وسط الانشغال الدولي بمسألة تسليح المعارضة السورية واحتمال استقالة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المشترك الأخضر الإبراهيمي، صعدت قوات الرئيس بشار الأسد أمس قصفها لأحياء في جنوب مدينة بانياس الساحلية، وذلك بعد مقتل العشرات في قرية البيضا القريبة من المدينة، في مجزرة اعتبرها ائتلاف المعارضة "إبادة جماعية".

Ad

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "أحياء رأس النبع وراس الريفة وأطراف حي القبيات وبطرايا تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية، رافقها إطلاق نار كثيف من الحواجز العسكرية".

وأبدى المرصد "مخاوف من مجزرة بحق الأهالي على غرار مجزرة قرية البيضا التي انتشر فيها الذعر بين السكان"، مشيراً إلى إطلاق رصاص كثيف إثر حملة دهم واعتقالات طالت عدداً من المواطنين في قرية البساتين في ريف مدينة بانياس الجنوبي".

وقال عبدالحليم خدام، نائب الرئيس السوري المنشق، إن عدد القتلى جراء اقتحام قوات الأسد لمنطقة البيضا وريف بانياس وصل إلى "أكثر من 700 قتيل"، داعياً الولايات المتحدة إلى "سرعة تقديم السلاح للمعارضة وليس إرسال الجنود".

وأكد خدام، خلال مداخلة تلفزيونية له على قناة "العربية" أمس، أن "النظام السوري بحوزته أسلحة كيماوية ولا شك في ذلك"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن "ما يجري من قتل في سورية يومياً أخطر من السلاح الكيماوي في حد ذاته".

في المقابل، تسببت قذيفتان أطلقهما مقاتلون معارضون فجر أمس، باندلاع حريق في أحد خزانات الوقود في مطار دمشق الدولي وإصابة طائرة على أرضه.

 وقال وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" إن "حريقاً نشب في أحد خزانات الكيروسين في مطار دمشق الدولي جراء قذيفة أطلقها إرهابيون على المطار قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بشكل كامل"، مضيفة أن "قذيفة  أخرى أصابت إحدى الطائرات التجارية المركونة في أرض المطار وتسببت بإضرار مادية كبيرة في الطائرة".

وبينما زاد الغموض حول مصير الإبراهيمي، الذي ترددت أنباء مؤكدة عن تقديمه استقالة شفهية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول بسبب "غياب أطر حل الصراع السوري سلمياً"، أكد الرئيس باراك أوباما أن كل الخيارات مطروحة لإجبار الأسد على الرحيل، فيما قال وزير الدفاع تشاك هيغل إن الإدارة الأميركية تفكر من جديد في تسليح المعارضة السورية.

  (دمشق، واشنطن، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)