فتح إعلان عمرو دياب أسماء الفائزين في مسابقة الأكاديمية التي تحمل اسمه والمخصصة لاكتشاف المواهب الباب أمام هذه النوعية من المسابقات التي تعتبر جديدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتبعه في ما بعد فنانون عرب، من بينهم ميريام فارس ورولا سعد ونانسي عجرم...

Ad

يشدد دياب على أنه لا يسعى إلى الربح من أكاديميته، لا سيما أن المشاركة في هذه المسابقة مجاني عبر استخدام الحساب الشخصي لكل متسابق، وأنه يحرص على الحضور إلى الأستوديو لإسداء نصائح إلى المتسابقين وحثهم على دعم موهبتهم بالدراسة والتدريب، واعداً بتنظيم هذه المسابقة كل فترة لاكتشاف مواهب وخامات فنية جديرة بالاحتضان. أما ميريام فارس فتؤكد أنها ستبذل قصارى جهدها ليقف كل صاحب موهبة على قدميه ويصل إلى النجومية التي ينشدها، وأنها لم تسعَ إلى تقليد عمرو دياب بل كانت هذه الفكرة تدور في خاطرها منذ فترة.

 تضيف: «أي شخص موهوب يمكن أن يشارك ويرسل نموذجاً عن موهبته من خلال فيلم قصير أو صور أو سيرة ذاتية أو لمحة مختصرة عن موهبته، وسيتم دراسة الرسائل والتواصل مع أصحاب المواهب الحقيقية».

يذكر أن أكاديمية ميريام فارس لاكتشاف المواهب تشرف عليها شركتها الخاصة وتفتح أبواب المسابقة أمام الجنسيات كافة وفي المجالات المختلفة: الكتابة، الموسيقى، التلحين، التمثيل، الرقص، تصميم الأزياء وغيرها من فنون.

فكرة جديدة

يشير نقيب الموسيقيين في مصر الفنان إيمان البحر درويش إلى أن تأسيس الفنانين أكاديميات فنية على الإنترنت فكرة جديدة لا يمكن رصد سلبياتها أو إيجابياتها لغاية الآن، لافتاً إلى أن الجمهور معتاد على مشاهدة برامج الهواة على شاشة التلفزيون، ومعروفة سلبياتها وإيجابياتها، وموضحاً أن من تابع المتسابقين الذين حققوا شهرة عبر هذه البرامج يلاحظ أنهم لم يحققوا خطوات إيجابية في مشوارهم الفني وبعضهم اختفى من الساحة الفنية تماماً.

يضيف: «يجب ألا يكتفي الموهوب بالفوز في المسابقة بل يجب أن يكون الفوز بداية الطريق ليفرض نفسه على الساحة الفنية، وتتمثل مهارة أي متسابق في قدرته على الاستمرارية وسط تقلبات السوق والإقبال على الفن الرديء ومحاربة تيارات متشددة للفنون بأنواعها المختلفة».

اختصار الطريق

حول تجربتها في «ستار أكاديمي» تقول نسمة محجوب: «استفدت كثيراً من مشاركتي في مسابقة اكتشاف المواهب لأنها تختصر طريق النجومية بالنسبة إلى الفنان، وهو ما ينطبق على نظام الأكاديميات الجديد، إذ يوفر مجهود سنين طويلة».

 تتساءل: ما المانع من تقديم عون للشباب الموهوبين من قبل النجوم الذين وجدوا من يتبناهم في بداية حياتهم، سواء عن طريق البرامج التلفزيونية أو أكاديميات الإنترنت التي ستنافس البرامج التلفزيونية نظراً إلى ارتباط الشباب بالإنترنت أكثر من أي أمر آخر؟».

تضيف أن الشباب ينتظرون فرصة ليضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح الذي يتطلب مجهوداً كبيراً، لا سيما أن موهوبين كثراً تركوا الفن لعدم وجود من يأخذ بيدهم ويضعهم على الطريق الصحيح.

أما الموزع الموسيقي عادل حقي، عضو لجنة التحكيم في أكاديمية عمرو دياب لاكتشاف المواهب، فيعرب عن سعادته بالمشاركة في أول أكاديمية من هذا النوع في الشرق الأوسط، مرحباً بالأصوات التي شاركت ومن بينها موهوبون كثر.  

يضيف: «كانت المنافسة شديدة وثمة خامات جيدة لم يكن لها حظ معنا لأنها اعتمدت أسلوب الاستعجال، فلو تأنى كل واحد من المتسابقين وأعاد تسجيل أغنيته أكثر من مرة لكانت اختلفت النتائج، خصوصاً أن كل واحد حر في الأغنية التي يختارها ولا يشعر برهبة أو توتر أو حرج أثناء تسجيلها، لأنه يفعل ذلك بمفرده ثم يرسلها لنا».

الملحن عمرو طنطاوي الذي شارك في لجنة تحكيم «أكاديمية عمرو دياب» يؤكد من جهته أن المسابقة تمت بشفافية ولم تفرّق اللجنة بين أي متسابق، إنما وجدت صعوبة في اختيار الأفضل نظراً إلى الكم الكبير من المتقدمين وتنوع المواهب.

يعزو طنطاوي وجود المسابقة على الإنترنت إلى استحواذ الأخير على اهتمام الجميع، وثمة شريحة كبيرة من المجتمع العربي لا تشاهد التلفزيون بل تتابع البرامج والمسلسلات على الـ «يوتيوب»

استعراض إعلامي

يرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن الغرض من هذه الأكاديميات هو الاستعراض الإعلامي في المقام الأول، ثم تأتي أهداف أخرى  قد يكون بعضها نبيلاً مثل تبني المواهب بالفعل، موضحاً أن كل فنان يريد أن ينسب الفضل إلى نفسه في ظهور أي موهبة جديدة، كي يقول إنه تبنى الشاب الموهوب وجعل منه نجماً.

يضيف أن ثمة إيجابيات في تلك الظاهرة، ويقول: «تحتاج المواهب إلى من يدفعها إلى الأمام، فمعاهد الفنون، رغم أنها تدرّس الموسيقى إلا أنها تتعامل مع أعداد كبيرة، ولا يمكن للمسؤولين التعامل مع الطلاب الموهوبين فحسب، لذلك تكون النتيجة تخريج أعداد كل عام من دون العناية بأصحاب الموهبة، عكس مسابقات اكتشاف النجوم سواء على شاشة التلفزيون أو عبر الإنترنت التي تضع يدها بسهولة على الموهوب وتعتني به ليصير نجماً في يوم من الأيام».