تعتبر المطارات الشريان الرئيسي لاقتصاد أي دولة وتنميتها لذلك جاءت عملية النهوض الشاملة لمطار الكويت الدولي لتتعدى رؤيتها العامة الى كونه مطارا رئيسيا خدميا لحركة النقل في البلاد ليكون مستقبلا من أبرز معالم دولة الكويت الحضارية وركيزة أساسية من ركائز الرؤية السامية بجعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا اقليميا.

Ad

ويعمل القائمون على مشروع توسعة وتطوير المطار في وزارة الاشغال العامة على الوصول الى هذه الرؤية المتقدمة للمطار وليكون مستقبلا ومع سياسة الاجواء المفتوحة المتبعة أحد المطارات الأكثر ابتكارا وتطورا لناحية الطاقة الاستيعابية لترتفع الى ما يقدر بنحو 25 مليونا بحلول عام 2024 في المرحلة الاولى وذلك من ثمانية ملايين راكب سنويا في الوقت الراهن.

وتشمل هذه المرحلة المرتقبة انتشار بوابات ومواقف تتسع لاكثر من 50 طائرة مع امكانية التوسع لتصل الى ما ينوف على 100 موقف متصل عند اكتمال المشروع من ضمن تصميم متكامل ومتميز يراعي الأثر الاول والاخير لدى القادم الى البلاد والمغادر منها مع ملاحظة ان سقف مواقف السيارات مغطى بحدائق بعد المرور بجوار واحة خضراء غناء.

بعد ذلك وبحسب تلك الرؤية يصل المسافرون الى رصيف المسافرين تحت سقف متألق مظلل وجسور محاطة بالمزروعات تؤدي الى المبنى ما يؤمن جوا خاصا ومريحا لدى دخوله لتظهر مساحة رائعة يغمرها نور طبيعي.

ومع العمل الجاري في الموقع الذي انطلق العام الماضي وصولا الى مبنى مطار من أكثرها ابتكارا وتطورا على مستوى العالم وتقدما من الناحية التكنولوجية عند الوصول الى الساحة الوسطى حيث ينعم المسافرون بنظرة عامة على المبنى وأيضا نحو الطائرات ما يسهل كثيرا من عملية التوجيه والتنقل.

ومن شأن المطار لدى الانتهاء منه توفير أعلى مستوى في الخدمة حيث صمم المبنى ليكون محورا فعالا لذا تم الحد من التنقل بين الطوابق ومن مسافات السير مع وضع لافتات وشاخصات واضحة تختصر أكبر قدر ممكن من وقت (الترانزيت).

وعلاوة على ذلك سيمكن ملاحظة أن انعطافة الواجهة تسمح لأكبر عدد من مواقف الطائرات أن تتسع لجميع أنواع الطائرات بما في ذلك ايرباص (ايه/380) حينها يتم استقبال المسافرين بمناظر خلابة للسقف العالي من داخل المبنى حيث شلالات المياه الجارية التي ترشد الوافدين من قاعة الجوازات الى قاعة استلام الامتعة.

وعند الوصول الى قاعة المستقبلين ينعم القادمون بمنظر الواحة الخضراء قرب رصيف الواصلين ليشكل المطار أو (مدخل الكويت الجديد) تجربة فريدة من نوعها وتجربة جديرة بالذكر لجميع المسافرين ما سيضع الكويت في طليعة وصدارة قطاع الطيران على المستوى الدولي.

ويقع مبنى مطار الكويت الدولي الجديد جنوب المبنى الحالي ما بين المدرجين القائمين ومن شأنه الى حد كبير كما هو متوقع زيادة القدرة الاستيعابية وأن يشكل محورا جويا اقليميا جديدا في منطقة الخليج العربي.

ومن الأهداف الاستراتيجية للمشروع انشاء مبنى وفق أحدث ما توصل اليه العلم من تقنيات ما سيوفر تاليا أعلى مستويات الراحة للركاب ويضع معيارا بيئيا جديدا لمباني المطارات العالمية.

ويستجيب تصميم مبنى الركاب الجديد للعوامل المناخية في واحدة من أشد البيئات المأهولة حرارة على سطح الأرض كما أن التصميم مستوحى من الاشكال والمواد المحلية تحت سقف واحد لمبنى يتألف من ثلاثة أجنحة متناظرة من بوابات المغادرة تمتد كل واحدة منها مسافة 2ر1 كيلومتر.

وعلى الجانب الآخر فإن هذه المساحة الشاسعة من مبنى المطار يوازيها تصميم يحظى بقبول عال على الصعيد البشري ولسهولة الاستخدام تم الحد من حاجة المسافرين الى التنقل ما بين الطوابق وكذلك وتماشيا مع التوجهات الحضارية فقد صمم مبنى الركاب لتوفير جميع الخدمات للمسافرين تحت مظلة سقف واحد.

وتتخلل سقف المبنى فتحات زجاجية ذات خاصية تصفية ضوء النهار بينما تصرف تلك الفتحات الاشعاع الشمسي المباشر ويمتد السقف خارج المبنى ليوفر الحماية الكافية من أشعة الشمس للمدخل والواجهات والتي دعمت بأعمدة من الخرسانة ذات أشكال عضوية مستلهمة من انسيابية حركة القوارب الشراعية التقليدية في الكويت.

ومن أهداف المشروع أيضا الحصول على المعيار الذهبي في معايير الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (ليد غولد) مع الهدف الذي يرمي اليه المطار بأن يكون أول مبنى ركاب في العالم يستوفي شروط هذا المستوى من الاعتماد البيئي حيث يوفر الهيكل الخرساني الكتلة الحرارية المناسبة ويغطي السقف مساحة كبيرة من اللوحات الضوئية للاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية.

وتقود عملية تصميم مبنى الركاب 2 بمطار الكويت الدولي شركة (فوستر وشركاه) بالتعاون مع شركة (دار مستشارو الخليج) المحلية ويشمل فريق التصميم شركة (اروب) من المملكة المتحدة وشركة مطارات هولندا و(بارسونز برنكروف) من المملكة المتحدة.

ووضعت شركة (فوستر وشركاه) تصميما مرنا للمخطط الهيكلي للموقع حيث حدد مبنى محطة الركاب في موقع استراتيجي قابل للتوسعة المستقبلية ومن شأن المطار أن يستوعب مبدئيا نحو 13 مليون راكب سنويا بمستوى الخدمة (ايه) مع امكانية استيعاب 25 مليون مسافر بمستوى الخدمة (بي و سي) واستيعاب ما يقارب ال 50 مليون راكب في المراحل المقبلة.

ويضم المطار مدرجا قابلا للتوسع لاستيعاب بين 30 و51 مدرجا في مرحلته الاولى أضف الى ذلك منطقة المهبط الكافية للسماح بوقوف سيارات ومبنى المواصلات العامة ومرافق المهبط الأخرى مثل المكاتب ومقر الادارة العامة للطيران المدني.

وتمتد مظلة السقف الى 60 مترا لحماية المبنى والطائرات من أشعة الشمس والعوامل الجوية كما من شأن المطار تقليل مسافة المشي الى أقل من 600 متر من نقطة المركز الى أبعد البوابات في نهاية مبنى المطار وهناك أيضا منطقة مخصصة لفندقين لركاب العبور (الترانزيت).

وتقدر مساحة الموقع بمعنى تقسيم المساحة الكلية في منطقة المهبط حوالي 150 هكتارا وحوالي 360 هكتارا لمنطقة المدرجات في وقت تبلغ مساحة (بصمة) البناء 140 الف متر مربع ويصل ارتفاع المبنى الى نحو 39 مترا.

وبالنسبة الى عدد الطوابق فهناك مبنى محطة الركاب المكون من أربعة طوابق فوق الأرض وطابق واحد تحت الأرض في ما يتكون الهيكل من السقف الخرساني بواقع 78 قطعة واقعة في محيط المبنى و 12 قطعة هيكلية داخلية.

وعن اجراءات السفر والتعامل مع الأمتعة ستكون هناك 120 منصة لاجراءات السفر (13 مليون مسافر سنويا) و180 منصة لاجراءات السفر (25 مليون مسافر سنويا) وأجهزة للتعامل مع حقائب وأمتعة (13 مليون مسافر سنويا) قادرة على التشغيل في وقت الذروة بمعدل 2930 حقيبة بالساعة.

وعلاوة على ذلك ستكون هناك أجهزة للتعامل مع حقائب وأمتعة (25 مليون مسافر سنويا) قادرة على التشغيل في وقت الذروة بمعدل 5390 حقيبة بالساعة وأحزمة الأمتعة بطول نحو ستة كيلومترات وأجهزة فرز الأمتعة عالية السرعة طولها نحو 5ر1 كيلومتر الى جانب أنظمة فحص الأمتعة تتضمن الفحص والتخزين الحيوي والفرز.

وبالنسبة الى عملية الوصول الى المطار ومواقف السيارات سيصمم مدخل مبنى المطار الجديد بطابع معماري مميز متفرع من طريق جديد يربط بين طريق الملك فيصل السريع (51) والطريق الدائري السابع وهناك خطة لانشاء مترو يربط مبنى الركاب الجديد بقلب مدينة الكويت.