مؤتمر «الوطن العربي والعالم»... من يحاسب من؟!
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر تناولت أهمية "تحليل الواقع السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الوطن العربي، فضلاً عن رسم صورة مستقبلية لعلاقاتها مع الدول الكبرى ودول الجوار الجغرافية"، هذه العبارة يجب أخذها على محمل الجد من قبل الحكومات العربية قبل فوات الأوان، فالإصلاح يتطلب المبادرات الجادة، و"الشعوب العربية مقهورة"- كانت من أجمل الجمل التي قيلت في المؤتمر- لم تعد تبالي بكم الخسائر ولا بما قد تؤول إليه الأمور، فليس هناك ما تخسره، وليس هناك نظام محصن ضد إرادة الشعوب إلا من خلال تمكين الديمقراطية العادلة، والعمل على تحسين الحياة الكريمة للمواطن، وعدم العبث بمقدراته الاقتصادية، حيث "لا يوجد بلد عربي فقير، ولكن هناك حكام أغنياء وحكومات فاسدة". محاكاة كلمة الافتتاح للواقع الكويتي سدت الطريق أمام كل من يريد أن يصطاد في الماء العكر، وكل من يريد أن يربط الحراك السياسي بربيع الثورات، حيث أوضح الصقر أن "الربيع الكويتي جاء مبكراً جداً منذ عقود، فأزهر وأثمر وطاب له المقام"، وأن الديمقراطية الكويتية "تكريس لما اعتاده وعودنا عليه سمو الأمير، والمنبثق عن تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البنّاءة، وعن احترام دستوري وأخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن، هذه هي العلاقات الكويتية- الكويتية".في الأخير أتمنى من القائمين على المؤتمر أن يخرجوا بتوصيات تناسب ما يعانيه المواطن العربي، وأن يبذلوا كل جهد لدى حكوماتهم نحو تعزيز المشاركة الديمقراطية، فالواقع العربي لم يعد يتحمل المزيد من الإهمال، والمستقبل أكثر سواداً من الليل.ودمتم سالمين.