الانقسام بين معارض للنظام ومؤيد له حالة صحية

نشر في 06-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 06-05-2013 | 00:02
محمد منير: الـ«دويتو» مع أم كلثوم نتيجة لظروف مصر

لم يفت الزمان على أغنية أم كلثوم «يا حبنا الأول والأخير»، بل هي اليوم خير معبر عن واقع الحال في الشارع المصري، لذلك اختارها محمد منير وأعاد توزيعها وغناها دويتو مع صوت أم كلثوم. الأغنية من كلمات عبد الفتاح مصطفى، ألحان رياض السنباطي، وإعادة توزيع هاني مهنا.
حول هذه التجربة وتقييمه للوضع الفني اليوم كان اللقاء التالي معه.
لماذا «دويتو» مع أم كلثوم بالتحديد؟

    

الأحداث في مصر تفوق الاحتمال، فكان علينا استلهام روح السيدة العظيمة أم كلثوم، لأنها قدمت الكثير وفاق حبها لبلدها الوصف، وبعد الاستقرار على الأغنية بدأنا تنفيذها لإيصال رسالة من خلالها.

ما هي هذه الرسالة؟

لا بد لنا من أن نتحد لأن ما يجري في بلادنا أكبر من قدرتنا، ونتكاتف للتغلب على الانقسام الذي نعيشه وحالة الاستقطاب التي تسيطر على الشارع. مصر أهم من أي فصيل وأهم من أي شخصية سياسية.

لماذا اخترت هذه الأغنية بالتحديد؟

لأن كلماتها تذكّي في النفوس حب وطننا والتعلق بأرضه، تقول: {يا حبنا الكبير الأول والأخير... يا ضاممنا تحت ضلك وفي خيرك الكتير... يا حبيب كل الحبايب الحاضر واللي غايب... ملايين ملايين لكن في حبك أهل وقرايب... تجمعنا كلمتك... تجمعنا ثورتك... والفرحة فرحتك... والنصرة نصرتك... وفي أعيادك نغني وتغني غنوتك... تعيش وتسلم يا وطني... يا حب فاق كل الحدود يا أغلى عندي من الوجود... أنت نشيدي للفدا وللبطولة وللخلود}.

وهاني مهنا لإعادة توزيعها؟

هاني مهنا فنان كبير وله باع في تقديم ألحان متميزة، إضافة إلى كونه كان أصغر أعضاء فرقة أم كلثوم. بالتالي، يشكل حضوره معنا في الدويتو رمزاً وإشارة إلى ذلك الزمن، ويضفي علينا جزءاً من روح أم كلثوم التي نفتقدها.

ما سبب غيابك عن الحفلات الغنائية هذا العام؟

حالة الاستقطاب التي تعيشها مصر وسقوط ضحايا يومياً بسبب الاشتباكات والأحداث السياسية المتلاحقة... كلها أمور تشلّ قدرتي على الوقوف على المسرح وتقديم حفلة سواء في رأس السنة أو غيرها.

 لكن دار الأوبرا أعلنت رغبتها في استعادة نشاطها الغنائي بحفلات رأس السنة التي كنت تحييها.

لا أظن أن دار الأوبرا يمكنها تقديم تلك الحفلات، إذ لا يتوافر مكان كاف للجمهور الضخم الذي سيأتي. بالتالي، ستكون الفوضى السيناريو المنطقي للحفلة، وهو ما أرفضه. من هنا لا أعتقد أنها مكان مناسب. ومن الوارد أن  تحصل تغييرات فيها مستقبلاً تسمح بإقامة حفلة جماهيرية.

كيف تقيّم المشهد السياسي؟

أن ينقسم الناس بين معارض للنظام ومؤيد له حالة صحية، ما دام كل طرف يعبر عن آرائه السياسية وأفكاره وينتصر لرؤيته، وهذا كله يصب في مصلحة البلد. كذلك يسعدني أن تصبح السياسة في متناول الفرد العادي، وهذا أمر لم يكن يحدث في السابق، إذ كانت مباريات كرة القدم الدولية المعبر الوحيد عن حب الوطن. أما الآن فيتابع المواطن البسيط وحتى الأطفال السياسة، وهو تطور إيجابي من وجهة نظري، أتمنى أن يتبلور ويصبح أكثر هدوءاً وعمقاً وبعيداً عن الاستقطاب، وأن تعمل الحكومة بجد للقضاء على الجهل والتخلف اللذين سادا مصر فترة طويلة، خصوصاً أنها تحتاج إلى مجهود الجميع.

هل ثمة أغنيات نجحت في التعبير عن الأحداث التي نعيشها؟

بالتأكيد، وستكشف الأيام المقبلة مزيداً من الأغنيات التي ترصد بعمق ما يدور حولنا وتترجمه بشكل جيد.

ماذا عن الأعمال الدرامية؟

أرى ضرورة أن ينتظر صانعوها فترة من الزمن ويبتعدوا عن المشهد حتى يمكنهم التعبير عن الأحداث بشكل جيد.

back to top