وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، في طوكيو بأن تدافع الولايات المتحدة عن اليابان المهدَّدة بـ"اللهيب النووي" الكوري الشمالي، وذلك بعد أن ضمن الحصول على دعم بكين للتشاور بهدف احتواء الأزمة.

Ad

وصرح كيري في مؤتمر صحافي إلى جانب وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا عقب محادثات معه بأن "الولايات المتحدة مصممة تماماً على الدفاع عن اليابان".

وأكد الوزير الأميركي من طوكيو المحطة الثالثة والأخيرة من جولته في آسيا بعد سيول وبكين، أن "على الشمال أن يفهم، واعتقد انه فهم الآن، أن تهديداته لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والفقر لشعبه"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تريد "العودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل سلمي" للأزمة.

دور الصين

وكان كيري دق ناقوس الخطر أمس الأول، في بكين أمام الرئيس الصيني شي جينبينغ، مشدداً على أن "المرحلة حساسة جداً مع تحديات بالغة الصعوبة لتجاوزها، وبينها المشاكل في شبه الجزيرة الكورية".

والصين هي الحليف الوحيد الكبير لكوريا الشمالية. وتعتبر السلطات في بكين الأكثر تأثيراً على سلوك النظام في بيونغ يانغ التي يتوقع الخبراء أن تقوم بإطلاق صاروخ اليوم، إذ يصادف تاريخ مولد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ.

ونبّه كيري إلى أن إطلاق هذا الصاروخ سيكون "خطأً هائلاً" من جانب كوريا الشمالية، واصفاً زيارته للصين بأنها كانت "ايجابية وبناءة جداً".

وأوضح كيري في طوكيو أن "الصين أعلنت بوضوح أنه لا يمكن الاكتفاء بسياسة الخطابات"، مضيفاً: "علينا الآن أن نعلم ما هي الخطوات الملموسة التي ستتخذ لعدم تكرار ما حصل في الأعوام الأخيرة".

وفي السياق نفسه، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس، المجتمع الدولي إلى "التوحد لتدرك كوريا الشمالية أن استفزازاتها لن تجلب لها شيئاً وستزيد الوضع تدهوراً".

«خدعة ماكرة»

في المقابل، وصفت كوريا الشمالية أمس، اقتراح الحكومة الكورية الجنوبية بعقد حوار بين الكوريتين بـ"الخدعة الماكرة"، مشيرةً إلى أنه من الصعب فعل ذلك في وقت قريب.

ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن متحدثاً باسم لجنة السلام والوحدة الوطنية الكورية الشمالية المسؤولة عن التعامل مع سيول، قال ان اقتراح كوريا الجنوبية للحوار "خدعة ماكرة من أجل إخفاء سياسة المواجهة لدى سيول والتغطية على مسؤوليتها بالتسبب في أزمة مجمع كيسونغ الصناعي".

وأضاف المتحدث أن كوريا الجنوبية التي تركز جهودها على التدريب لحرب نووية لغزو كوريا الشمالية، تتحدث عن عقد الحوار من دون تقديم اعتذار أو تصريح بشأن تحملها المسؤولية عن أزمة مجمع كيسونغ الصناعي، ويعتبر ذلك ممارسة وقحة جداً، مؤكداً أنه لا يوجد أي مضمون في اقتراح سيول بعقد الحوار.

ولفت المتحدث الشمالي إلى أن رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه ووزير الوحدة في كوريا الجنوبية ريو كيل جيه اقترحا عقد الحوار، "حيث ذكرا مزاعم بما فيها التخلي عن الاستفزازات والأسلحة النووية أو التغيير أو عدم تكرار الحلقة المفرغة، ويلمح ذلك بشكل واضح إلى أن كوريا الجنوبية لم تتخلّ عن الفكرة العدوانية ونيتها في المواجهة".

وذكر أن الحوار بين الكوريتين "ليس مزحة ولعبة وأيضاً ليس محل مشاجرة"، مشدداً على أن اقتراح سيول لا يكتسب أي معنى ويكون ذلك أسوأ من عدم عقد الحوار.

وأدان المتحدث "استمرار" كوريا الجنوبية في إجراء المناورات العسكرية "فرخ النسر" في الوقت الحالي، مضيفاً أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تقومان بخطوة استفزازية لغزو كوريا الشمالية بحجة إجراءات المواجهة العسكرية التي تجريها بيونغ يانغ.

وفي بادرة تهدئة، ألغت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات من كاليفورنيا (غرب). وفي الأجواء نفسها عدل كيري عن زيارة قرية بانمونجوم الحدودية في كوريا الجنوبية حيث تم توقيع معاهدة الهدنة في نهاية الحرب الكورية (1950-1953).

(طوكيو ــــــــ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)