حسن يوسف: الدراما في خطر ولا بد من تدخل الدولة

نشر في 03-01-2013 | 00:02
آخر تحديث 03-01-2013 | 00:02
احتفظ النجم حسن يوسف ببريقه وتألقه رغم ابتعاده عن الساحة الفنية فترات طويلة، وفي كل مرة يطل فيها على الشاشة يستقبله الجمهور بحماسة، لذا هو محطّ تكريم دائم نظراً إلى تاريخه الزاخر بعطاءات فنية، آخرها تكريمه في مهرجان «كام الدولي للأفلام القصيرة» في دورته الثانية التي عقدت في ديسمبر الفائت.
عن التكريم ورؤيته لمستقبل الدراما وتراجعه عن إنشاء حزب سياسي وتعاونه مع عادل إمام كان اللقاء التالي معه.
كيف استقبلت خبر تكريمك في مهرجان «كام»؟

التكريم هو تقدير لعطاء الفنان، لذلك سعدت به رغم أنه يحمّلني مسؤولية لأكون على قدر ثقة الجمهور.

ما سبب توقفك عن تقديم أعمال دينية مع أنك نجحت فيها؟

لم أقصد ذلك. لدي مشاريع لأعمال متميزة، إلا أنني لم أجد جهة الإنتاج التي تتحمس لتقديم عمل ديني بموازنة جيدة ويكون بمستوى أعمالي السابقة.

كيف تفسر تراجع الأعمال الدينية عموماً؟

عدم الاهتمام بها، وتراجع شركات الإنتاج عن تقديم مسلسلات دينية وفي حال وافقت تخصص لها موازنة ضعيفة، عرضها في أوقات ميتة وعدم وجود جمهور يتابعها.

ماذا عن مسلسل «الشيخ أحمد ياسين» القيادي الفلسطيني مؤسس حركة حماس»؟

ألغيته بعدما أبلغني محسن راضي، رئيس شركة الإنتاج الإخوانية، أنه لن يتمكن من إنتاج هذا العمل بسبب الظروف الحالية، بالإضافة إلى أن أكثر من شركة رفضت إنتاجه نظراً إلى كلفته الضخمة.

هل ثمة خطر على ريادة الدراما بعد تراجع شركات إنتاج كثيرة عن تقديم مسلسلات؟

بالتأكيد، لا سيما بعدما بدأت الدراما التركية سحب البساط من تحت أقدام الدراما المصرية وإقبال القنوات الفضائية على شراء أعمال تركية وابتعادها عن شراء أفلام مصرية.

ما الحلّ لهذه الأزمة برأيك؟

تدخّل الدولة بشكل مباشر لإنقاذ الدراما من خلال إنتاج مسلسلات ذات قيمة عالية وبموازنات مرتفعة.

ما صحة ما يتردّد من أنك وافقت على العمل مع خالد يوسف وإيناس الدغيدي؟

قلت إنني على استعداد للتعاون مع أي مخرج حتى إيناس الدغيدي وخالد يوسف، شرط أن يكون العمل متميزاً ويدعو إلى إصلاح المجتمع وليس إفساده.

صرحت بأنك في حال شاركت عادل إمام في مسلسل ستشترط كتابة اسمك قبله، لماذا؟

كان  ذلك على سبيل المزاح. لا ينكر أحد قيمة عادل إمام الفنية، وقد اتصل بي بعد نشر هذا التصريح، وقال: «اشترطت أن يكتب اسمك قبلي، وأنا يشرفني أن أعمل معك، بالتأكيد سيكتب اسمك قبلي فأنت فنان كبير ولديك تارخ مجيد»، فبادرته بالقول: «كنت أمزح فأنت زعيم الفنانين عن حق».

ما حقيقة عودة الفنانة شمس البارودي إلى التمثيل في عمل مشترك بينكما؟

لا أساس لهذا الكلام  من الصحة، فقرار شمس بالاعتزال نهائي ولا مجال للرجعة عنه، وقد اتخذته بمحض إرادتها وعن اقتناع ومن دون ضغط، ليس كرها للفن أو تبرؤًا منه وعدم احترامه كما قد يتوهم البعض، بدليل أنني أمارسه كذلك ابننا عمرو.

ثمة انتقادات بأنك تدعم عمرو في الوسط الفني وهذا سر وجوده، ما ردك؟

لا واسطة في الفن ولا استمرارية بهذه الطريقة، فالمسألة أولا وأخيراً موهبة وقبول. لم أساعد عمرو، بل هو قرر خوض مجال التمثيل لأن موهبته ظاهرة فيه.

ما موقفكما شمس البارودي وأنت؟

قلقنا عليه لأننا نعلم صعوبة هذا المجال، إلا أننا احترمنا رغبته وتركناه يجرب بنفسه، وقد أثبت نجاحه من خلال موهبته ودأبه.

ما كان غرضك من إنشاء الحزب السياسي «الشعراوي»؟

الدعوة إلى مكارم الأخلاق بعد تدني مستوى الأخلاق في المجتمع المصري سواء في الشارع أو النادي أو الجامعة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وانتشار الألفاظ البذيئة والشتائم.

لماذا اخترت اسم «الشعراوي»؟

 لأنه كان مهتماً بمكارم الأخلاق ويدعو إليه في خطبه وكتبه وأنا أحبه.

ولماذ تراجعت؟

لأن البعض اتهمني باستغلال اسم الشيخ الشعراوي لتحقيق مكاسب سياسية، وهذا أمر غير صحيح، لذا اكتفيت بإنشاء جمعية أهلية دعوية تنادي بمكارم الأخلاق.

ألا تخشى أن تعطلك الجمعية عن الفن؟

لا، فأنا أجيد تقسيم وقتي، ثم أنا مقلّ في أعمالي الفنية ولا أقدم سوى أعمال مميزة.

هل تخاف على مستقبل الفن في ظل سيطرة التيارات الدينية؟

بالطبع، لكن التحدّي أن يستمرّ الفنانون في تقديم أعمال مميزة وجادة يقبل عليها الجمهور ولا تعطي فرصة لتشويه الفن. أقلقتني ممارسات أتباع حازم أبو اسماعيل سواء أمام مدينة الإنتاج الإعلامي أو محاصرة جريدة «الوفد» في الدقي، إلا أنني على يقين من أن المجتمع المصري لن ينساق لمحاولات التشدد الديني، وأن الشعب المصري متديّن ووسطي بطبيعته.

كيف تقيّم أداء الإخوان في الحكم؟

ما زال الوقت مبكراً للحكم على أداء الرئيس محمد مرسي، فهو استلم الحكم منذ أشهر والتركة مثقلة بالأعباء، إلا أن أكثر ما يخيفني الانقسام في المجتمع المصري للمرة الأولى في تاريخه، وكاد الأمر أن يصل إلى حرب أهلية. من هنا، أنادي بضرورة التوحد والابتعاد عن هذا الانقسام الخطير.

back to top