تقرير برلماني : مجلس... «مكتفي»!
يستمر مجلس الأمة الحالي في تسطير الانجازات "غير المسبوقة"، لكن على طريقته الخاصة، فهو لا يرتضي باقرار القوانين فحسب بل لا يناقشها اصلا، مكتفيا باقرارها من دون نقاش. في جلسة أمس، على سبيل المثال، تمكن المجلس من اقرار 6 قوانين، ثلاثة منها في المداولة الثانية، غير ان غالبيتها تم في "صمت" ومن دون نقاش ليسجل المجلس سابقة جديدة في اقرار القوانين.
قائمة طويلة من المتحدثين يتلوها رئيس المجلس عند مناقشة كل قانون، لكن الجواب واحد في كلمة يقولها النائب ليستريح من عناء الحديث، وتعب التفكير، وهي "مكتفي"، ثم يعبر القانون من غير حديث او قلة قليلة تقول رأيها. مر قانون الاثبات في المواد المدنية والتجارية بجلسة أمس في المداولة الثانية بصمت، دون ان يتحدث أحد، رغم تصويت خمسة أعضاء بالامتناع.كذلك الحال بالنسبة لقانون صرف علاوة اجتماعية وعلاوة اولاد للموظفة الكويتية، الذي مر ايضا دون نقاش في المداولة الاولى، رغم ا ن القانون به كلفة مالية، واستجاب المجلس لطلب النائب يوسف الزلزلة "اقراره دون نقاش طالما ان القانون محل اتفاق وعليه اجماع"، ولولا طلب وزير المالية تأجيل المداولة الثانية لتقديم عدد من الملاحظات الحكومية بشأنه، لمر ايضا في الثانية. لم يعد غريبا الان ان يقول النائب عند نداء اسمه للحديث "مكتفي"، بل الغريب هو ان يقف ليتحدث، وهو ما حدث مع النائب يعقوب الصانع عندما وصل اسمه بعد قائمة طويلة من "المكتفين" وهمّ ليتحدث عن قانون التراخيص التجارية، فيستغرب النائب يوسف الزلزلة ويداعبه بالقول قل "مكتفي"، فرد الصانع: "لا ارغب في الحديث، ولكن لدي استفسارات حول بعض مواد القانون".ورغم ان اللجنة الصحية ادخلت تعديلا جوهريا على "تعديل الحكومة" بشأن هيئة القوى العاملة، فانه عبر في المداولة الثانية دون نقاش، وهو ما جعل مقرر اللجنة الصحية هاني شمس يطلب الكلمة بعد اقراره واحالته الى الحكومة ليعيد تلاوة نص التعديل الذي يعطي الهيئة حق استقدام العمالة من الخارج وحدها، وفي نفس الوقت يضمن لأصحاب العمل حق اختيار العمالة. ولعل رفض النائب الحديث عن قانون ربما لا يعلم عنه الا "اسمه"، افضل بكثير ممن يكابر ويقف ليقول "كلمتين" لا علاقة لهما بموضوع النقاش، أو يكتفي بالاشادة والشكر، وهو ما ينتهجه عدد من نواب "اولى برلمان".