منظور آخر: مستشفياتنا الحكومية كرت أحمر!

نشر في 09-06-2013
آخر تحديث 09-06-2013 | 00:01
الأطباء في المستشفيات نوعان: نوع مستعد لسماعك والإجابة عن أسئلة المريض، والنوع الآخر يتعامل معك وكأنه يريد الركض، وكأن الماراثون في انتظاره يود أن يغادر قبل حتى أن يسمع السؤال... وهم الأغلبية، ناهيك عن تضارب آراء الأطباء حول حالة المريض وما يجب فعله تجاه حالته، وتلك بحد ذاتها مصيبة.
 أروى الوقيان نحن ممتنون لجميع الخدمات التي تقدمها الدولة، لكن حين يقال إن الخدمات الصحية مجانية في الكويت، ويتناسوا أن يقولوا إنها بالفعل مجانية، فتذكّر أن كرامتك ستتعرض للإهانة، وسيتم التعامل معك بجفاء، ناهيك عن مواعيد الانتظار الطويلة.

 فإن تعرض أحد لأي مكروه واحتاج إلى عملية فسيتم على الأقل تحديد موعدها بعد ثلاثة أشهر، وهذا نادر أحياناً، إذ تأخذ الأمور أطول من ذلك، ويوم العملية قد تتأخر عمليتك لعدم توافر سرير لينقلك إلى غرفة العمليات!

وبعد العملية قد تنزف وتتعرض لآثار جانبية، وذلك لسبب بسيط أن الممرضات قد يبلغ عددهن بحد أقصى 6 لكل 25 مريضاً، لذا ستجد ملائكة الرحمة في المستشفيات الحكومية أقرب ما يكنّ من آلة غضب في هيئة إنسان، وإهمال للرعاية والعناية للمريض بعد العملية، وعدم الاهتمام بنظافة المكان، بالإضافة إلى رائحة الحمامات الكريهة دوماً وسوء الصرف الصحي، والمضحك أنك في المستشفيات الحكومية لن تجد أي محارم ورقية، حيث يتم التعامل معها ككنز أو ما شابهه.

كنت أزور مريضة طوال الأسبوع الماضي في مستشفى الأميري الذي تم تجديده بفضل التبرعات لا الحكومة طبعاً! فشاهدت بعيني كل ما كتبته، شاهدت حنق الممرضات وفنيي الأشعة بسبب الازدحام وقلة الموظفين، وللأمانة لن ألومهم... فوجود شخص واحد ليخدم أعداداً كبيرة من المرضى والمراجعين أمر محير!

الأطباء في المستشفيات نوعان: نوع مستعد لسماعك والإجابة عن أسئلة المريض، والنوع الآخر يتعامل معك وكأنه يريد الركض، وكأن الماراثون في انتظاره يود أن يغادر قبل حتى أن يسمع السؤال... وهم الأغلبية، ناهيك عن تضارب آراء الأطباء حول حالة المريض وما يجب فعله تجاه حالته، وتلك بحد ذاتها مصيبة.

أصبحت لا ألوم الناس التي تتجه إلى المستشفيات الخاصة رغم غلائها الفاحش، لكن الخدمات الطبية تقدم بشكل أحسن، والهيئة التمريضية تتعامل بإنسانية أكثر.

 ورغم وجود أشياء كثيرة تعيب الخدمات الطبية الخاصة فإنها تقدم على الأقل الراحة النفسية للمريض، والاهتمام بتفاصيل مرضه وشكواه، حتى إن بالغوا في الأسعار وقاموا بتحميل المريض تكاليف قد تفوق ميزانيته... ولكن أليست الراحة النفسية جزءاً من العلاج؟

«قفلة»:

"الواسطة" والمعارف امتدت حتى إلى الخدمات الصحية الحكومية المجانية، ومع الأسف لا نستطيع أن نقول "الحمدلله الصحة والتعليم ببلاش" لأن الحصول عليها قد يكلف "واسطات ورشوات وعوار رأس"، فلو يتم دفع مبالغ لها أو فرض التأمين الصحي علينا لكانت الخدمات أفضل مما هي عليه الآن، الحمد لله على كل حال، والله يشفي جميع مرضانا.

back to top