يبيع هاروكي موراكامي ملايين النسخ من رواياته وصنفته صحيفة {الغارديان} كأحد أبرز الروائيين على قيد الحياة في العالم، وحصل على جوائز أدبية عالمية عدة كجائزة {فرانك كافكا} عن روايته {كافكا على الشاطئ}. ولأن روايته الأخيرة {انعدام اللون} حققت مبيعات وصلت إلى مليون نسخة في أسبوعها الأول في اليابان، فقد رشحته شركة  {يونيبيت} العالمية للفوز بجائزة {نوبل {الآداب} لعام 2013، تماماً مثلما رشحت الموسم الماضي الروائي الصيني مو يان.

Ad

انعدام اللون

ما زاد في حظوظ موراكامي هو التأثير الكبير الذي غالباً ما تتركه كتاباته في نفسية النقاد والأدباء، وكذا الإقبال الواسع على جل إصداراته في المعارض والمكتبات العالمية، لا سيما الأميركية منها، ما جعل إحدى دور النشر تتحمس لنشر روايته الأخيرة {انعدام اللون} بالنسخة الإنكليزية مع بداية السنة المقبلة. والرواية تحكي قصة البطل الذي يجد نفسه وحيداً بعد ابتعاد أصدقائه عنه من دون سبب، ما يؤثر سلباً على حياته ويدخله في صراع نفسي كبير يجعله يكره عالمه ومحيطه، خصوصاً بعد تعرضه للرفض من طرف فتاة أحبها... وبعد فترة معينة يقرر الأخير مواجهة أصدقائه والبحث عن سبب ابتعاده عنه حتى تعود المياه إلى مجاريها ويعود إلى سابق عهده.

يُعرف موراكامي بحبكاته السوريالية الغرائبية وقدرته على جذب القارئ وسهوله أفكاره وتوظيفه ثقافة البوب والجاز في الرواية. حتى إنه يبرع في الكتابة عن الطعام والرياضة، وله جمهور واسع حول العالم. ورغم أن موراكامي نادراً ما يظهر في فعاليات عامة فإنه كان من رواد الإنترنت بوصفه أداة للتواصل مع جمهوره، ويضع على صفحته مقاطع من كتبه، تحظى بكثير من التعليقات.

كوكبة من الأدباء

يتنافس موراكامي على جائزة «نوبل الآداب» هذا العام مع كوكبة من الكتاب في مقدمهم الأميركية جويس كارول أوتيس والروائي والكاتب المسرحي المجري بيتر ناداش والأديب والنجم بوب ديلان والكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو والروائي التشيكي ميلان كونديرا. كذلك تضم القائمة كاتبين مخضرمين أميركيين آخرين هما فيليب روث وتوماس بينكون. ولكن بعد تصريحات السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية هوراس انغدال عام 2008 بأن الولايات المتحدة «شديدة العزلة والانعزال» في ثقافتها الأدبية يتساءل كثيرون عما إذا كانت جائزة نوبل ستذهب إلى كاتب أميركي بعد 20 عاماً على آخر أميركي فاز بها حين مُنحت للكاتبة توني موريسن عام 1993. ويبقى كل ما يقال حول الجائزة مجرد تكهنات لأن لجنة التحكيم تعمل بسرية تامة وكثيراً ما تقدم مفاجأة في اختيارتها.

أما على الصعيد العربي فقد رشح بعضهم الروائية السورية غادة السمان للجائزة، وأعلن الشاعر العراقي أسعد الجبوري ترشيح نفسه، كذلك ظهر اسم  الشاعر الفلسطيني غسان زقطان على قائمة {لاند بروكز} للمراهنات حول فرص الفوز بـ}نوبل الآداب}، والتي يسبق إصدارها في العادة الإعلان الرسمي عن الفائزين بالجائزة.

وظهرت القائمة التي ضمت حوالى مئة من أبرز الكتّاب في العالم أسماء ثلاثة كتّاب عرب آخرين، هم: أدونيس وآسيا جبار وإلياس خوري. وكان زقطان فاز العام الجاري بجائزة «غريفن» الدولية للشعر ومقرها كندا، إلى جانب ظهور اسمه على القائمة القصيرة لجائزة Neustadt، الشعرية الأميركية المرموقة، عن مجموعته {كطيرٍ من القشّ يتبعني}، والتي ترجمها إلى الإنكليزية الشاعر الفلسطيني فادي جودة، وصدرت عن جامعة {ييل}.