لا جديد في المشهد السياسي اللبناني سوى سباق المبادرات والمساعي الهادفة إلى إعادة عقد طاولة الحوار وتشكيل حكومة جديدة، على وقع تزايد المخاطر الأمنية، ومنها ما رشح أمس عن محاولة لاستهداف وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي قبل أيام في طرابلس. 

Ad

جاء ذلك، في وقت لا تزال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري تلعب دور ملء الفراغ الناجم عن الانقسام السياسي والشلل في المجلس النيابي والإخفاق في تشكيل حكومة جديدة.

وفي حين استكمل الوفد، الذي كلفه بري متابعةَ مبادرته، اجتماعاته مع جميع الأطراف، خرج بري بانطباع إيجابي عن نسبة قبول مختلف القوى لمبادرته، ليؤكد أمس أن «المبادرة لاقت قبولاً جيداً من العديد من الأطراف»، مشدداً، في الوقت نفسه، على أن «هدف هذه المبادرة تسهيل تشكيل الحكومة لا عرقلتها».

«حزب الله» وعون

 

في غضون ذلك، ووسط تزايد الحديث عن اتساع رقعة الخلافات بين الطرفين، زار المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين خليل أمس، على رأس وفد من الحزب، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في دارته في الرابية. وقال خليل بعد الاجتماع: «وجدنا أنفسنا بحاجة إلى التشاور مع العماد عون في العديد من القضايا على مستوى المنطقة والساحة اللبنانية، لأن البعض من أصحاب العقول الصغيرة كان يعول على العدوان الأميركي على سورية وأخذ لبنان في متاهات فكرية وأوهام كبيرة، ولذلك تشاورنا في كل هذه الأمور مع عون»، مؤكداً أن «وجهات النظر كانت متطابقة إلى حد كبير مع العماد عون، والعلاقات بيننا ممتازة ولا يوجد أي عتب عليه».

وأكد خليل «أننا متفقون وعون على ضرورة تشكيل الحكومة والتمثيل وفق الأحجام الحقيقية في البرلمان»، مقللاً من أهمية الإشكال الذي حصل بشأن شبكة اتصالات «حزب الله» في زحلة، معتبراً أن «الموضوع ليس جديداً ولكن البعض أراد تكبيره».

 

كرامي 

 

في سياق منفصل، ذكرت تقارير صحافية، نُشِرت أمس، أن مخابرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وضعت يدها على وقائع ومعلومات تحدثت عن محاولة استهداف مكتب كرامي في طرابلس خلال وجوده بداخله يوم الأربعاء الماضي عندما عقد مؤتمراً صحافياً.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها صحيفة «السفير» اللبنانية، فإن «سيدة طرابلسية، في العقد السادس من العمر، تدعى ن. عبدالله، ومقربة من عائلة كرامي وتدخل إلى مكتب كرامي وتخرج من دون أي تفتيش، ادّعت أمام المسؤول الأمني في المكتب أن فتاة شقراء طويلة كانت تراقبها خلال دخولها وخروجها من منزلها، وأنها قبل يومين من المؤتمر الصحافي لكرامي قطعت عليها طريقها عند مدخل البناية وطلبت منها أن تضع حقيبة نسائية داخل المكتب أثناء وجود الوزير بداخله، مقابل إعطائها 170 ألف دولار».  وأكد كرامي أمس أن «المعلومات التي وصلته وضعها في عهدة مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية»، وشدد على أن التهديدات لن ترهبه، لافتاً إلى أن «الأمور الأمنية أصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات بعد التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مسجدي التقوى والسلام في طرابلس».

سجناء لبنان أكثر من 5 آلاف 35% منهم أجانب 

كشف وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شكيب قرطباوي أمس أن عدد نزلاء السجون في لبنان وصل إلى 5343 سجيناً بينهم أكثر من 35% غير لبنانيين.

وأوضح قرطباوي أن «من بين الموجودين في السجون (دون النظارات) 977 سورياً و496 فلسطينياً و440 من جنسيات مختلفة»، مضيفاً أن هناك مئات السجناء في نظارات قصور العدل والمخافر.