كشفت رئيسة وحدة إفريقيا في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية أماني الطويل عن وجود أياد خفية تعبث بملف دول حوض النيل، مؤكدة أن دولا خارجية تلقي بثقلها في القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.
وقالت الطويل، في حوار مع «الجريدة»، إن تحويل إثيوبيا لمجرى النيل صفعة على وجه نظام الإخوان، مشيرة إلى أن سد النهضة معرض للانهيار، وبالتالي إغراق مساحات شاسعة من الخرطوم إلى قلب القاهرة... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• ما تقييمك للسياسة الخارجية المصرية بعد ثورة يناير؟- بعد الثورة لم تشهد السياسة الخارجية المصرية تغيرا ملموسا، فهي ضعيفة وباهتة، ولا تمتلك رؤية جديدة، وتديرها مؤسسة الرئاسة اعتمادا على الأهل والعشيرة، وليس وفقا للخبرات والكفاءات.• مَنْ المسؤول عن تراجع مكانة مصر إفريقيا؟- مكانة مصر الإفريقية تراجعت لأسباب عدة، أبرزها توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، حيث جعلت صانع القرار وقتذاك يتصور أن هناك سلاما حقيقيا مع إسرائيل، وبالتالي ليست هناك حاجة إلى الكتلة التصويتية الإفريقية في المحافل الدولية.ويعتبر برنامج الخصخصة من أهم أسباب التراجع أيضا، لأنه أدى إلى تخلي مصر عن كل آلياتها الاقتصادية التي تستطيع أن تنجز بها التقارب الاقتصادي مع الدول الإفريقية، وملامح هذا التراجع ظهرت منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك، خاصة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في أديس أبابا عام 1995.• هل هناك أياد خارجية تعبث بملف دول حوض النيل، وما مدى تأثيره على الأمن القومي المصري؟- بالتأكيد، وتاريخيا تمتد هذه الأيادي الخارجية في إفريقيا عموما، وسيظل دورها موجودا، لأن إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية، والمشكلة ليست في الدور الخارجي، بل في قدرة مصر على كبح هذا الدور، وعدم إيجاد مناطق فراغ وإيجاد مكان لها في إفريقيا، بعد أن تزاحم عليها الطامعون، لأن البيئة الإفريقية أصبحت مصدر تهديد للأمن القومي المصري، بعد أن أهملتها مصر وضحت بمصالحها الاستراتيجية فيها.• ما تأثير سد «النهضة» الإثيوبي على مصر؟- طبقا لتقارير فنية لخبراء مصريين فإن هذا السد حال انهياره سيغرق المنطقة من مدينة الخرطوم بالسودان حتى السد العالي في جنوب مصر، وإذا كانت بحيرة ناصر ممتلئة فإن السد العالي سينهار تماما، وإذا كانت غير ممتلئة فإن المياه ستغمر السد العالي وتنساب فوقه بمعدل مليار متر مكعب من المياه يوميا.وستواجه مصر فيضانا غير مسبوق، سيؤدي إلى إغراق مساحات شاسعة من أسوان إلى الجيزة، إلى جانب أن السد سيؤثر على حصة مصر من المياه، بسبب ضخامة سعته التخزينية (74 مليار متر مكعب من المياه).• بعد يوم واحد من زيارة الرئيس مرسي اتخذت إثيوبيا قرارها بتحويل مجرى النيل، ما دلالة ذلك؟- هذه صفعة على وجه مصر، وليس على وجه الرئيس مرسي أو نظامه الإخواني فقط، وهذا الاستخفاف الكبير بمصر لن تنساه ذاكرتها إلا في حال التراجع عن هذه الخطوة، واللافت في الموضوع هو استغلال ضعف مصر في هذه الفترة، والدليل ان اللجنة الثلاثية المكلفة دراسة تأثير السد لم تحصل على البيانات الفنية الكافية من الجانب الإثيوبي، طبقا لمصادر داخل اللجنة، لأن إثيوبيا تتعامل مع المسألة بمنظور قطري داخلي وليس إقليمياً.• انقسام السودان إلى دولتين هل كان له تأثير على الأمن المائي لمصر؟- بالتأكيد، لأن جنوب السودان كان أحد المصادر المستهدفة لزيادة حصة مياه النيل لمصر والسودان، شماله وجنوبه، عبر حفر قناة جونجلي، لكن للأسف جنوب السودان لديه موقف من هذه القناة، فضلا عن أن الإدارة المصرية لا تتعامل بحرفية مع هذه المسألة، إلى جانب صعود الوزن النسبي الإثيوبي في محيط دول حوض النيل، مقارنة بالوزن المصري.
دوليات
رئيسة «وحدة إفريقيا»: «أيادٍ» خفية تعبث بملف النيل
11-06-2013