أكد رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك أن اهتمام الدولة بالشباب لا حدود له، وهو ما دعانا الى انشاء وزارة الشباب، مشيرا الى أن الوزارة بحاجة الى مساعدة الشباب، لأنهم اكثر من يعرف المشاكل ومتطلباتهم، داعيا الى ايصال تلك القضايا إلى الوزارة لإيجاد حلول لها.

Ad

 وقال المبارك في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر الوطني للشباب، الذي عقد في مكتبة الكويت الوطنية أمس، إن وجود الشباب في التنمية أخذ حيزا كبيرا، لافتا إلى أن العدو الأول للكويت، وهو عدو لا يحتاج الى سلاح، هو العنصرية التي تأخذ دور القبلية والطائفية، داعيا الشباب الى مكافحتها.

وأضاف المبارك أن تلك القضايا لم تكن موجودة في زمنهم "والواجب على الشباب القضاء عليها".

 وأشار الى أن أجهزة التواصل الاجتماعي أخذت منحى ودورا أضر في البلد، مبينا ان لغة الخطاب هبطت، والهجوم على بعضنا البعض أصبح غير منطقي.

 ودعا المبارك الشباب الى التوجه إلى العلم فهو سلاح الحياة، مضيفا ان الشباب هو من سيتسلم قيادة البلاد في المستقبل حيث أنهم الثروة الحقيقية للدولة.

الحمود

من ناحيته، أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان الحكومة مهتمة بمشاركة الشباب في صنع القرار وصياغة المستقبل، مضيفا انهم مستقبل الوطن.

وقال الحمود، في تصريح صحافي امس على هامش افتتاح المؤتمر، ان وزارة الدولة لشؤون الشباب مهمتها الرئيسية الشباب والارتقاء بهم، مبينا ان الوزارة مهتمة بالاصغاء الى مطالب الشباب والاهتمام بآرائهم.

وبين ان الحكومة انشأت وزارة للشباب بعيدا عن الروتين لدعم الابتكار ولتقديم نموذج غير تقليدي لمشاركتهم تطلعاتهم، وأن هناك تنسيقاً حكومياً مع جميع اجهزة الدولة حول ذلك، مؤكدا ان الكويت رائدة في رعاية الشباب، فضلاً عن ان الدستور في مادته العاشرة ينص على اهمية رعايتهم.

وأضاف ان الوزارة تعمل الآن على التواصل بين الشباب مع مؤسسات الدولة لتحقيق تطلعاتهم، مشيرا الى ان عصر التواصل الاجتماعي حمل عبئا اكبر على المجتمع وعلى الدولة في عملية المد الثقافي للشباب وتكوين شخصيتهم، مفيداً بأن سن الشباب لا يبدأ فقط من سن 15 الى 25، بل هناك احصائية تقول ان هناك 450 الف كويتي في هذه الفئة، أي ان ثلث المجتمع الكويتي من فئة الشباب.

وتابع بأن الأولويات كثيرة، وتم التركيز على كيفية تبني مبادرات الشباب وأولها الاهتمام بالجانب الاقتصادي، خاصة ان الكويت تعتمد على النفط في دخلها، مؤكداً أن تحديات الكويت تفرض البحث عن بدائل لهذا الدخل "واهم استثمار لنا كدولة هو استثمار الشباب".

وبين الحمود أنه تم امس تدشين قانون هام هو قانون المشروعات الصغيرة، وهذه المشروعات من الاساسيات التي نركز عليها في وزارة شؤون الشباب، الى جانب النظر في مبادرات العديد من الاهتمامات لتأسيس قواعد لتشجيع المجتمع المدني في سعيه إلى تنمية روح التطوع عند الشباب.

وأعرب الحمود عن سعادته بحماس الشباب، وما يقدمونه خلال الاعياد الوطنية من احتفالات رائعة، واثقا بمشاركتهم الفعالة وقدرتهم على تحمل المسؤولية التي ترتكز على الوعي لإفادة الوطن، واصفا وزاره الشباب بأنها "المايسترو" لعملية التنسيق والتنظيم بين مؤسسات الدولة لتحقيق الهدف المطلوب.

جلسة الأولويات

وبحضور ومشاركة رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، ووزير التربية والتعليم العالي د. نايف الحجرف، ومستشار سمو أمير البلاد د. يوسف الإبراهيم، ناقشت ورشة العمل الأولى للمشروع الوطني للشباب، حيث اجمع المشاركون في كلماتهم على ضرورة تشجيع الشباب وحثهم على بذل المزيد من العطاء في سبيل رفعة الوطن.

وناقش المشاركون أولويتي تعزيز المواطنة والأمن الاجتماعي والتعليم التابعتين لمجلس الشباب التحضيري للمشروع الوطني للشباب، تمهيدا لإقرارهما في وثيقة ختامية للمؤتمر تسلم الى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وتتضمن جميع التوصيات والمقترحات الشبابية.

تعزيز المواطنة

حضر الجلسة النقاشية الخاصة بالمواطنة الشيخ سلمان الحمود، واستمع الى أهم توصيات الأولوية التي جاء على رأسها تعزيز سيادة القانون وتكافؤ الفرص وتطبيق العدالة في حل مشاكل غير محددي الجنسية، مع إلغاء أي تصنيفات في مواد الجنسية لا تخدم مفهوم المواطنة بالشكل المنشود.

وخلص شباب الأولوية إلى ضرورة تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال فتح باب الترخيص لجمعيات النفع العام التي تنطبق عليها شروط الوزارة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأسيس مبرة للمشاريع التطوعية تساهم الحكومة في وضع التمويل الأولي الذي تحتاجه لانطلاقها.

أولوية التعليم

أما أولوية التعليم، والتي نظمت حلقتها النقاشية بحضور ومشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. نايف الحجرف، فتناولت عدة محاور تخص الطلبة والمعلمين وسبل تطوير المناهج الدراسية. وأوصت الأولوية بوضع نظام للمعلم البديل في حالات الحاجة (المعلم الثانوي)، مناشدة الجهات المسؤولة توظيف معلمين أجانب للاستفادة منهم في تطوير مهارات اللغة الأجنبية في المدارس الحكومية، كما اقترحت إجراء استبيان شامل لاستطلاع آراء أولياء الامور والطلبة في أداء المعلم وتنظيم دورات تدريبية للمعلمين بشكل مستمر لرفع مستواهم المهني وإطلاعهم على كل ما هو حديث في مناهج التعليم وطرق التدريس.

أما فيما يخص الطلبة فقد أكد شباب الأولوية ضرورة إنشاء مكتب لتوجيه وإرشاد الطلبة قبل الدخول إلى الجامعة، وتوفير صفوف تعليمية تؤهلهم لخوض امتحانات القبول المعتمدة عالمياً، مقترحين تقديم بعثات ترفيهية دراسية خلال العطلات المدرسية لتشجيع الفائقين، مع إمكانية تغيير نظام الفصل الصيفي في جامعة الكويت، ليصبح فصلين صيفيين بدلا من فصل صيفي واحد.  وأكدت الأولوية ضرورة إدخال وسائل التكنولوجيا إلى التعليم بمختلف مراحله من خلال تعزيز استخدام الأجهزة الإلكترونية كالآيباد واللابتوب في العملية التعليمية، وتوفير الإنترنت وتشجيع الطلبة على البحث الإلكتروني.

كما تطرق الشباب إلى سبل تعزيز مفهوم المواطنة لدى طلبة الكويت من خلال إدراجها في المناهج التعليمية، وتفعيل دور حصص الأنشطة المدرسية في إرساء قيمة التطوع، والتركيز على قيم التسامح واحترام الأديان والمعتقدات الأخرى، بدلا من التركيز على الخلافات، فضلاً عن تطوير منهج التربية الوطنية لتوعية الطالب بدوره كمواطن منذ سن مبكرة.

الإبراهيم: المشروع تبنى أكثر من 23 مبادرة تعزز روح الإبداع والعمل التطوعي

قال المستشار في الديوان الأميري د. يوسف الإبراهيم، إن المؤتمر انطلق منذ عام تقريبا بناء على توجيهات سمو أمير البلاد، والتي جاءت في النطق السامي في افتتاح دور الفصل التشريعي الرابع عشر، مشيرا الى أن الاهتمام في الشباب ورعايتهم من أولويات أمير البلاد، حيث تجسد هذا الاهتمام بالعديد من المبادرات الرياضية والثقافية والفنية.

واستعرض الابراهيم مسيرة مشروع المؤتمر الوطني للشباب الذي تواصل على مدى 10 أشهر لتنفيذ تطلعات سمو الأمير، مبينا أن اللجنة الاشرافية اختارت مجموعة من الشباب المتميزين لإدارة المشروع عبر المكتب التنفيذي واختيار مجلس الشباب التحضيري من خلال ترشيحات جمعيات النفع العام، ومؤسسات المجتمع المدني للشباب.

وأكد أن المشروع تواصل مع جميع فئات الشباب لنقل أفكارهم وقضاياهم تمهيدا لاعداد الوثيقة الوطنية للشباب، وقد انطلقت الحملة الاعلامية تحت شعار الكويت تسمع لدعوة اكبر عدد من الشباب للمشاركة والمساهمة في توصيل أفكارهم وتحديد قضاياهم وتشجيع الحوار الهادئ والهادف بين بعضهم البعض وبين المسؤولين.

وأشار أن المجلس التحضيري قد حدد عشر قضايا وأولويات بعد مناقشات طويلة، وهي تعزيز المواطنة، والتعليم، والصحة، والمشاريع الصغيرة، والرياضة، والاسكان، والتنمية البشرية، وتطوير القوانين، والادارة الحكومية، والبيئة والثقافة والفنون.

وأوضح أن المشروع تبنى أكثر من 23 مبادرة شبابية تعزز من روح الابداع والعمل التطوعي في المجتمع، وعمل المشروع على تجديد مقترحات أطلق عليها انجازات سريعة التنفيذ وتصب في مصلحة الشباب، وتم التواصل مع الوزراء والمسؤولين الذين تفاعلوا مع تلك المقترحات وبدأوا بتبنيها، وآخرها قرار الهيئة العامة للمعلومات المدنية بإلغاء أحد الاجراءات للحصول على تراخيص للمشاريع الصغيرة، والتي خفضت فترة الانتظار للحصول على الترخيص مدة 3 أسابيع.

وأضاف أن هناك العديد من الاقتراحات تدعم مسيرة المشروع ومتابعتها، وأهمها انشاء المجلس الوطني للشباب لمتابعة الحوار وتنفيذ المقترحات والتواصل المستمر مع فئات الشباب.

وأشاد الابراهيم بجهود المتطوعين الذي عملوا لساعات طويلة دون مقابلة، والشباب المتطوعين في نشاطات المشروع دون تردد.