يحتاج المرء بين الفينة والأخرى إلى التسلية والترفيه، لذلك يتسابق الناس بحثاً عن وسيلة توصلهم إلى «الوناسة»، فمنهم من يحب المسرح، وبعضهم من «يجابل» شاشة التلفزيون، بل إن هناك من يلجأ إلى اختراع النكات التي تعبر عن واقع الحال، إلا أنني شخصياً لا أحتاج إلى هذا كله فلدي وسيلة للترفيه والضحك أعتقد أن لها القدرة على منافسة «أقدعها تلفزيون ومسرح ونكتة»، فقد وجدت ضالتي أخيراً في قرارات لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الكويتي لكرة القدم وتصريحات مسؤوليها.

Ad

وقد يكون حديثي هذا مستغرباً للبعض، وقد يجده البعض الآخر تجنياً، لكن كل ما على هؤلاء ممن لا يوافقني الرأي الاطلاع على بيانات اللجنة، وما يتفوه به مسؤولوها لوسائل الإعلام في معرض تبريرهم أو توضيحهم لتلك القرارات كي يتأكد مما أقول، كي يتعرفوا عن قرب على «خفة طينة» هذه اللجنة والقائمين عليها، ومع الوقت سيكون بإمكانه التخلي عن وسائل الترفيه الأخرى، والاكتفاء بمتابعة اللجنة وقراراتها التي أكاد أجزم أنها من الممكن أن تقطع نفسك من الضحك.

ولمعرفتي أن طرائف اللجنة تحتاج إلى أضعاف مضاعفة للمساحة المخصصة لهذا المقال فسأكتفي باستعراض تصريحات مقررها يوسف البيدان، التي أدلى بها لبرنامج كافيه رياضي قبل يومين، حول بعض قرارات اللجنة وأسبابها، وسأبدأ بالأشد طرافة وغرابة في آن واحد، وهو استدعاء مشرف فريق نادي الكويت محمد الهاجري للتحقيق، ورفع أمره إلى مجلس إدارة الاتحاد بناءً على شكوى مقدمة من النادي العربي، بحجة إساءته لنائب رئيس النادي عبدالعزيز عاشور، واتهامه لبعض الرياضيين بغسل الأموال في الرياضة، وفق ما جاء على لسان البيدان، ولا أعلم منذ متى تم تحويل اللجنة إلى مخفر؟ والاتحاد إلى نيابة عامة؟ وما شأن اللجنة أو حتى الاتحاد بتبادل بعض الأشخاص، حتى وإن كانوا رياضيين، للاتهامات أو الإساءات على حد قولها؟

ألم أقل لكم إنكم ستجدون التسلية والضحك مع اللجنة العتيدة؟ لكن لا تستعجلوا فما هو آتٍ أجمل، وخذوا عندكم: يبرر البيدان، الذي لمن لا يعرفه كان الناطق الرسمي لأندية التكتل، وشغل منصب رئيس نادي التضامن، بأن اللجنة لم توقع عقوبة على لاعبي القادسية نواف الخالدي وبدر المطوع، بسبب عدم وصول تقرير لجنتي المسابقات والحكام إليها حتى الآن، وستوقع عقوبة عليهما في حال ادانتهما من قبل اللجنتين، «شرايكم» بهذا الكلام؟

لجنة الانضباط التي يأتي على رأس عملها ضبط سلوك اللاعبين والإداريين في الملاعب تغض النظر عن سوء سلوك تم على مرأى ومسمع الجميع في الملعب، وعلى شاشات التلفزيون، بحجة عدم وصول تقرير لجان تعمل في الغرف الأخرى المحاذية لها في نفس المبنى، ثم يطلب القائمون عليها أن يصدقهم الناس بأنهم منصفون ولا يكيلون بمكيالين... «والله لو معطين التقرير حق ياهل يحبي كان وصل من أسبوع».

بنلتي

وفق سلوك الاتحاد ولجنته الظريفة سيتحول الرياضيون إلى اتباع سياسة «المساسر»*، وقد يصل الأمر إلى أن يمتنع البعض عن تبادل الحديث مع زوجته في البيت، خشية أن يتم استدعاؤه للتحقيق، لذلك نقول للاعبين والإداريين والجماهير الرياضية «ديروا بالكم ترى لجنة الانضباط قاعدتلكم فتساسَرو تَسِرّو»، ولا عزاء لحرية التعبير والرأي.

* «المساسر»: الهمس في الأذن