مؤتمر «الوطن العربي والعالم»... من يحاسب من؟!

نشر في 13-02-2013
آخر تحديث 13-02-2013 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي عنوان كبير لمؤتمر جمع مجموعة من الساسة، تحدث جلهم عن أثر الربيع العربي وانعكاسه على علاقة الدول العربية مع بعضها ومع العالم، بعد انطلاق ثورات الربيع وأثرها على المواطن العربي، حيث تنوعت الرؤى حسب البعد الثقافي والديمقراطي للمتحدثين.

بعض ضيوف المؤتمر تحدث عن مفاهيم عامة للحريات والديمقراطية دون البحث عن جذور المشكلة، والبعض الآخر انتقى نماذج الاضطهاد التي يعانيها المواطن العربي مع تجنّب متعمّد لمعاناة مواطني الدول التي ينتمي إليها المتحدث، وهنا لا أريد أن أعطي انطباعاً أو أمثلة عن دولة بعينها، فالقضية محسومة بالنسبة لي، لكون حكومات الدول العربية من المحيط إلى الخليج أغلبيتها أبعد ما تكون عن شعوبها، والمعاناة التي يعيشها المواطن العربي لم تعد مقتصرة على الحريات، فبعض أبنائه ينام دون أن يشبع بطنه.

كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر تناولت أهمية "تحليل الواقع السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الوطن العربي، فضلاً عن رسم صورة مستقبلية لعلاقاتها مع الدول الكبرى ودول الجوار الجغرافية"، هذه العبارة يجب أخذها على محمل الجد من قبل الحكومات العربية قبل فوات الأوان، فالإصلاح يتطلب المبادرات الجادة، و"الشعوب العربية مقهورة"- كانت من أجمل الجمل التي قيلت في المؤتمر- لم تعد تبالي بكم الخسائر ولا بما قد تؤول إليه الأمور، فليس هناك ما تخسره، وليس هناك نظام محصن ضد إرادة الشعوب إلا من خلال تمكين الديمقراطية العادلة، والعمل على تحسين الحياة الكريمة للمواطن، وعدم العبث بمقدراته الاقتصادية، حيث "لا يوجد بلد عربي فقير، ولكن هناك حكام أغنياء وحكومات فاسدة".

محاكاة كلمة الافتتاح للواقع الكويتي سدت الطريق أمام كل من يريد أن يصطاد في الماء العكر، وكل من يريد أن يربط الحراك السياسي بربيع الثورات، حيث أوضح الصقر أن "الربيع الكويتي جاء مبكراً جداً منذ عقود، فأزهر وأثمر وطاب له المقام"، وأن الديمقراطية الكويتية "تكريس لما اعتاده وعودنا عليه سمو الأمير، والمنبثق عن تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البنّاءة، وعن احترام دستوري وأخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن، هذه هي العلاقات الكويتية- الكويتية".

في الأخير أتمنى من القائمين على المؤتمر أن يخرجوا بتوصيات تناسب ما يعانيه المواطن العربي، وأن يبذلوا كل جهد لدى حكوماتهم نحو تعزيز المشاركة الديمقراطية، فالواقع العربي لم يعد يتحمل المزيد من الإهمال، والمستقبل أكثر سواداً من الليل.

ودمتم سالمين.

back to top