تنامت موجة الغضب الشعبي والرسمي في مصر من قناة "الجزيرة" القطرية، لاسيما مع موقفها المنحاز لمصلحة تنظيم "الإخوان" ضد رغبة الشعب الذي أطاح بالتنظيم عبر ثورة شعبية دعمها الجيش في 30 يونيو الماضي. ورغم حالة الغضب تلك، إلا أن فكرة الإطاحة بـ"الجزيرة" من القاهرة، تبدو غير يسيرة التحقق راهناً.

Ad

ومن المتوقع أن يستمر مرح "الجزيرة" في مصر فترة غير محددة، حيث يقول رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عصام الأمير، إن قانون تنظيم البث الفضائي، يحوي ثغرات تستغلها القنوات المخالفة مثل "الجزيرة" حتى تستمر في البث بطرق مخالفة، وسوف نعمل على تحديث قوانين المجلس الوطني للإعلام في الفترة المقبلة، لوقف بث "الجزيرة".

ودفعت التوجهات التي تبنتها "الجزيرة" منذ اندلاع ثورة 30 يونيو ووصفها بـ"الانقلاب العسكري على الشرعية"، وترويجها لأخبار كاذبة عن قتل الجيش المصري لمواطنين أبرياء ينتمون إلى جماعة "الإخوان"، إلى استقالة نحو 20 صحافياً ومراسلاً من العاملين في مكتب القناة بالقاهرة، لاعتراضهم على ما وصفوه بـ"ممارسة الجزيرة للكذب والتضليل الإعلامي"، ولخّص وسام فضل أحد مراسلي الجزيرة المستقيلين، موقفه في عبارة مقتضبة: "كنت أعمل في مكان أعتقد أن له مصداقية، ولكن مصداقيته مبنية على موقف سياسي حقير".

من جانبها، اجتمعت وزيرة الإعلام درية شرف الدين، مع قيادات إعلامية في 17 أغسطس الجاري، لبحث الإجراءات القانونية لوقف بث "الجزيرة" في مصر، بعدما عمدت إلى تضليل الرأي العام، واعتبرت وزيرة الإعلام، في تصريحات لها، أن إغلاق "الجزيرة" بات مطلباً شعبياً، خاصة بعد ورود شكاوى عدة إلى مجلس الوزراء من مواطنين ضد القناة.

وفي حين أكدت مستشارة الرئيس المؤقت لشؤون المرأة سكينة فؤاد، أن حرية الإعلام مكفولة لكل قناة في دولة تلتزم احترام القانون، لكنها تؤيد اتخاذ إجراء قانوني ضد "الجزيرة" كونها تهدد الأمن القومي للبلاد، قال المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء شريف شوقي، لـ"الجريدة"، إن الحل ليس في إغلاق "الجزيرة" ولكن في تقوية وسائل الإعلام المصرية لتتمكن من التصدي لأكاذيب الإعلام المُضلل.

في الإطار ذاته، أطلق عدد من المثقفين والناشطين والأكاديميين العرب "الحملة الوطنية العربية لحماية المجتمع"، وطالب بيانها الأول الذي وقع عليه ألف شخص، مسؤولي الإعلام العربي كلا في بلده، بـ"الإغلاق الفوري لمكاتب قناة الجزيرة"، متهمين القناة بتنفيذ أجندة معادية للعرب والعروبة، وإشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية، وطالب البيان الإعلاميين العرب العاملين في القناة بالانسحاب منها فوراً، مهما كانت المغريات المادية.