على وقع شعارات الانتقام والأخذ بالثأر مع تجدد الهجمات والاشتباكات بين المحتجين وعناصر من الجيش العراقي، شيعت كركوك قتلاها في قضاء الحويجة، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا منذ أمس الأول إلى 110.

Ad

شهد العراق لليوم الثاني على التوالي أمس مزيدا من الهجمات ضد قوات الأمن، خصوصا الجيش، "انتقاما" لضحايا حادثة الحويجة الدامية التي شيع قتلاها، وسط غضب عارم ودعوات للانتقام والثأر.

وقتل في أعمال عنف متفرقة أمس، مرتبطة بعملية الحويجة غرب كركوك، 15 شخصا، منهم 9 عناصر أمن و3 مسلحين، في هجمات واشتباكات استخدم الجيش في إحداها المروحيات، وبذلك يرتفع عدد القتلى على مدى اليومين 110 أشخاص، وإصابة 187 بجروح في أعمال عنف متفرقة، معظمهم ضحايا عملية اقتحام الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي في الحويجة وهجمات انتقامية مرتبطة بها.

وقالت النائب عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف أمس إن عشرات الأشخاص ربما قتلوا وأصيب عدد آخر لا نعرف عددهم، "بعد أن تم قصف بعض القرى بالطائرات من قبل قوات الجيش العراقي في ناحية سليمان بيك"، مضيفة: "صدرت أوامر من القوات الأمنية بإخلاء الأسر من الناحية التي يسكنها الغالبية التركمانية في محافظة صلاح الدين، بعد سقوط قرية منها بأيدي المسلحين".

تشييع وهتافات

في هذا الوقت، شيع المئات من أهالي محافظة كركوك ضحايا الحويجة أمس، وعلى الطريق الرئيسي أمام مبنى مجلس محافظة كركوك، سارت عشرات السيارات وسط حشود أهالي المحافظة الذين حملوا نعوش قتلى اشتباكات أمس الأول، وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة.

وهتف المشيعون "لبيك يا عراق" و"الله أكبر" و"سننتقم لشهداء الحويجة"، وبدا الغضب واضحا على الحشود التي سارت على مدى ساعة في طريقها الى مقبرة الحويجة حيث المثوى الأخير للضحايا.

في السياق، أطلق متظاهرون مناهضون للحكومة العراقية سراح جنديين من الجيش، بعد احتجازهما قرب مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، وكان الجنديان احتجزا من قبل المتظاهرين بعد ظهر أمس الأول، اثر وقوع الاشتباكات في الحويجة.

استقالة نائب

في غضون ذلك، أعلن البرلماني والقيادي في قائمة العراقية، التي يتزعمها أياد علاوي، حيدر الملا أمس، استقالته من مجلس النواب، احتجاجا على فشل البرلمان في مهامه وعدم تلبية مطالب المتظاهرين.

وأوضح الملا، في بيان، أن سبب استقالته، التي قال إنه طلب التصويت عليها في البرلمان، يعود الى "فشل مجلس النواب في استجواب وزير التعليم العالي علي الأديب، أو استضافة رئيس الحكومة نوري المالكي، رغم الإخفاقات المتلاحقة".

وقال إن "الأحداث الدامية التي طالت أبناء الشعب في الحويجة، واستمرار نزيف الدم العراقي، ومنهجية المماطلة في تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة، تجعلني لا أجد مبررا لوجودي داخل مجلس النواب"، معبرا عن أمله أن تكون الاستقالة "صرخة تعيد للشعب العراقي حقوقه، لأن المرحلة الحالية لا تقبل القسمة على اثنين، أما أن نكون مع الشعب أو مع قتلة الشعب".

تشكيل لجنتين

في السياق، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر أمس إلى تشكيل لجنة برلمانية وأخرى حكومية لمتابعة تداعيات أحداث الحويجة.

وقال الصدر: "كلما قلنا إن باب العنف في العراق قد أغلق أو سيغلق قريبا طلت علينا بعض القوى الظلامية لتعيد على العراق والعراقيين صفحة الدماء والعنف، وهذا ما تعود عليه العراق من شماله إلى جنوبه، إلا أن المستغرب أن الحكومة العراقية قد فتحت في يومنا هذا بابا جديدا للعنف اللامشروع والمفرط ما سيؤدي إلى عواقب غير مستحسنة على الإطلاق".

وأضاف: "ندعو إلى تشكيل لجنة برلمانية للذهاب إلى مكان الحدث، وتشكيل لجنة حكومية أو أمنية مستقلة للوقوف على الحقائق واستدعاء الأطراف المعنية إلى البرلمان للتحقيق بهذا الموضوع، والعمل على الحيلولة دون نسيان باقي المواضيع المهمة في البرلمان رغم أهمية أحداث الحويجة".

وأوضح: "على ممثل الأمم المتحدة أخذ موقف واضح وجلي دون التملق إلى طرف، ووضع سقف زمني برلماني لإنهاء ذلك بعد الوقف الفوري لإطلاق النار في منطقة الحويجة الجريحة".

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)