أولاً أريد أن أؤكد أن كتاباتي عن الإخوان دائما تفرق بين القيادات والشباب الأعضاء أو المناصرين، فالشباب لا ذنب لهم بما حدث ويحدث من الإخوان، والشباب والتابعون جلهم لا يعرف حقيقة القيادة وما تفعل، وأسباب وأهداف ما تفعل، فهم مغيبون وغير مصرح لهم بالسؤال، ودربوا على السمع والطاعة، ولعل ما حدث في مصر وما يحدث الآن في بلدان أخرى يستدعي من الشباب المعرفة، ومن ثم التقرير فيما إذا كانت هذه القيادة تستحق أن تطاع.
معظم قيادات الإخوان السابقة تعاملت مع المخابرات الإنكليزية وجاءت القيادات الآنية للتعامل مع المخابرات الإنكليزية والأميركية مدعين أن ذلك لمصلحة الإسلام، لكنه في الحقيقة ضد أهداف الأمة العربية والإسلامية. وهناك عشرات الكتب الموثقة التي تروي قصة هذه العلاقات التي تنامت بفعل وسائل الإقناع لدى الإخوان بأنهم أصلح من يرث الأرض الإسلامية ومن عليها، ومرت تجارب وجرت مباحثات أوصلت الأميركيين والإنكليز إلى أن سياسة "فرّق تسد" لن يصنعها إلا جماعات الإخوان المسلمين والتنظيمات التي فرخوها بأسماء وأدوار مختلفة.وأود من شباب الإخوان قراءة الكتب الأجنبية التالية بالإضافة إلى كتب الدكتور ثروت الخرباوي القيادي السابق في الجماعة:Devil’s GameSecret AffairsMoslim Brothers in the Westفهذه الكتب توثق هذه العلاقة القديمة الجديدة، وتؤكد لي اتفاقات تمت هنا بالكويت بتوجيه من الحكومتين البريطانية والأميركية. اقرؤوها وقارنوا بما تعرفون ثم أعيدوا قراءة كتب الخرباوي فستجدوا أن التنظيم "خربان" منذ ولادته، وأنكم ضحية أناس استغلوا حبكم لدينكم ليخدموا أسيادهم من المستعمرين ومصاصي دماء الشعوب.أستغرب مقالات يرصها قيادي في جماعة الإخوان الكويتية، فهو علاوة على تاريخه المعروف لدى كل الكويتيين إلا أنه لم يفهم حتى الآن لماذا حاربت كل الحكومات المصرية والعربية الأخرى هذا الحزب مدعي الإسلام، فصاحبنا لا يفهم هذه المحاربة إلا أنها كفر ممن لا يريد الإسلام أن يحكم لكنه يتجاهل 30 مليون مصري خرجوا بعد أن رأوا ما فعل الإخوان ببلدهم خلال سنة واحدة فقط من حكم مصر، ولم ير الفرحة والاحتفال اللذين قام بهما كل الشعوب العربية بزوال حكم الإخوان في مصر بعد أن رأوا بأعينهم كيف استولى الإخوان على مصر بالخديعة والوعود الزائفة، وما إن تولوا الحكم حتى بدؤوا بإقصاء كل قوى الشعب وجره واقتسام البلاد لحزبهم وأسيادهم، بل على العكس مما حاول الكاتب إيصاله للناس فإن الناس فهمت وأدركت لماذا أدخلهم الزعيم عبدالناصر السجون. ندرك الآن كم من الظلم ناله الزعيم الراحل، فهو قد عرف وخبر أن وجودهم سيضر البلاد والعباد فحماها منهم. نحمد الله على سلامة مصر، وأتمنى من كل فرد دعم مصر والانتباه لما يحدث عندنا، وبالذات أدعو شباب الإخوان أن تكون للكويت الأولوية على التنظيم، وأن يراعوا الله في وطنهم وإخوتهم، ويعلنوا فسخ علاقتهم مع الإخوان بجد هذه المرة وليس بخدعة أيام الغزو حين وقفت قياداتهم مع محتل الكويت. نريد موقفاً وطنياً أقل ما فيه إدانة التنظيم وقيادته وإعلان الولاء للكويت.
مقالات
الإخوان المسلمون
29-09-2013