الـ «ست كوم»... ظاهرة مؤقتة أم بديل الدراما الطويلة؟

نشر في 17-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-03-2013 | 00:01
أدت المشاكل والعقبات التي تعصف بالإنتاج إلى تراجع المنتجين عن تقديم مسلسلات طويلة خشية تكبد خسائر فادحة، لعدم إقبال الفضائيات على شرائها واستبدالها بمسلسلات «ست كوم» باعتبار أن كلفتها قليلة وفترة تصويرها قصيرة، فهل سينجحون في هذا الحلّ البديل أم ستبقى المسلسلات الطويلة تستقطب وحدها المشاهدين؟
يرى الفنان مجدي كامل أن توقف الإنتاج الدرامي بسبب الاضطرابات السياسية دفع الفنانين إلى المشاركة في مسلسلات {ست كوم}، لأن فترة تصويرها قصيرة لا تتعدى شهرين وتتم داخل الاستوديو، بالتالي لا حاجة إلى التصوير الخارجي الذي أصبح صعباً في ظل الظروف الحالية، كما أنها لا تحتاج إلى موازنة كبيرة.

 يضيف كامل أن تدهور الحالة الفنية في مصر أصاب الفنانين في رزقهم لذا لم يكن أمامهم مفر أو بديل إلا المشاركة في هذه المسلسلات  تأميناً لمعيشة عائلاتهم.

بدورها توضح الفنانة راندا البحيري أن الـ «ست كوم» أحد الحلول لأزمة الإنتاج والفضائيات، لأن كلفته المالية ضئيلة وحقق نجاحاً وأصبح له جمهوره الخاص.

بدأت راندا تصوير ست كوم «بواب أشنكوف» في أحد استديوهات التصوير، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول رجل صعيدي يعمل بواباً في إحدى العمارات ويحاول إثبات ذكائه أمام المحيطين به، لكن غباءه يوقعه في مواقف كوميدية.  

«بواب أشنكوف» فكرة شريف سمير، سيناريو وحوار سام فرج، إخراج أبرام نشأت. يشارك في البطولة: شريف سمير، خالد حمزاوي، ميسرة، ياسمين جمال، وروان فؤاد. كذلك يشارك فنانون كضيوف شرف وهم: مصطفى فهمي، علاء مرسي، محمد رياض، رانيا ياسين، أحمد ماهر، رانيا فريد شوقي. يتوقع أن يستغرق التصوير شهرين.

تشويق مفقود

يعزو المخرج نبيل الجوهري ازدهار الـ {ست كوم} إلى أن الوقت الحالي يتطلب مسلسلات ذات كلفة إنتاجية ضعيفة، «لكن لا يعني ذلك  أنها ستعوض عن المسلسلات الطويلة التي تتميز بحبكة فنية وتشويق يجذب الجمهور لا نجده في الـ {ست كوم}، كونه يجذب المشاهد إلى الكوميديا التي يحويها لكن لا ينتظرها».

 يضيف أن تجربة {راجل وست ستات} للفنان أشرف عبد الباقي والنجاح الذي حققته شجعت  المنتجين والمخرجين على الإقدام على هذه النوعية من المسلسلات.

أما الفنان سامح الصريطي فيؤكد ضرورة ألا يحلّ الـ «ست كوم» محل الأعمال الدرامية ويصبح هو الأساس، واصفًا إياه بأنه فاتح شهية لأعمال ضخمة ولا يعتبر خطة درامية أساسية، لذا يجب ألا يحتلّ أكثر من 5% من الخارطة الفنية، لافتاً إلى أن المنتج يلجأ إلى الـ «ست كوم» لعدم قدرته على إنتاج أعمال ضخمة.

ترفض الفنانة انتصار مقولة إن الـ «ست كوم» بديل عن الأعمال الطويلة، موضحة أن العمل الجيد يجبر المشاهد على متابعته.

تضيف أن الـ «ست كوم» يتميز بإيقاع سريع لا يتناسب مع المسلسلات الدرامية التي تتناول قضايا المجتمع أو دراما الصعيد، مشيرة إلى أن  الـ «ست كوم» قد يكون بديلا عن المسلسلات الكوميدية «لأنه يعتمد على الموقف الكوميدي في المقام الأول، ويخرجنا من النمط القديم للمسلسل الكوميدي، لكن لا غنى عن المسلسلات الدرامية الطويلة».

استخفاف وفشل

ترى الناقدة حنان شومان أن مسلسلات الـ «ست كوم» أثبتت فشلها ولم تحقق نجاحاً سوى في عملين هما: «راجل وست ستات» و{تامر وشوقية»، بالتالي لا يمكن أن تكون بديلا عن المسلسلات الطويلة، لأن جمهورها يختلف عن جمهور الدراما الطويلة ويختلف منتجوها عن منتجي الأعمال الطويلة.

تعزو شومان مشكلة الإنتاج الدرامي إلى توقف القنوات الفضائية عن سداد مستحقاتها للمنتجين نظراً إلى قلة حصيلة الإعلانات في شهر رمضان الماضي، «ما دفع البعض إلى وقف الإنتاج موقتاً فيما خفض آخرون الإنتاج كي لا يتعرضوا لخسائر أكبر، وبالتالي لن يحل إنتاج الـ «ست كوم» أزمتهم لأن المشكلة ستتكرر عند توزيع الأعمال».

من جهتها تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن التعامل مع الـ «ست كوم» باستخفاف سبب فشل معظم الأعمال، بالتالي لن يكون بديلا عن الأعمال الطويلة إلا إذا تم التعامل معه فنياً وليس إنتاجياً.

 تضيف أنه منذ 2008 حاول المنتجون إيجاد بديل عن الأعمال الدرامية الطويلة يكون أقل كلفة، هكذا ولد الـ «ست كوم» كبديل أمثل من وجهة نظرهم، لكن أُنتجت أعمال سيئة ورديئة فشلت جميعها.

 توضح أنه إذا اضطرّ المنتج إلى تقديم «ست كوم» لأنه أقل كلفة وشارك الفنان فيه خشية البطالة، فالمشاهد غير مضطر لمشاهدة عمل سيئ، «لذا فشلت مسلسلات الـ «ست كوم» باستثناء «راجل وست ستات»، وستبقى بديلا غير مناسب حتى يتم الاهتمام بها مثل أي عمل درامي آخر».

back to top