بحكم عملي ومتطلباته كثيراً ما أجتمع بأعضاء مجالس إدارات الجمعيات ومديري الأسواق وكل من له علاقه بالعمل التعاوني، وكثيراً ما تصيبنا هذه المقابلات بالإحباط بسبب ما يصل إلى مسامعنا من قضايا فساد ورشا وتنفيع، ويجعلنا نعتقد أن العمل التعاوني آت إلى نهايته، وزاد هذا التشاؤم بالطبع وجود الفاضلة ذكرى الرشيدي على رأس وزارة الشؤون وتحويلها الوزارة إلى شركة مقفلة لها ولمن يعز عليها.
لكن في أحد الاجتماعات مع أعضاء مجلس إدارة جمعية نخرها الفساد نخراً في السنوات الماضية وأصبحت مدينة للموردين وغيرهم بالملايين، كان هناك ثلاثة أشخاص أعادوا إيقاد شعلة في آخر النفق ليتدفق علينا ضوء الأمل مجدداً، كان هؤلاء الثلاثة مثل تغريدات المغردين وقصصهم، كانوا ثلاثة شبان "شيعي، وحضري، وبدوي" أصدقاء من أبناء المنطقة تعاهدوا على الإصلاح، خاضوا الانتخابات بجمعية مدينة بالملايين، لا يحصلون على مكافآت أعضاء مجلس الإدارة بسبب الخسائر التي لا علاقه لهم بها، واستطاعوا خلال شهر ونصف الشهر تغطية مبلغ ليس بالصغير من المديونيات... والعمل جارٍ على قدم وساق.كان وجود الأصدقاء الثلاثة معاً في مجلس إدارة واحد في حد ذاته أمراً مستغرباً، فالمتعارف عليه أن القوائم مغلقة ذات صبغة قبلية أو طبيعة طائفية، وهذا فساد بحد ذاته.وكان هدفهم الواضح بإنهاء مديونية الجمعية أيضاً أمراً مستغرباً آخر... لا أعلم النيات ولا أدخل فيها، لكن ما بدا لي أنهم قبس أمل يذكرنا بين الفينة والأخرى عندما يستشري الفساد في أوصالنا ويكتم الظلام على أبصارنا، أن ظلام العالم كله لا يمكن أن يطفئ نور شمعة كما قال "لوركا"، وأن من بين طيات الرماد المتراكم قد توجد جمرة صغيرة تكون سبباً في إشعال نار تحرق ما حولها من فساد... لعل وعسى.
مقالات
ثلاثة... أعادوا الأمل
24-08-2013