تمتاز جزيرة أروبا، إحدى جزر البهاما والبحر الكاريبي، بسواحلها الجميلة حيث يمكنك القيام بجولة باستخدام الغواصات الصغيرة، والتي تمكنك من خلال نوافذها الزجاجية من رؤية البواخر الألمانية والروسية والأميركية التي تم تدميرها أثناء المعارك البحرية في الحرب العالمية الثانية، وقد تحولت تلك البواخر إلى "ميافر" للعديد من أنواع الأسماك.

Ad

تعيش في الجزيرة نسبة ضئيلة من المسلمين الذين تقدموا للحكومة بطلب للموافقة على بناء مركز إسلامي يشتمل على بعض الأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى المسجد ولم يتم البت بالموضوع.

في أثناء ذلك قامت وزيرة العدل في حكومة أروبا بزيارة لجمهورية فنزويلا، وذلك أثناء عملي هناك، وقد طلبت الوزيرة القيام بزيارة لمركز "آل الإبراهيم الإسلامي" في مدينة كراكاس والذي تم بناؤه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وأثابه جنان الخلد بإذنه.

ويشتمل المركز على صالة للرياضة وصالة أفراح ومكتبة رائعة إضافة إلى ساحات وحدائق محيطة، ولعل الأروع أن أول مبنى يراه القادم لمدينة كراكاس هي منائر المسجد الأربع العالية.

أقام سفراء الدول الإسلامية المعتمدون في فنزويلا حفل استقبال على شرف وزيرة العدل في حكومة أروبا، وذلك في صالة الأفراح في المركز الإسلامي، وبعد قيامها بجولة في المركز أفادت بأنها الآن على قناعة بالموافقة على طلب إقامة مركز إسلامي في الجزيرة مشابه لهذا المركز، بالطبع كانت هذه الموافقه قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001.

في عام 1998 كلفت من قبل وزارة الخارجية بالمشاركة في الأعياد الوطنية لجمهورية نيكاراغوا، وقد رافقني في تلك الرحلة السكرتير الأول بالسفارة الشيخ فيصل بدر المالك الصباح رحمه الله، وكانت رحلة فيها الكثير من المتاعب نظراً لكثرة التوقف في المطارات من كراكاس إلى مدينة ماناغوا عاصمة البلد الصديق.

في المساء أقام رئيس الجمهورية حفل استقبال على شرف الوفود المشاركة بالأعياد، وفي أثناء وقوفنا في الصفوف للسلام على الرئيس لمحت أحد الأشخاص يطلب مني الخروج من الصف والتقدم نحوه، وعندما اقتربت منه فإذا به الصديق القديم إيمانويل الذي كان يتولى منصب سفير نيكاراغوا في الجزائر أثناء فترة عملي هناك، وقد كان له دور مميز في دعم عملنا في فترة الغزو والاحتلال العراقي الغاشم للكويت الغالية، بعد السلام الحار والحديث قليلا عن تلك الأيام الخوالي أبلغني أنه الآن يتولى مسؤولية إدارة المراسم في الخارجية، حقاً إنه عالم صغير وهذه أيضا من مزايا الحياة الدبلوماسية... بعدها قام بتقديمي لرئيس الجمهورية الذي أشاد بالكويت وقيادتها بكلمات وعبارات رائعة مما أشعرني وزادني فخرا بانتمائي إلى هذا البلد الطيب.

في طريق العودة إلى مدينة كراكاس قررنا القيام بزيارة إلى مدينة "كانكون"، وعند وصولنا إلى المطار لاحظ ضابط الجوازات عدم وجود تأشيرة دخول للمكسيك، وعليه فقد قام باصطحابنا إلى مكتب الضابط المسؤول الذي كان قمة في الأخلاق وأدب التعامل، وبكلمات كانت مبعث اعتزاز وفخر قائلا "أنتم من ذلك البلد الصغير الذي تعرض للظلم من دكتاتور لم يكتف بإيذاء شعبه بل نقله لكل الدول المجاورة. إننا نفخر بصداقتنا معكم وقد أمرت بمنحكم تأشيرة مجاملة لمدة شهر".

ما أروعك من وطن! وما أروع ما وصلت إليه من مكانة دولية! وكم يؤلمنا أن نرى بعض أبنائه وهو يحاول تجريح الوطن والمساس بمكانته وكرامة أهله وتشويه صورته وإعطاء إيحاء بأنه بلد بوليسي النزعة في مجافاة للحقيقة، وللأسف بعضهم يحمل شهادات عالية من جامعات عالمية ما كان لهم أن يحصلوا عليها لو لم ينتموا إلى هذا الوطن.

من مدينة كانكون قمنا بزيارة إلى أهرامات المكسيك التي لا تختلف كثيراً عن أهرامات مصر مما يدفع للتفكير عن العلاقة بين الحضارتين. كما قمنا بزيارة غابات الكورال في وسط البحر الكاريبي، والتي كانت قمة في إبداع الخالق جلت قدرته.

 إن الاطلاع على ملك الله نعمة تزيد من إيمان الإنسان بربه وقدرته وإبداعه في هذا الكون الواسع الذي ندرك بعضه، فما بالك بما وراءه من أكوان لا ندركها. دعائي إلى الله أن أكون ممن أحبهم وأطلعهم على ملكه، وأدعو الله أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

***

رسالة إلى أعضاء المجلس البلدي المحترمين:

يوجد على يسار مقر مبنى التأمينات الاجتماعية في منطقة غرب مشرف عشرات من الأعمدة القديمة، ولا أحد يعرف سر وجودها، وهل هي آثار فرعونية أم أعمدة يونانية، والخشية أن تكون آثاراً آشورية.

نتمنى إزالتها وتحويلها إلى حديقة عامة إن أمكن أو موقف لمراجعي التأمينات.