العربي «زعيم» وسط الكبار
روماو قاد الأخضر ببراعة ولقن كارينيو المغرور درساً في إدارة المباريات
كشف فريق العربي لكرة القدم عن معدنه الحقيقي أمام النصر السعودي في إياب ربع نهائي كأس الاتحاد العربي، ونجح الأخضر في العبور إلى نصف نهائي البطولة، بعد أن قدم إلى الجماهير الوفية ملحمة كروية أعادت إلى القلعة الخضراء رونقها الجميل.
عاشت جماهير كرة القدم الكويتية، والعرباوية خاصة، ليلة سعيدة بتجاوز الأخضر ضيفه النصر السعودي الى نصف نهائي البطولة العربية ليضرب موعداً لمواجهة الإسماعيلي المصري.الجماهير نصبت ساحات الاحتفال خارج استاد صباح السالم والذي شهد ملحمة كروية، نجح خلالها أبناء المدرب البرتغالي خوسيه روماو في تلقين الفريق السعودي درسا في فنون كرة القدم الحديثة، إذ تمكن الأخضر من تحقيق الفوز بهدفين عن طريق فهد الرشيدي، وحسين الموسوي، الى جانب تقديم أداء رائع وكرة جميلة أصبح يقدمها الفريق على مراحل منذ تولي الداهية روماو مقاليد الإدارة الفنية في قلعة العربي.فوز العربي على خصم عنيد يشار إليه بالبنان في القارة الآسيوية لم يكن وليد المصادفة، وإنما جاء بعد جهد مميز من أبطال القلعة الخضراء، فاللاعبون كانوا رجالا بمعنى الكلمة داخل المستطيل الأخضر، ونجحوا في فرض سيطرتهم على المباراة منذ البداية حتى النهاية وبتركيز عال يحسد عليه نجوم العربي في هذا اللقاء.ويحسب للخطوط الثلاثة في العربي، الى جانب الحارس الأمين محمد غانم، أنها كانت صفا واحدا طوال المباراة، ففي خط الدفاع كان مرتضى فال الى جانب سيد عدنان صمام أمان الفريق والعون والمدد في الكرات الثابتة سواء أمام مرمى غانم أو أمام المرمى السعودي، كذلك كان ظهيرا الطرف مبارك البلوشي، ومحمد فريح في قمة عطائهما، ولولا يقظتهما لشكلت الأطراف السعودية خطورة بالغة على العربي، أما وسط العربي فكان رمانة الميزان بحق، ونجح عبدالعزيز السليمي أحد أفضل اللاعبين في المباراة، والذي كان نجما فوق العادة أمام النصر، مع عبدالله الشمالي، وطلال نايف، والبدلاء نواف شويع، وفهد الحشاش، والقائد محمد جراغ في إجهاض أي محاولات سعودية نحو مرمى غانم، أما عبدالقادر فال فيظل هو مفتاح الأداء المميز للفريق الأخضر، حيث نجح في صنع العديد من الفرص، الى جانب أدوار دفاعية وهجومية كان لها الفضل الأكبر في تجاوز عقبة الفريق النصراوي. هجوم العربي أيضا كان مميزا، فحسين الموسوي، وفهد الرشيدي الى جانب تسجيلهما هدفي المباراة، ساندا الدفاع بقوة، وشكلا خطورة بالغة على دفاعات النصر التي التزمت منطقة الخلف خوفا من خطورة الرشيدي، والموسوي، ويعتبر الأخير أفضل نجوم اللقاء، لاسيما أن مجهوده ظل متواصلا حتى إطلاق الحكم المصري محمد فاروق صافرة النهاية.روماو تفوق فنياًوبالنظر الى الجانب الفني في المباراة نجد أن مدرب العربي روماو تفوق فنيا وبمسافات بعيدة عن مدرب النصر كارينيو، إذ عاد روماو إلى خطته الهجومية المعتادة باللعب بثلاثة محاور، ومن أمامهم عبدالقادر فال لمساندة خط الهجوم، الى جانب إسناد مهام هجومية لخط الدفاع، ما جعل الأخضر شعلة نشاط في الملعب.في المقابل، قدم الفريق السعودي مع المدرب كارينيو خدمة العمر إلى روماو، تمثلت في حضور الفريق الضيف قبل ساعات قليلة من بداية اللقاء، وهو ما أفقد فارس نجد التركيز المطلوب لمواجهة من المفروض أنها صعبة على ضيف متقدم بفارق هدف وحيد في مواجهة الذهاب في الوقت بدل الضائع، لكن يبدو أن كارينيو مدرب النصر وصل إلى درجة كبيرة من الغرور أفقدت الفريق صوابه وهو يواجه الزعيم الذي يتألق دائما أمام الكبار.