صانع البهجة...سيد مكاوي (13): الفن في ميدان الثورة

نشر في 22-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-07-2013 | 00:02
في غضون أيام قليلة نهض شباب مصر في مدن القناة الذين اتجهوا لضرب المعسكرات البريطانية هناك، ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وبين جيوش الاحتلال، في الوقت الذي ترك ما يقرب من مئة ألف عامل مصري معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة الكفاح الوطني، كذلك امتنع التجار عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية، الأمر الذي أزعج {حكومة لندن} فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين. غير أن شباب الفدائيين لم يهتموا بهذه التهديدات ومضوا في خطتهم، لم يخفهم التفوق الحربي البريطاني، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنكليز خسائر فادحة في مدن القناة.

شهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالي القناة‏،‏ وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏،‏ فعملوا على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الاستفراد بالمدنيين وتجريدهم من أي غطاء أمني‏، غير أن قوات الشرطة المصرية رفضت تسليم المحافظة، على رغم أن أسلحتهم وتدريبهم يسمح لهم بمواجهة جيوش مسلحة بالمدافع، فبدأ تحرك المدنيين من المحافظات كافة القريبة من مدن القناة لمساندة الشرطة والأهالي هناك، ما أشعل الموقف بشكل كبير في كل أرجاء مصر، وسرى إحساس عام بين جموع المصريين بأهمية التصدي لهذه المعركة الحاسمة.

حرص عدد كبير من الفنانين على المساهمة في هذه المعركة، سواء بمساعدة الفدائيين بالمال، أو الغذاء، أو حتى التبرع بالدم، وجزء آخر منهم وجد أن عليه مؤازرتهم بتقديم أعمال فنية تشد من أزرهم.

وقف الشيخ سيد مكاوي حائرا لا يعرف كيف يتصرف؟ وماذا يمكن أن يقدمه لأجل مساندة الفدائيين، ولأجل مصر.

حاول الشيخ سيد البحث عن طريقة يساند بها الفدائيين، غير أنه ككل الفنانين ليست لديهم وسيلة سوى فنهم، وبالتالي فهو لا يملك وسيلة سوى صوته والموسيقى التي يصنعها، لكن ما جدواها إن لم تصل إلى الفدائيين على خط المواجهة لتشد من أزرهم وتساندهم؟ إن لم تصل إلى الناس وتلهب حماستهم؟

في السهرة الدورية التي يقوم بها، ذهب الشيخ سيد للقاء مجموعة الزملاء بعد معركة الإسماعيلية في 25 يناير 1952، وهي السهرة التي تقام عادة في بيت أحد العزاب  منهم، فكان اللقاء هذه المرة في بيت رسام الكاريكاتور أحمد طوغان، الذي لم يكن قد تزوج بعد، وامتلأ البيت بما يزيد على عشرين من أصدقائه ليسمعوا «الشيخ» الذي حدثهم عنه وكان أكثرهم لا يعرف اسمه!

بعث سيد درويش

جاء سيد مكاوي خجولاً متواضعاً مع صديقه إسماعيل رأفت، أمسك بعوده، وما إن جلس حتى سارع الجميع يطلبون سماع صوته، وجرى استفتاء سريع في ما بينهم ليختاروا سماع بعض من أدوار وطقاطيق الشيخ سيد درويش، فاختار أن يبدأ بدور «أنا هويت وانتهيت» مقام «كورد»:

أنا هويت وانتهيت… وليه بقى لوم العزول

يحب إنى أقول يا ريت… الحب ده عني يزول

ما دمت انا بهجره ارتضيت… خللي بقى اللي يقول يقول

أنا وحبيبي فى الغرام… مافيش كده ولا في المنام

أحبه حتى في الخصام… وبعده عني يا ناس حرام

ما دمت انا بهجره ارتضيت… مني على الدنيا السلام

ثم غنى دور {في شرع مين} من مقام {زنجران}

مذهب

في شرع مين قاضي الهوى  

يذله خصمه ويحكمه

هو الطبيب مالوش دوا... وسري ازاي أكتمه

وآدي النواح... بالسر باح

يكفي افتضاح... بين العباد أمري أشتهر  

الدور

الصب من بعدك هلك

والصبر له أحسن طبيب

تركت أهلي وملت لك

والناس بتعطف ع الغريب

وأنت لك أخلاق ملك

قلبي انشبك... جد بالمراد لي يا قمر

بدا صوت سيد مكاوي في تلك الألحان كأنه خلق ليؤديها، وأجمع الجميع على أن صوته بُعث من جديد، وكم تمنوا لو أنهم استمعوا إلى عدد أكبر من أغانيه، لولا حالة الضيق التي يشعر بها الشيخ سيد، بسبب ما يمر بالبلد من أحداث، فاستكملوا بقية السهرة في نقاش هذا الموضوع، حيث راح كل منهم يدلي بدلوه في هذا الموضوع، ورأى بعضهم أن يذهبوا لمساندة الفدائيين في الإسماعيلية، والبعض رأى الاكتفاء بالتبرع بالدماء، غير أن رسام الكاريكاتور أحمد طوغان أكد على ضرورة المقاومة بالفن، وضرورة فضح جنود الاحتلال من خلال أعمالهم الفنية، وهنا أعلن الشيخ سيد مكاوي عن استيائه لتكبيل أيديهم كفنانين، وعدم إعطائهم الفرصة للتعبير عن رأيهم ومساندة قوات الشرطة والفدائيين.

فيما اشتعلت الحماسة في الجلسة واشتد النقاش، دخل عليهم المخرج أحمد بدرخان، ولم يكن أقل منهم ضيقاً لعدم قدرته على التعبير عن رأيه ومساندة الفدائيين، غير أنه حاول إخراج هذه الحماسة، ليس في فيلم سينمائي، لكنه أخرجه على الورق:

= ما هو مش هينفع نقف كدا متكتفين.

* طبعاً ما ينفعش... هنقعد وكل واحد فينا يقول كلمتين ونمصمص شفايفنا وناكل ونشرب. وبعد كدا كل واحد فينا يروح على بيته ونبقى رضينا ضميرنا.  

- قولنا طيب يا شيخ سيد نعمل إيه وحنا اوراك؟

* ما هو أنا لو عارف كنت عملت.

= عندك حق يا شيخ سيد. أنا من ضيقي قعدت كتبت حاجة كدا... حاولت أعبر بيها عن اللي جوايا.

* إيه... كتبت سيناريو فيلم؟

= لا والله يا شيخ سيد. قعدت كتبت أغنية حماسية... بس لسه بكمل فيها.

* قصيدة. انت بتكتب شعر يا أستاذ من ورانا.

= يا سيدي دي محاولات خاصة كدا ما تشغلش بالك.

* طب قول... سمعنا.

= لازم يعني.

* دا أقل حاجة تكفر بيها عن خطيئتك لأنك ما قلتليش أنك بتكتب شعر. وكمان غنائي!

= طب اسمعوا... بقول:

بدمى يا مصر أفديكِ  

أفدي سماكِ واراضيكِ  

ونيلك اللي بيرويكِ  

روحي فداء روح وادينا

بدمي يا مصر أفديكِ  

أفدي سماكِ واراضيكِ

* الله عيلك يا أستاذ... أنا هاخد الكلمات دي ألحنها.

مشاركة وطنية

ما إن انتهى أحمد بدرخان من إلقاء الكلمات حتى أخذها الشيخ سيد وانصرف، وظل طيلة اليوم التالي جالساً في بيته يقوم بتلحينها، حتى انتهى منها، فقام بالاتصال بأحمد بدرخان فحضر إلى بيته، أسمعه اللحن، فاندهش لبراعة الشيخ سيد في صياغته، فارتدى الشيخ سيد ملابسه، وعزم على النزول فوراً إلى دار الإذاعة المصرية لعرض اللحن عليهم وإذاعته، حاول أحمد بدرخان إقناعه بالانتظار إلى الصباح، حيث تأخر الوقت، ولن يجد أحداً من المسؤولين الآن في الإذاعة، بعدما تخطت الساعة العاشرة مساء، لكن الشيخ سيد أصر، فوافقه وذهبا معاً إلى دار الإذاعة في أرض الشريفين، غير أنهما اصطدما بالعسكري الواقف أمام المبنى لحماية الأمن:

= على فين يا أخينا انت وهو؟

* طالعين الإذاعة.

= ما فيش طلوع دلوقت.

* لا دا إحنا لازم نطلع. فيه شيء مهم يخلينا لازم نطلع دلوقت.

= والمهم دا ما يستناش للصبح؟

* لا ما يستناش... لازم نلحق دلوقت.

= تلحق... تلحق إيه؟

* يا سيدي دا الأستاذ أحمد بدرخان المخرج الكبير... وأنا سيد مكاوي مطرب وملحن.

= أنعم وأكرم... وبعدين؟

* وبعدين لازم نطلع دلوقت علشان نقابل أي مسؤول في الإذاعة علشان معانا أغنية لازم أغنيها علشان يذيعوها.

= أغنية!! بقى عمال تقولي لازم وحاجة مهمة وأقابل المسؤولين علشان أغنية. انتو مش مكسفوين يا جدع منك له؟!

* نتكسف من إيه يا شويش؟

= شويش... سلامة الشوف. أنا صول... مش شايف الشرايط اللي على دراعي؟

* حقك علينا... العتب ع النظر.

= بقى القيامة قايمة في البلد... والشرطة والفداويين (الفدائيين) داخلين في معركة مع الإنكليز وانتو جايين عايزين تغنوا؟

* ما تآخذناش... ما كناش نعرف أن الفداويين والشرطة داخلين معركة مع الإنكليز. سامحنا يا سيادة الحكمدار.

= وكمان بتتمألت عليا بدل ما تنكسفوا وتروحوا تعملوا حاجة مفيدة للبلد. بقى البلد مقلوبة والناس بتموت... وبسلامتك منه له جايين تتمخطروا قرب نص الليل وتقوللي عايزين نغني. روح غني بعيد يا أخويا انت هو مفيش طلوع... يلا بالسلامة.

فشلت كل المحاولات لإقناع عسكري الأمن، أو «حضرة الصول» في صعود الشيخ سيد وأحمد بدرخان لمبنى الإذاعة، وانصرفا، غير أنهما لم يذهبا إلى بيت أي منهما، بل ظلا هائمين على وجهيهما في شوارع ومقاهي القاهرة:

* بقولك إيه يا عم أحمد... فيك من عشرة دومينو.

= إيه... دمينو؟!

* إيه... أوعى تكون مالكش فيها؟

= لا مش القصد. بس انت يعني... بتعرف تلعب؟

* أهو. على أد نظري يعني.

= هاهاها... انت شخصية غريبة أوي يا شيخ سيد... كل يوم باكتشف فيك حاجة جديدة... والغريبة انها بتكون مش حاجة عادية.

بدآ لعب الدومينو في الواحدة من بعد منتصف الليل، وانتهيا في الرابعة فجراً، حيث لعبا ما يقرب من ستة أدوار، لم يفز فيها أحمد بدرخان إلا بدور واحد فقط، وهو يجلس في دهشة وانبهار من هذا الكفيف الذي يقرأ «حجر الدومينو» بطريقة بريل ويتمكن من هذا الفوز الساحق.

تركا المقهى ومشيا حتى «حي الأزهر» تناولا الإفطار على عربة أشهر بائع «فول مدمس» في الأزهر، ثم شربا الشاي على مقهى «الفيشاوي» بعده توجها على الفور إلى دار الإذاعة ليكونا أول من يصل إليها، ربما قبل أغلب الموظفين، ولم يهدأ الشيخ سيد حتى شكلت لجنة فورية لسماع الأغنية التي أبهرتهم جميعاً، وقرروا بالإجماع إذاعتها فوراً على الهواء.

ميلاد جديد

استعدت الفرقة الموسيقية وتدربت على اللحن وحفظته، وتم بث الأغنية على الهواء بعد نشرة الخامسة مساء نفس اليوم، لتحدث دوياً لم يكن يتوقعه أحمد بدرخان أو الشيخ سيد، خصوصاً الأخير الذي أدى الأغنية بصوته، فكان رد الفعل عليها كبيراً، والأهم من ذلك أنها كانت بداية اعتماده كملحن في الإذاعة ذلك الحلم الذي راوده طويلاً.

بعد نجاح أغنية «بدمي يا مصر أفديكِ» ظن الشيخ سيد أن الدنيا فتحت ذراعيها له، وأنه لن يتوقف بعد اليوم عن التلحين والغناء، غير أن تسارع الأحداث السياسية كان أسبق من كل شيء، فنتيجة لأحداث الإسماعيلية ومدن القناة، وقع ما يسمى بحريق القاهرة، لتسود الفوضى والاضطرابات السياسية في البلاد، ولم تمر ستة أشهر على الحريق حتى قام الجيش المصري بثورته في الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، بعدما عانى الشعب المصري طويلاً من الظلم والاستعباد وفقدان العدالة الاجتماعية واتساع الفجوة بين طبقات المجتمع مما أثر بشكل سلبي على العلاقات بينها، في هذه الليلة انطلق الضباط الأحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية عصر جديد مشرق في تاريخ مصر، وانطلق صوت أنور السادات، أحد الضباط الأحرار، ليلقي البيان الأول من اللواء محمد نجيب إلى الشعب المصري:

«بني وطني... لقد اجتازت مصر فترة عصبية في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، وسيقوم الجيش بواجبه متعاوناً مع البوليس، وإني اطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولا عنهم... والله ولي التوفيق اللواء أركان حرب محمد نجيب».

فرح الشيخ سيد كما لم يفرح سابقاً، فهو أحد الفقراء المعدمين الذين قامت ثورة يوليو لأجلهم، ومن المؤكد أن تاريخاً جديداً سيكتبه فقراء وبسطاء هذا البلد من أبناء الطبقة الفقيرة والوسطى، إذا ما أتيحت له الفرصة.

اعتراف بالملحن

تم اعتماد الشيخ سيد كملحن في الإذاعة، إلى جانب كونه مطرباً، وخصص له أجر عشرون جنيها كمطرب، ومثلها كملحن، ليصل أجره في الشهر عن التلحين والغناء إلى أربعين جنيهاً، وهو مبلغ كبير، وما إن التقى رئيس الإذاعة محمد حسن الشجاعي، حتى طلب منه أن يسارع في تقديم ألحانه العاطفية، فوجم الشيخ سيد، وصمت لحظة، ثم اقترح عليه اقتراحاً:

= كلام إيه اللي بتقوله دا يا شيخ سيد... تلحن التسابيح والتواشيح في الإذاعة.

* صدقني هتفرق كتير أوي.

= أيوا... بس إزاي؟ المشايخ اللي بيقولوا تواشيح وتسابيح يقدموا دا على موسيقى.

* أنا متأكد أنها هتبقى جديدة.

= يعني واحد بيدعى ربنا ولا بيقول مناجاة. أقوم احط معاه موسيقى... ما انت عارف أن كان فيه محاولات قبل كدا بس بالكمان مش بفرقة موسيقية كاملة. ومع ذلك المحاولات دي ما نجحتش. تقوم تيجي انت تقوللي تلحنها!!

* طب أقولك على الأكتر من كدا. دا احنا كمان ممكن نقدم أسماء الله عز وجل في لحن رائع.

= لا أرجوك يا شيخ سيد. ما تجبلناش الكلام... احنا مش أد الأزهر.

* وإيه دخل الأزهر في كدا... أحنا مش هنتدخل في الكلام... احنا بس هنخلي فيه موسيقى ناعمة ملائمة للكلمات دي. تكون مصاحبة لها.

= مش عارف... أنا قلقان من الموضوع دا.

* خلينا نجرب ونحكم على التجربة.

وجد الشيخ سيد الفرصة سانحة للاستفادة من محصوله الغنائي الذي قدمه من خلال الموالد والاحتفالات الدينية لسنوات طويلة، خصوصاً أنه كان يحفظ «المولد» حفظاً رائعاً، والكثير جداً من الأغاني والموشحات الدينية، وفي الوقت نفسه كان من الذكاء أن يبتعد في البداية عن الأغاني العاطفية، لأنه يعرف أن ثمة قامات كبيرة إذا وضعه الجمهور في مقارنة معهم، لن تكون النتيجة في صالحه، فقرر أن يبدأ عبر طريق مختلف، أن يبدأ بموال «يا من بحالي عليم» كنوع من جس النبض، وهو عبارة عن دعاء لله والرسول، يمكن أن يقوله أي مصل في صلاته:

يا من بحالي عليم

يا من يُرجي في القيامة

حيث لا أم تُرجى في النجاة ولا أبو

يا فارج الكرب العظام

وواهب المنن الجسام إليك منك المهرب

أيضيق بي أمري وباب المصطفى

في الأرض أوسع للعفاة وأرحب

لا تيأسي يا نفس إن توسلي

بالمصطفى المختار ليس يخيب

يا فارج الكرب العظام

نجح الموال بشكل لم يتوقعه الشيخ سيد نفسه، وليس محمد حسن الشجاعي، رئيس الإذاعة، ما جعل ثقته في الشيخ سيد ترتفع إلى عنان السماء، فأطلق يديه في هذه النوعية من الألحان، فقدم عدداً كبيراً منها.

ألحان دينية

قدم للشيخ محمد الفيومي كثيراً من الألحان مثل «تعالى الله أولاك المعالي» و{آمين آمين» و{يا رفاعي يا رفاعي.. قتلت كل الأفاعي» وعدد كبير من الأغاني الدينية للشيخ الفيومي، ربما كان آخرها «حيارى على باب الغفران» كلمات زين العابدين عبد الله:

حيارى على باب الغفران

طالبين من الله الهدى

في كل وقت وكل أدان

بندعي يا رب الرضا

فايت على باب الكريم

اللي خلقنا من عدم

من خوفه من المولي العظيم

على خده سال دمع الندم

وصلى لله ركعتين

ولسه ما رفع الأيدين

وقال رضاك يا معين

ياللي إليك راجعين

ومن الذنوب تائبين

وبشوق على باب الغفران

طالين من الله الهدى

وقلوب تسبح للإله

سبحانه من يهدي البشر

بقدرته وعفوه ورضاه

شال الغمامة عن البصر

هو السميع هو المجيب

ومن العباد دايما قريب

وكل عبد يتوب يتوب

يغفر له كل الذنوب

دا الرب رب القلوب

والتيه على باب الغفران

طالبين من الله الهدى

بعدها اختتم الشيخ سيد هذه القائمة الطويلة من الأدعية والأغاني الدينية، بخير ما قدم «أسماء الله الحسنى» بصوته فلاقت إعجاباً كبيراً، ولفتت الأنظار إليه بشكل كبير جداً، فلم يكن يتوقع أحد أنه يمكن أن يقوم بتلحين أسماء الله الحسني التي تتلى في المساجد وحلقات الذكر، ويمكن حفظها بهذا الشكل السريع، غير أنها جاءت مواكبة للتطورات التي شملت الأغنية المصرية وما طرأ عليها بعد الثورة.

(البقية في الحلقة المقبلة)  

back to top