• قيادات «الإنقاذ» تتقدَّم المسيرات و«الإسلاميون» يصمتون و«الجيش» يراقب

Ad

• عشرات المصابين في اشتباكات بين متظاهرين والأمن في القاهرة والإسكندرية ومدن القناة

 استعاد ميدان التحرير أمس، أجواء ثورته، في ذكراها الثانية، بعدما امتلأ بعشرات الآلاف من الثوار، الرافضين لحكم «الإخوان المسلمين»، في حين لبى عدد من ميادين المحافظات، نداء الثورة، مطالبين بالقصاص للشهداء وإسقاط الإعلان الدستوري، في وقت التزمت القوى الإسلامية وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الصمت.

امتلأت، ميادين «التحرير» في القاهرة والمحافظات المصرية، بالمتظاهرين أمس،  في إعادة إحياء لثورة 25 يناير في ذكراها الثانية، حيث احتشد مئات الآلاف من الشعب المصري في ميدان التحرير وميادين محافظات عدة، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين»، الذي يحكم مصر منذ يونيو الماضي، حين نجح الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية،  في وقت وقعت اشتباكات واسعة بين عدد من جماعات الشباب الثوري وقوات الأمن في القاهرة والإسكندرية وعدة محافظات.

ورفع المتظاهرون في ميدان التحرير، شعارات ضد جماعة «الإخوان المسلمين» بينها «ارحل .. ارحل» و»باطل.. حكم المرشد.. باطل»، و»لنجيب حقهم لنموت زيهم» في إشارة إلى شهداء الثورة على مدار عامين، و»يا رئيس الجمهورية فين وعودك «الثورية»، و»يا بلدنا ثوري ثوري مش عاوزين إعلان دستوري»، بينما قالت مصادر لـ»الجريدة» إن عدداً من الثوار أعلن اعتصامه في التحرير حتى إسقاط النظام.

وتأتي الموجة الثانية من الثورة، للتعبير عن الاستياء الشعبي، بسبب ما يعتبر فشلاً لنظام الرئيس وحلفائه من السلفيين، في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث تواجه البلاد  أزمة اقتصادية هي الأعنف منذ سنوات، في ظل انهيار سعر الجنيه المصري بشكل قياسي.

وقال مساعد الرئيس المستقيل المفكر القبطي سمير مرقص لـ»الجريدة» من قلب ميدان التحرير: «أشارك في التظاهرات من أجل المطالبة بالعدالة الغائبة والمساواة التامة بين جميع المصريين».

وفي حين تقدمت قيادات جبهة الإنقاذ الوطني، كبرى حركات المعارضة، المسيرات التي خرجت من مساجد القاهرة الكبرى في اتجاه ميدان التحرير، وعلى رأسها رئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي ومؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي ورئيس حزب «الوفد» السيد البدوي، وهي مسيرات صبَّت في ميدان التحرير، قال المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير أحمد طه النقر لـ»الجريدة»: «هناك رغبة داخل أوساط المتظاهرين للاعتصام لحين تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها إسقاط حكم الإخوان وإسقاط الدستور الجديد»، وهو ما أكده القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني حسين عبد الغني لـ»الجريدة» مضيفاً: «الجبهة مع مطالب الشباب والجماهير، وإذا ما أراد المتظاهرون الاعتصام في التحرير فإن الجبهة ستنضم إليهم في اعتصامهم».

اشتباكات عنيفة    

ميدانياً، وقعت اشتباكات واسعة بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة في محيط ميدان التحرير وسط القاهرة، بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين في مدينة الإسكندرية الساحلية، وعدد من المدن الواقعة في شمال مصر مثل المحلة والسويس ودمنهور.

 وفي شارع قصر العيني امتدت اشتباكات منذ مساء أمس الأول بين المتظاهرين وبين قوات الأمن، إلى أمس، بعد أن حاول عشرات الشباب من الحركات الثورية المعروفة بـ»الكتلة السوداء» أو»البلاك بلوك» تفكيك جدار أقيم بكتل أسمنتية وضعتها قوات الأمن، في نهاية شارع قصر العيني، القريب من ميدان التحرير، بهدف تفكيك الجدار وفتح الطريق أمام الراغبين في الوصول إلى الميدان الذي شهد بداية الأحداث قبل عامين.

وألقى المتظاهرون الحجارة وزجاجات المولوتوف على تجمعات قوات الأمن، بينما ردت عليهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن إصابة 4 من المتظاهرين في مقابل 6 من رجال الأمن بالقاهرة، حسب إحصائية وزارة الصحة المصرية، في حين قال شهود إن عشرات الجرحى سقطوا في اشتباكات الإسكندرية.

الجيش يراقب

ومع ارتفاع وتيرة الأحداث قام الجيش المصري بدفع عدد من المدرعات والدبابات عند مداخل القاهرة، كما تقدمت مدرعات الجيش إلى منطقة شبرا الخيمة، القريبة من قلب القاهرة، فضلاً عن انتشار عدد من القطع الحربية عند مداخل عدد من المحافظات التي تشهد تفاعلاً ثورياً خاصة في مدن القناة، محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهو ما رأى فيه مراقبون إشارة إلى موقف محايد من المؤسسة العسكرية انتظاراً لما سوف تسفر عنه الأحداث.

 

كلمة الرئيس

وفي محاولة من الرئيس مرسي، استباق التظاهرات بكلمته مساء أمس الأول، في مناسبة ذكرى المولد النبوي، جدد مرسي دعوته إلى الحوار الوطني متمسكاً بنظرية المؤامرة قائلاً: «مازلنا نتصدى للثورة المضادة التي تحاول تقويض الدولة برعاية النظام السابق لتعيق كل شيء»، في حين التزمت أحزاب وقوى التيار الإسلامي الصمت مع اشتعال الأحداث، وأعلنت عدم مشاركتها في مظاهرات أمس، وفي مقدمتها جماعة «الإخوان المسلمين»؛ بينما أعلن حزب «الحرية والعدالة» اعتزامه زراعة عدد ضخم من الأشجار، على سبيل الاحتفال بذكرى الثورة.