مصطفى ياسين
لقبت مريم فخر الدين بحسناء الشاشة من الإعلام المصري الذي كان متأثراً آنذاك بالسينما الأميركية وبطلاتها، وأبرزهن مارلين مونرو، لذلك جعل كثيرات من بطلات السينما المصرية يشبهن إلى حد كبير بطلات السينما الغربية.بعد حصول مريم على شهادة البكالوريا من المدرسة الألمانية، فازت عن طريق مجلة «إيماج» الفرنسية بجائزة أجمل وجه، ولفتت نظر المصور السينمائي عبده نصر الذي بحث عنها وأسند إليها بطولة فيلم من إنتاجه بعنوان «ليلة غرام» من إخراج أحمد بدرخان عام 1951، ونجح نجاحاً واسعاً. منذ ذلك الحين، بدأت مريم تحصد الألقاب، فأطلقت عليها مجلة «الموعد» لقب «الملاك الرقيق» ومجلة «آخر ساعة» لقب «الجيوكندة»، واشتهرت خلال الخمسينيات والستينيات بأدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها، وأحياناً كثيرة الضحية. ولكنها نجحت من حين إلى آخر في أن تخرج من نمط هذه الشخصية التي برعت فيها.زواجفي عام 1952، تزوجت المخرج محمود ذو الفقار وكان عمرها 18 عاماً تقريباً، وكان الفرق في السن بينهما كبيراً، وأصبحت القاسم المشترك في أفلامه.أنجبت منه ابنتها إيمان واستمر زواجهما ثماني سنوات، ثم انفصلا عام 1960 وتزوجت الدكتور محمد الطويل بعد سبعة أشهر وأنجبت منه ابنها أحمد. وعندما رفضت السفر إلى الكويت معه، كانت النتيجة الانفصال بعد أربع سنوات من الزواج.في عام 1968، سافرت إلى لبنان بعدما حجزت الضرائب على شقتها، والتقت هناك بالمطرب السوري فهد بلان الذي وقف إلى جانبها في محنتها فشعرت بالحب تجاهه وتزوجته، إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائه معه. وبعد طلاقها منه، تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع وظلت معه 20 سنة ثم انفصلا. الأممع مطلع السبعينيات اختلفت بحكم السن أدوار مريم وراحت تقدم أدوار الأم في نماذج وصور عدة. وتعتبر مريم إحدى الممثلات المحبات لعملهن والمخلصات له، إذ ظلت طوال حياتها تعمل من دون انقطاع، وأنتجت ثلاثة أفلام أدت بطولتها، هي: «رنة الخلخال» (1955)، «رحلة غرامية»، و{أنا وقلبي» (1957).يصل رصيد مريم السينمائي إلى حوالى 240 فيلماً، من بينها «الأرض الطيبة، هارب من الحب، الحب الصامت، بلا عودة، وحيدة، مع الذكريات، رسالة إلى الله، موعد مع الماضي، لقاء الغرباء، فرسان الغرام، بقايا عذراء، ذكرى ليلة حب، عريس لأختي، العاشقات، حرامي الحب، المجهول، يا رب توبة، السادة المرتشون، الشيطان يغني، حكاية في كلمتين، وصمة عار، الأيدي الناعمة، الطاهرة».ومن أبرز أدوارها على الشاشة وأهمها دور إنجي في «رد قلبي» للمخرج عز الدين ذو الفقار عام 1957، وهو الفيلم الذي مثلته بلا أجر، فبعدما طلبت أجراً قيمته ثلاثة آلاف جنيه من المنتجة آسيا لم تحصل إلا على 1100 جنيه دفعتها ثمناً لملابس إنجي في أروع الأفلام الكلاسيكية الرومانسية في السينما المصرية.شاركت كلاً من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ أفلاماً عدة، فمع الأول قدمت «عهد الهوى»، المأخوذ عن الرواية العالمية «غادة الكاميليا»، و{يوم بلا غد» و{رسالة غرام» و{ماليش غيرك». ومع عبد الحليم قدمت «حكاية حب» و{البنات والصيف».وطوال حياتها الفنية لم تقف ولو مرة واحدة على خشبة المسرح، في حين شاركت في عشرات من المسلسلات التلفزيونية.جوائزحصلت مريم فخر الدين على كثير من الجوائز والتكريمات، أبرزها تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في عهد رؤسائه سعد الدين وهبة وحسين فهمي وشريف الشوباشي.كذلك كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الخامسة والعشرين.
توابل - سيما
مريم فخر الدين... حسناء الشاشة
29-07-2013