آمال : سليمان الفليّح... لا حزن عليك ولا بكاء
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
الحياة لا تحتاج إلى مزيد من التعقيد، يكفيها ما فيها، هكذا يظن عاشق الصحراء وراوي حكاياتها، الأديب والشاعر سليمان الفليح. الذي ما إن تقرأ كتاباته عن الصحراء وحياة الرحّل، حتى تتمنى لو أنك عشت الحقبة تلك، بثياب ممزقة، وأقدام لم تحتضنها أحذية "فيرونا"، وبشرة لم تُدهن بكريمات الترطيب، وجدائل شعر لم يمسسها بلسم، لتنتظر معشوقتك عند بئر الماء، فتأتيك تتلفت هلعاً، وتغمرك بأنوثتها، وحيويتها، وحيائها، ونقائها، ورائحتها التي لم تخالطها الكيماويات... لم ألتقه مع الأسف الأسيف، لكنني سمعت عنه من جلسائه وجنوده في كتائب الصعلكة ما يجعلني أبصم بأنه "سيد سادات الصعلكة والفوضى". ولم يكن بيني وبينه سوى مكالمة هاتفية واحدة تلقيتها منه، قلت له في آخرها "إذا أدخلني الله النار بسبب الغرور فسأحملك المسؤولية". رحمك الله أستاذنا أبا سامي، كدت أحزن عليك لولا كل هذا الفقد الذي شعر به الناس بعد غيابك. ومن يفتقده الناس كما افتقدوك، فلا حزن عليه ولا بكاء.