الحمود: الثقافة تنبذ الحروب وبها نتجاوز المرحلة العصيبة

نشر في 05-03-2013 | 00:03
آخر تحديث 05-03-2013 | 00:03
افتتح فعاليات ملتقى «الجزيرة والخليج العربي نصف قرن من النهضة الثقافية»
دشّن وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود فعاليات ملتقى مجلة العربي الثاني عشر.
أكد وزير الإعلام أهمية ربط الشباب بجذورهم الثقافية ليتأملوا ما أنجزه الأسلاف، مشدداً على أن الثقافة تنبذ الحروب وتكرس للحوار البناء لتجاوز المرحلة العصيبة.

افتتح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، مساء أمس فعاليات ملتقى مجلة العربي الثاني عشر «الجزيرة والخليج العربي نصف قرن من النهضة الثقافية» في القاعة الماسية في فندق شيراتون الكويت وسط حضور كبير من الشخصيات السياسية والثقافية وأعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت.

وبهذه المناسبة، أكد الوزير في كلمة ألقاها ضمن حفل افتتاح ملتقى مجلة العربي، أهمية دور الثقافة الذي لا يقتصر على مضاعفة الإنتاج الأدبي ونشر الفنون وحسب، بل رؤيتنا للثقافة باعتبارها نهجا قويماً سيساعدنا على اجتياز مرحلة عصيبة تختبر فيها البشرية قدرتها على التواصل مع الآخر.

وشدد على أن الثقافة تعني نبذ الحروب وتمثل محاولة للفهم وتكرس للحوار البناء، بها نعلي كبرياء أبناء حضارتنا وبها أيضاً نجعلهم قادرين على العيش بسلام في عالم متعدد الحضارات متباين الثقافات.

ورحّب الوزير باسم رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك راعي الحفل، بضيوف المهرجان متمنياً لهم المشاركة الفاعلة ضمن الملتقى، وذكر أن الكويت تفتخر باستضافة المفكرين والأدباء الخليجيين ضمن هذا الملتقى السنوي.

وأشار الحمود إلى حرص دولة الكويت حكومة وشعباً على أن تكون بيتاً للثقافة العربية إلى أن دخلت الإصدارات العربية كل بيت عربي، مثلما دعمت تنمية باقي مجالات الفنون الإقليمية والعربية للعالم كله، مبيناً أن الدولة شملت برعايتها المبدعين العرب فأنشأت جوائز للإنتاج الأدبي والعلمي، دون تمييز وهي سنة حميدة نراها في دول الخليج العربي، إذ تستهدف بناء الإنسان.

وأضاف: «في خضم البحر الهائج للعولمة والفضاء الافتراضي تتضاعف مهمتنا في الشد من أزر شبابنا وتدعيم جذورهم، لاسيما أننا أبناء منطقة واحدة ونشترك بهوية خاصة فينا».

ويحذر الوزير من التحديات التي تواجه الشباب، وقال ضمن هذا السياق: «الشباب معرضون للانسلاخ من حضارتهم وثقافتهم، وهذا التغيير ليس ثقافياً أو إعلامياً، لكنه مرتبط بالتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والوئام الاجتماعي».

واستطرد الحمود متحدثاً عن دور وسائل الإعلام في هذه المرحلة، مؤكداً أنها قادرة على دعم التواصل بين الأجيال وتهيئة الشباب لخوض عصر مثقل بالتحديات وإعداده للاستفادة من تراث مليء بالكنوز، وتابع: «نتفق جميعاً على أهمية وسائل الإعلام في إعادة تشكيل أنماط حياتنا، لذلك يجب أن ندعو إلى زيادة الجرعات الإعلامية الإيجابية لينجو شبابنا من براثن الثقافات الهدامة، كما أن الاهتمام بنشر الرياضة والهوايات إعلاميا من شأنه إيجاد فرصة جديدة للشباب لقضاء الوقت على نحو أفضل، يبعدهم عن سبل هدامة، لأن العقل السليم كما تعلمنا في الجسم السليم.

بدوره ألقى رئيس تحرير العربي د. سليمان إبراهيم العسكري كلمة أوضح خلالها أنه قبل خمسين عاما، وما تلاها من سنوات، كان اسم منطقتنا وبلدانها لا يرتبط إلا بالحديث عن العمل، والتنقيب عن النفط، وبدايات التكوين كدولة مستقلة ناشئة، تبحث عن تأكيد هويتها العربية وانتمائها الحضاري الإسلامي، لكن العقود الخمسة الأخيرة شهدت نهضة استثنائية، بدلت جغرافيا المكان عبر تأسيس بنى تحتية ضخمة، تعبر عنها أرقام لا تكذب، ومعالم تفصح عن مدى التغيير الذي شهدته شبه الجزيرة العربية، والخليج، كما وكيفا، هكذا أصبحت شبه الجزيرة العربية، حاضنة لكل مظاهر الثقافة الجديدة، والحضارة العصرية، ولا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن أمر جديد يطال وجه الحياة.

وأضاف: «إذا كانت البنى التحتية تتحدث عن نفسها فإن الإنتاج الثقافي والفكري والأدبي للمشاركين في مجلة العربي يفصح أيضا عن ذاته، هذا الإنتاج الذي تخطى تأثيره هذه الحدود الإقليمية لشبه الجزيرة العربية، فعرضت فنون الخليج في المهرجانات العالمية، وترشحت أعمال أدباء الجزيرة العربية لجوائز أدبية».

ودعا العسكري إلى تأمل تجربة الجيلين وراء هذا التغيير الكبير، وهما الجيل الرائد الذي قاد مرحلة التغيير الثقافي، وكذلك الجيل الشاب المعاصر الذي يواصل حلم الآباء المؤسسين لهذه الفنون جميعا.

واستطرد العسكري متحدثا عن التحديات التي تواجه المنطقة، معتبرا أن العبء الأكبر يقع على القوة الناعمة للعقل العربي، في مواجهة تلك التحديات، وقال العسكري: «إن العالم يتأمل التجربة في هذه المنطقة بكثير من التحليل، فنحن شعوب عربية وشرقية إسلامية، وهذه الصور ترتبط حاليا بكثير من الصفات السلبية في الإعلام الغربي، كما ان خروج التجارب العربية من شبه الجزيرة للقاء العالم يمثل إحدى صور المواجهة الإيجابية».

ومن جانبه، قرأ الشاعر عبدالله الفيفي كلمة المشاركين في فعاليات الملتقى، مثمناً دور دولة الكويت في استضافة مجموعة من الأدباء في الخليج والوطن العربي ضمن ملتقى يطرح قضايا مهمة.

المكرمون

كرمت مجلة العربي مجموعة من الأدباء والإعلاميين والفنانين والتشكيليين، وهم الأديب إسماعيل الفهد، والأديبة ليلى العثمان، والتشكيلي حميد خزعل، والمخرج وليد العوضي، والفنان غانم السليطي، وسيف المري، وسيف الرحبي، وحياة الفهد، وسعد الفرج، وسعاد عبدالله، ووكيل وزارة الإعلام علي الريس.

back to top