على عكس سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي عرف بمواقفه المتشددة، بدا الرئيس الإيراني حسن روحاني عازماً على إظهار صورة مختلفة لبلاده أمام الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فبينما كرر تأكيد أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، فجّر أمس مفاجأة بإعلانه أن إيران لن تحارب إسرائيل، وأن إدارته تريد السلام والصداقة مع دول المنطقة.

Ad

وقال روحاني، الذي كثف مبادرات الانفتاح قبل توجهه الأسبوع المقبل إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقابلة نادرة مع قناة "إن بي سي" الأميركية بُثّت في جزءين أمس وأمس الأول: "لا نريد الحرب مع أي بلد. نريد السلام والصداقة مع دول منطقتنا"، وذلك عند سؤاله عن الحرب مع إسرائيل، التي وصفها بأنها "محتلة تمارس الظلم وسببت عدم الاستقرار في المنطقة بسياساتها الحربية".

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد على غرار سلفه نجاد أن محرقة اليهود (هولوكوست) خرافة، أجاب روحاني: "لست مؤرخاً، أنا سياسي والمهم بالنسبة إلينا هو تقارب الشعوب وقدرتها على تجنب أي تعدٍّ أو ظلم".

وكشف روحاني الذي يوصف بأنه معتدل أن حكومته ستشكل في المستقبل القريب لجنة لحقوق المواطنين، وقال: "نحن نريد أن يكون الناس أحراراً بالكامل في حياتهم الخاصة".

وأوضح أنه "في عالم اليوم فإن الوصول إلى المعلومات والحق في الحوار الحر وفي التفكير بحرية هو حق لجميع الشعوب بما فيها الشعب الإيراني".

ورداً على سؤال على ما إذا سيكون للشعب الإيراني الحق في الدخول إلى موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، شدد روحاني على أن "وجهة نظر الحكومة هي أنه يحق للناس الوصول الكامل إلى جميع المعلومات في كل أنحاء العالم، وينبغي أن تستند وجهة نظرنا بهذا الخصوص إلى حماية هويتنا الوطنية وإلى أخلاقنا".

وفي القسم الأول من مقابلته مع القناة الأميركية، أكد الرئيس الإيراني أن بلاده لن تصنع إطلاقاً قنبلة نووية. وقال: "لن نسعى في أي ظرف كان إلى حيازة أسلحة دمار شامل، بما في ذلك السلاح النووي. ولن نتحرك إلى ذلك أبداً".

وأثنى روحاني، الذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء المقبل لأول مرة كرئيس، على الرئيس الأميركي باراك أوباما، مؤكداً أنه تبنى نهجاً "إيجابياً" حيال طهران في رسالة وجهها إليه قبل أيام، ومبدياً أمله في التقدم "خطوات صغيرة" بين طهران وواشنطن، اللتين انقطعت علاقاتهما الدبلوماسية بُعيد الثورة الإسلامية في 1979.

(واشنطن- أ ف ب ، رويترز، يو بي آي)