صورة لها تاريخ: إصرار أحمد الوزان أعاد له حقه بدعم الملك عبدالعزيز عام 1941
من الشخصيات التي يتأثر بها الإنسان عند سماعه لقصصه وتجاربه الحياتية المرحوم بإذن الله تعالى أحمد محمد علي الوزان. التقيته مرات عديدة في دواوين منطقة الخالدية التي سكنها منذ الستينيات حتى وفاته رحمه الله، وكنت حينها أعمل على توثيق الخالدية في كتاب بالتعاون مع جمعية الخالدية التعاونية. زرته في منزله عدة مرات وتحدثت معه كثيرا عن حياته والتحديات التي واجهته. وإليكم بعض المعلومات التي سمعتها منه.باختصار شديد، فهو من مواليد المرقاب عام 1918م ودرس في مدرسة الملا مرشد، ثم بدأ العمل عند التاجر سيد علي سيد سليمان الرفاعي، وبعده عمل مع التاجر خالد السهلي. قرر بعد ذلك العمل في البصرة وذلك عام 1932 عند التاجرين محمد وعبدالله صالح الخليل. عمل أيضاً في شركة أرامكو بالسعودية لمدة عامين بوظيفة "تايم كيبر"، ثم زاول العمل التجاري الحر ووفقه الله ورزقه رزقاً كريماً.
أخبرني، رحمه الله، أنه في عام 1941 رفع شكوى ضد تاجر من أهل جدة لعدم تسديده مبلغ 23700 روبية، وأخذ عليه ورقة مختومة بالمحكمة وعليها شهود بالمبلغ، إلا أن التاجر الجداوي غادر الكويت إلى جدة بدون أن يدفع له المبلغ، فما كان من المرحوم أحمد الوزان إلا أن سافر إلى جدة لعله يجد وسيلة لتحصيل أمواله من التاجر السعودي. وهناك توجه الى المحكمة وطلب منها أن تعطيه حكماً محلياً لكي يستطيع أن يلاحق غريمه، إلا أن المحكمة السعودية حكمت عليه بالسجن لكون ورقة الحكم الكويتي غير مصدقة من القنصلية البريطانية في الكويت، وبعد تدخل أحد التجار الكبار في جدة، أمهلته المحكمة شهراً لتصديق الحكم ومن ثم إلغاء الحكم السابق. وحيث إن السفر الى الكويت والعودة الى جدة عملية شاقة وتحتاج إلى وقت طويل، فقد قرر أحمد الوزان ان يتجه إلى القنصلية البريطانية في جدة ليصدقوا على ورقته، وبعد تردد شديد واستجواب طويل، صدقت القنصلية على الورقة وسقط حكم سجنه بعد ذلك، إلا أنه لم تكن لديه وسيلة لتحصيل أمواله من السعودي.وبعد تفكير طويل، هداه تفكيره بعد عدة أيام إلى كتابة رسالة عنوانها "غريب ملتجئ الى ساحة عدلكم" إلى الملك عبدالعزيز وأرسلها له بالبرقية، وجاء الجواب بعد فترة قصيرة، وطلبه الملك للحضور إلى الرياض، وكذلك غريمه، وهناك تمت تسوية المشكلة بعد أن تعهد المدين السعودي بدفع المبلغ فوراً عند عودته إلى جدة، ووافق أحمد الوزان على إسقاط النصف الآخر والعفو عن غريمه. ويمكن القول أيضا إن المرحوم أحمد الوزان أول من جلب محطة لغسيل السيارات إلى الكويت استوردها من العراق، لكنه لم يستطع أن يشغلها لظروف خاصمة، وقام بتشغيلها تجار آخرون بعد ذلك، كما أنه أول من فتح مصنعاً لصناعة الطابق الآجر، لكنه اضطر لإغلاقه رغم نجاحه الكبير في التسويق. رحمك الله أبا محمد وجعلك من أهل الجنة... آمين.