يرى الشاعر الغنائي ساهر أن شعراء كثراً لديهم إمكانات ويتمتّعون بثقافة يستطيعون من خلالها كتابة كلمات أغنية وقصيدة على السواء، فيما يعجز آخرون عن هذا الأمر. يقول: «في اعتقادي، تختلف الأمور حسب إمكانية الشعراء وثقافتهم، إنما لكتابة الأغنية قواعد تختلف عن كتابة الشعر، باعتبار أن ثمة شروطاً معينة يجب أن تتوافر في الأغنية، وشروطاً معينة يجب أن تتوافر في كتابة القصيدة التي عادة ما تكون متزنة ولديها مقامات محددة، إنما يبقى  الشاعر شاعراً سواء امتاز بكتابة الأغنية أو القصيدة، لا فرق».

Ad

يضيف: «لا يجد الشاعر المتمكّن صعوبة في الدمج بين الاثنين، فثمة شعراء يستطيعون الكتابة في المجالين من دون صعوبة تذكر، إذاً تختلف الأمور بين الشعراء». ويوضح ساهر أن كلمات الأغنية غير متزنة من خلال الأوزان والنهايات المتشابهة أو القافية وتكون عادة قصيرة، على عكس القصيدة التي تمتاز بدقة في التعبير والألفاظ وتشابه في نهاية كل بيت أي القافية، و»لدينا في الكويت وغيرها من الدول في الوطن العربي شعراء سواء حاليين أو سابقين صنعوا أمجاداً شعرية».

عالم شعري

يؤكد الشاعر أحمد الشرقاوي أن الشاعر هو شاعر سواء كان كاتب أغنية أو قصيدة شعرية أو نبطية أو حتى قصيدة شعبية، «لا نستطيع  التفريق بين الشعراء لأن لكل منهم عالمه الخاص، وثمة شعراء أغنية هم في الأساس شعراء قصائد، وثمة قصائد حُوِّلت إلى قصائد غنائية نبطية أو شعبية وغناها مطربون، وقد حاول شعراء كثر تقديم هذه الخدمة إلى الوسط الغنائي».

يضيف: «نلاحظ أن الشاعر النبطي أو كاتب القصيدة يجد صعوبة بالغة في كتابة الأغنية لأسباب، أبرزها أن من خصائص القصيدة اتزانها وتمتعها بوزن واحد، فيصعب على الشاعر في البداية كتابة الأغنية لأنها تختلف في أوزانها عن القصيدة. عشت هذه التجربة، فبدايتي كانت من خلال كتابة الشعر النبطي، ووجدت صعوبة في أن أتحوّل من اللغة العربية الفصحى إلى كتابة الأغنية. هنا لا أنسى فضل فنانين ساعدوني في هذا الأمر أمثال يوسف المهنا وعبد الرب إدريس وراشد الخضر وفنانين كبار، إذ كان لهم الفضل في اتقاني لكتابة الأغنية بعدما كان لي ديوانان باللغة العربية».

مقوّمات الشاعر

يوضح الشاعر ابراهيم الخالدي أن شاعر الأغنية لا يتمكن من كتابة القصيدة حتى وإن كانت له أغنية ذات شهرة واسعة، يقول: «من الممكن أن يكتب شاعر القصيدة أغنية سواء كانت ذات قافية أو أوزان متعددة ومختلفة، لكن قد يصعب على كاتب الأغنية نظم قصيدة شعرية إذا لم تتوافر لديه مقومات الشاعر، مع أنه يكون قد حقق نجاحات وله أغانٍ شهيرة وجميلة».

يؤكد أن كتابة الشعر لها مقوّمات خاصة تختلف عن كتابة الأغنية. «على سبيل المثال ثمة أغانٍ شهيرة إذا جردناها من اللحن تصبح كلاماً عادياً غير موزون لا نستطيع أن نطلق عليه اسم شعر. أما القصيدة فتكون أغنية متميزة إنما قد لا تحقق متطلبات الجمهور الذي له ذوق معين في اختيار الكلمات».

 يشير الخالدي إلى أن الشاعر قد يضطر إلى أن يغيّر في القصيدة ليسهل على الملحن إخراجها كأغنية، ويضيف: «ثمة نصوص طربية لشاعر معين قد يضطر في بعض الأحيان إلى كسر الوزن ليصبح مختلفاً ويسهل على الملحن إخراجها كأغنية ويتفنن باللحن كيفما يشاء».