» المصريين إلى التظاهر طوال الأسبوع الجاري الذي يحمل شعار «الصبر طريق النصر»، لإعلان الرفض لما تصفه الجماعة بـ»الانقلاب العسكري»، فيما صعد طلاب الجامعات المنتمون إلى الجماعة تظاهراتهم في عدة جامعات.

وفي جامعة الأزهر، وقعت اشتباكات عنيفة بين طلاب «الإخوان» وقوات الأمن، بعدما حطم الطلاب البوابة الرئيسية للجامعة وخرجوا إلى الشارع وقطعوا طريق «النصر» الحيوي في ضاحية «مدينة نصر» شرق القاهرة، وألقوا الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وقال مسؤول رفيع المستوى بالجامعة لـ»الجريدة»: «الأمور تتجه إلى تعليق الدراسة بالأزهر لأجل غير مسمى».

مناقشات سياسية

استقبل الرئيس المؤقت عدلي منصور رئيس الحكومة حازم الببلاوي أمس بقصر «الاتحادية» الرئاسي للتباحث حول المواد الخلافية في مشروع قانون «التظاهر»، الذي أثار استياء العديد من القوى السياسية والثورية، ويهدف اللقاء إلى وضع آليات للحوار المجتمعي حول مشروع القانون، لضمان حدوث توافق عليه، بعدما تراجع منصور عن إقراره مباشرة، بينما تعقد لجنة «حماية المسار الديمقراطي» الوزارية اجتماعاً اليوم لمناقشة مشروع القانون ذاته.

 إلى ذلك، قالت مصادر بلجنة «الخمسين لتعديل الدستور»، إن النسخة النهائية لمشروع الدستور ستخرج للنور بنهاية شهر نوفمبر المقبل، وذلك استناداً للائحة اللجنة الداخلية التي حددت عملها بستين يوما، وكشف المتحدث الرسمي باسم «الخمسين» محمد سلماوي، في مؤتمر صحافي أمس أن «غدا سيعقد أول اجتماع للجنة العامة لمناقشة المسودة الأولية للدستور، من أجل الخروج بتوافق بين الأعضاء حول المواد المعدلة، وإذا ما لم يتم التوافق فسيتم الاحتكام للتصويت»، مؤكدا «أن الجلسات العامة ستكون مغلقة».

وبينما أشار عضو «الخمسين» الشاعر سيد حجاب إلى أن هناك اتجاها داخل اللجنة لاحتواء الأزمة مع المؤسسة العسكرية من خلال وضع مادة انتقالية تتيح للمؤسسة العسكرية اختيار وزير الدفاع لمدة دورتين رئاسيتين أو ثلاث، قال مقرر مساعد لجنة «نظام الحكم» محمد عبدالعزيز، إن اللجان النوعية بـ»الخمسين»، انتهت من 95% من مواد الدستور.

في سياق منفصل، تستمع محكمة جنايات القاهرة لليوم الثالث على التوالي، لشهادات كبار رجال الدولة السابقين والحاليين في إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه وعدد من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين السلميين في ثورة «25 يناير».

هجوم إرهابي

ميدانياً، أصيب 3 مجندين في سيناء، أمس، إثر هجوم مسلح نفذته مجموعة إرهابية على حافلة نقل جنود أثناء سيرها على طريق العريش- رفح الدولي بالقرب من مدينة الشيخ زويد.

انتهاء أزمة احتجاز السائقين في ليبيا

نجحت جهود السفارة المصرية في ليبيا، في إنهاء أزمة احتجاز السائقين المصريين لدى عناصر تابعة لبعض القبائل في مدينة اجدابيا الليبية.

وقال السفير المصري لدى ليبيا محمد أبوبكر، إن «السفارة نجحت بالتعاون والتواصل مع عدد من القبائل الفاعلة في الشرق، ورئيس لجنة التواصل الاجتماعي المصرية الليبية الشيخ عادل الفايدي، ووزارة الخارجية الليبية، في إنهاء أزمة احتجاز السائقين ومغادرتهم اجدابيا إلى القاهرة»، مشيداً بـ»التعاون الكبير الذي أبدته الجهات الرسمية الليبية».

وكان عدد من أهالي المحتجزين قالوا في وقت سابق إن «70 سائقا احتجزهم مسلحون ليبيون بمنطقة اجدابيا، صباح الجمعة الماضي».

back to top